بحسب المعلومات التي حصلت عليها "صباح كوردستان"، فان كل من الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية والجماعة الإسلامية وصلت الى قناعة بأن تأجيل انتخابات برلمان كردستان مفيد للجميع وسيكون خطوة لضمان تطبيق الاجراءات الضرورية لتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، وسط رفض معلن لتأجيلها من قبل الديمقراطي الكردستاني الذي مازال متمسكاً بوقتها المحدد مع "عدم وجود اي مبرر يدفع لتأجيلها"
السليمانية/ صباح كوردستان
رغم اقتراب موعد اجراء انتخابات برلمان اقليم كردستان المقررة في 30 أيلول المقبل وقرب اطلاق الحملات الدعائية لها، الا ان الحديث يستمر عن امكانية تأجيلها، وسط تقارير تؤكد ان الموضوع مازال مطروحا على طاولة الحوارات بين القوى السياسية الكردية مع ضبابية مواقفها فهي تعلن رسميا تأييدها لاجرائها في موعدها المحدد لكنها لا تخفي في ذات الوقت رغبتها في تأجيلها لعدة اشهر.
وتقول المفوضية العليا للانتخابات في كردستان انها أكملت جميع الاستعدادات والإجراءات الادارية للانتخابات والتي ستنطلق الحملات الدعائية لها في 5 ايلول المقبل، لكن تغييب الى الآن الحماسة في الشارع وحمى المنافسة التي كانت تشهدها العمليات الانتخابية السابقة ولا يظهر ما يوحي بقرب اجراء الانتخابات، مع الحديث المستمر عن التأجيل وهو يحتل مساحة غير صغيرة من اخبار المؤسسات الاعلامية وتصريحات قادة الأحزاب الكردية، وسط تباين في الرؤى بشأن التأجيل ومن يحق له ذلك هل هو البرلمان ام الحكومة.
ضمان الشفافية
بحسب المعلومات التي حصلت عليها "صباح كوردستان"، فان كل من الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية والجماعة الإسلامية وصلت الى قناعة بأن تأجيل انتخابات برلمان كردستان مفيد للجميع وسيكون خطوة لضمان تطبيق الاجراءات الضرورية لتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، وسط رفض معلن لتأجيلها من قبل الديمقراطي الكردستاني الذي مازال متمسكاً بوقتها المحدد مع "عدم وجود اي مبرر يدفع لتأجيلها"، كما حدث قبل عام حيث تم تأجيل اجراء الانتخابات وتمديد عمر البرلمان بسبب الاوضاع التي فرضها اجراء استفتاء الاستقلال.
وكان المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيره قد كشف في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع المكتب السياسي للحزب، عن عدم ممانعة حزبه تأجيل الإنتخابات، مشترطاً في ذلك حصول موافقة الأحزاب والأطراف الكردية كافة على ذلك.
الوطني يقترح التأجيل
كما أبدى العديد من قادة الاتحاد الوطني رغبتهم في تأجيل انتخابات برلمان الاقليم "لضمان وحدة الصف الكردي" وعدم الدخول في صراعات التنافس الانتخابي في فترة تشكيل الحكومة العراقية، وقال القيادي ملا بختيار ان كل الاحزاب تنظر بجدية الى مسألة تأجيل الانتخابات وليس الاتحاد الوطني وحده.
وعبر عن رغبة حزبه بـ"تأجيل الانتخابات الى شهر كانون الأول من العام الجاري"، عازياً السبب في ذلك الى "المخاوف التي يواجهها العراق والمخاطر التي تهدد المنطقة بأن تعرقل اجراء انتخابات سليمة بالشكل المطلوب".
وبحسب مصدر مطلع، فان الاتحاد الوطني الكردستاني ناقش مع الديمقراطي الكردستاني تأجيل الإنتخابات الى اشعار آخر في اجتماعين منفصلين، إلا أن الأخير لم يرد على المقترح رسميا، ويبدي رغبته باجراء الانتخابات خاصة انه يعتقد ان نتائجها ستأتي في صالحه.
وعادة ما يتم حسم القرارات المتعلقة بالانتخابات من قبل الحزبين الحاكمين في الاقليم والذين يملكان الاغلبية، حتى دون انتظار مواقف القوى الاخرى مثل حركة التغيير والقوى الاسلامية.
وبحسب المصدر نفسه، فان هناك ثلاثة مقترحات لإجراء انتخابات برلمان كردستان، الأول يتمثل في اجراء انتخابات برلمان الإقليم مع مجالس المحافظات نهاية العام الجاري، والثاني يتمثل في تأجيلها لستة أشهر أخرى، فيما يتمثل المقترح الثالث بتأجيل الانتخابات لسنتين، إلا المقترح الأخير رفضته أغلب الكتل السياسية الكردية.
شروط أساسية
وتتباين مواقف القوى الكردية المعارضة من الانتخابات، وان كانت تميل الى التأجيل بسبب المشاكل الداخلية التي تعاني منها من جهة، وبسبب مخاوفها من ما تصفه بتجدد عمليات التزوير والتلاعب الواسع بالنتائج.
وعن موقف حزبه من تأجيل انتخابات برلمان كردستان، يقول المتحدث الرسمي باسم التحالف من أجل العدالة والديمقراطية د. ريبوار كريم، ان "اجراء انتخابات شفافة ونزيهة أحد أهم مطالبنا".
ويؤكد كريم في تصريحه لـ"صباح كوردستان"، ان حزبه لن يعارض تأجيل الانتخابات لفترة معينة "من اجل ازالة جميع الأسماء الوهمية في قوائم الناخبين، ولضمان اجراء انتخابات شفافة ونزيهة على عكس الانتخابات السابقة".
وعن امكانية اجراء انتخابات برلمان الإقليم مع مجالس المحافظات في يوم واحد، أوضح المتحدث الرسمي، ان "التحالف مع تنفيذ أي خطوة من شأنها المساهمة باجراء انتخابات نزيهة، واما ما يتعلق بدمج انتخابات البرلمان مع مجالس المحافظات فلا مانع لدينا بشرط ان تعلن المفوضية استعدادها لذلك مع اكمال المتطلبات التقنية والادارية من أجل انجاح هذه العملية".
توظيف التأجيل لأغراض سياسية
فيما يشدد القيادي في الجماعة الاسلامية برهان ملا عباس، على ضرورة "اجراء انتخابات برلمان كردستان في وقتها المحدد دون أي تأجيل"، مؤكداً ان الجماعة الإسلامية أعلنت من خلال اعلامها الرسمي "رفضها تأجيل الانتخابات"، محذراً من استغلال بعض الأطراف السياسية "تأجيل الانتخابات وتوظيفها لمصالحها الذاتية".
ويضيف ملا عباس لـ"صباح كوردستان" قائلاً، ان "حزبه يؤيد تأجيل الانتخابات في حال وافقت كل الأطراف الكردستانية على ذلك، وحصل اتفاق رسمي بينها حول تأجيل الانتخابات" بما يضمن اجراءها في وقت قريب وبشكل ديمقراطي ونزيه.
من جانبها تقول القيادية في حركة التغيير بهار محمود ان "حركتها ترفض تمديد عمر أية مؤسسة دستورية الى اشعار آخر"، مبينةً ان "التغيير تؤيد اجراء الانتخابات في وقتها المحدد مع التأكيد على اجراء انتخابات تحقق رغبة المواطنين وتحقق الهدف المنشود ونقل السلطة والصلاحيات بطريقة سليمة بعيداً عن العنف".
لكن ذلك الموقف المعلن يتقاطع مع مواقف تكشف عنها مصادر سياسية بان الحركة ترغب في التأجيل خاصة انها تعاني من خلافات داخل قيادتها بشأن شكل ادارة الحركة وسط انسحابات واستقالات منها ما يهدد بخسارتها لعدد غير قليل من مقاعدها.
وتعليقاً على اجراء انتخابات برلمان الإقليم مع مجالس المحافظات في يوم واحد، تضيف محمود في تصريحها لـ"صباح كوردستان"، انه "من الأفضل لو أجريت انتخابات برلمان كردستان مع مجالس المحافظات في يوم واحد لتقليل المصاريف على الحكومة فضلاً عن ابعاد المواطن عن الصراعات النفسية التي تولدها فترات الانتخابات المتعاقبة".
عواقب التأجيل
إلا ان النائبة عن الديمقراطي الكردستاني ببرلمان كردستان حياة مجيد أكدت ان "حزبها مع اجراء انتخابات برلمان كردستان في وقتها المحدد"، نافيةً وجود "أي شروط لحزبها لتأجيل الانتخابات".
وحذرت مجيد لـ"صباح كوردستان"، من "عواقب تأجيل الانتخابات الى إشعار آخر"، مضيفةً ان "البرلمان مدد دورته الحالية لعام تقريبا وحان الوقت لإجراء الانتخابات دون تأجيل لأي وقت آخر".
وعن دور البرلمان في مسألة اجراء الانتخابات من عدمها، أوضحت ان "مجلس الوزراء حدد تاريخ اجراء الانتخابات إلا ان البرلمان يمتلك صلاحية تأجيلها أو تمديدها الى إشعار آخر، لكن لحد الآن لم يتم مناقشة تأجيل الانتخابات داخل البرلمان ولا نتوقع حدوث ذلك أبداً".
من جانبه يقول رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان كردستان دلير ماوتي، انه "كان من الأجدر ان يناقش رئيس الحكومة الذي يمتلك صلاحيات رئيس الإقليم اجراء انتخابات البرلمان في يوم واحد مع مجالس المحافظات إلا انه للأسف لم يحصل ذلك".
وأكد دلير لـ"صباح كوردستان"، ان "الوقت غير كافٍ أبداً لمناقشة اجراء انتخابات برلمان كردستان مع مجالس المحافظات واجراء هكذا انتخابات يحتاج الى اعداد ووقت طويلين".
ومن المقرر ان يجتمع البرلمان خلال الأيام المقبلة وقبل بدء الحملات الانتخابية المقررة في 5 ايلول للنظر في جملة مسائل ربما يكون بينها مناقشة تأجيل انتخابات برلمان الاقليم اذا حصل توافق بين الاحزاب الرئيسية على تلك الخطوة التي هي محل تباين في المواقف بين مؤيد ومعارض حسب الظروف الداخلية لكل حزب.
ت/ س ن
ر/ ص.ب
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع