اسطنبول- واع- فراس سعدون
دخلت رهف إلى "أكوار يوم اسطنبول" على مهل، وفي وجهها تتشكل مشاعر الدهشة والخشية، وهي تنظر لأول مرة إلى أسماك كبيرة، وكائنات بحرية كثيرة، في أحواض مختلفة الأحجام.
وقدمت رهف، وهي طفلة عراقية بسبعة أعوام، إلى الأكواريوم مع أسرتها المقيمة في اسطنبول لقضاء نزهة عيد الأضحى.
وتضم اسطنبول أكثر من أكواريوم، لكن "أكواريوم اسطنبول" أكبرها، ويقع في منطقة فلوريا القريبة من مطار أتاتورك، ويتوزع على 16 بيئة بحرية تحتوي نحو 17 ألف كائن تنتمي إلى 1500 نوع من مخلوقات الماء.
وتقول رهف وهي تقترب بحذر من زجاج الحوض الكبير في الأكواريوم وتشاهد قرشا يمر "اووو يشبه الميغالودون". والميغالودون نوع منقرض من القروش تعرفت إليه رهف في أفلام كارتون وفيديوات على يوتيوب.
وتنقلت رهف مع أسرتها بين بيئات الأكواريوم المسماة بأسماء بحار، ومضائق، ومناطق جغرافية، منها البحر الأسود، ومضيق جبل طارق، والقطب الشمالي، والأمازون.
وتوقفت رهف طويلا عند غرفة مصممة على شكل محرك سفينة ودفة قيادة، وأدارت المقود، واستلقت في سرير البحّارة المتأرجح، معبرة عن فرحتها بهذه التجربة: "حيل فرحت حسيت نفسي قبطان، والسفينة ذكرتني بتايتانيك".
ويتكون أكواريوم اسطنبول من طابقين يطل الزائرون في الأول على أحواضه، فيما تكون الأحواض إلى جوارهم أو فوقهم في الثاني.
وعادت مرام مسرعة إلى أبيها وهي تمسك ذراعه بكف باردة وتطلب منه مرافقتها إلى "القطب الشمالي" لتريه قطعة جليد يجفل من يلمسها، في حين تسترخي مجموعة بطاريق في ركن ليس بعيدا عنها.
وتقول مرام، وهي طفلة عراقية عمرها 10 أعوام، إن "قسم البطاريق أجمل قسم. أول شي كنت أظن أن الثلجة العملاقة تمثال مزيف، لكن من لزمتها قفزت قفزة خرافية. كانت باردة جدا".
ووضعت إدارة الأكواريوم عند كل حوض عارضا الكترونيا يوضح بالصور والمعلومات ما في الحوض من أسماك وكائنات بحرية، كما وضعت جداريات عند مدخل كل بيئة تشرح أهم ما فيها.
ويقول حيدر، وهو طفل عراقي يبلغ من العمر 13 عاما، ويتصفح عارض المعلومات "شفت حيوانات ما شفتها قبل، واستفاديت من المعلومات المكتوبة، واستمتعت بالنظر للمجسمات".
ويحتوي الأكواريوم على مجسمات لمعالم اسطنبول المطلة على مضيق البوسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ومصغّرات دقيقة جدا عن الحياة البحرية في تركيا القديمة يمكن النظر إلى تفاصيلها عبر مناظير مكبرة.
والتقط حيدر صورا مع تمثال لإله وهو يبيّن "هذا بوسيدون إله البحار عند الإغريق، وكانت أمواج تسونامي من أبرز أسلحته".
ويقود زوار الأكواريوم ممر يمتد من "القطب الشمالي" إلى "الأمازون" إذ تحاكي غابة جُلبت نباتاتها، وأسماكها، وحيواناتها من كوستاريكا، ومنها تماسيح، وضفادع، وقوارض.
وهرع حيدر إلى أمه مندهشا وهو يريد أن يريها ما اعتقده "أكبر فأر في التاريخ"، لكنه لم يكن غير خنزير الماء (الكابيبارا) أحد أكبر القوارض في العالم.
وعلى مقربة كان عمر الخزرجي ينظر إلى ضفادع سامة صغيرة الحجم، وزاهية الألوان، داخل أقفاص زجاجية، فيما أخذ أخوه أحمد يصور بعضها بكاميرا احترافية.
واصطحب أحمد المقيم في اسطنبول أخيه الأصغر عمر وبعض أفراد أسرته القادمين من بغداد إلى الأكواريوم.
ويقول عمر وهو في العشرينيات من العمر "ماكو بالعراق هيج شي. استمتعنا وغيرنا جو". ويلتفت أحمد، وهو إعلامي في قناة تلفزيونية تبث من اسطنبول، ليكمل أن "السائح من يجي من بلد يحب يطلع على معالم البلد الآخر، والمعالم السياحية بالدرجة الأساس". ويضيف "هذا المعلم متكامل من ناحية الديكور والاعتناء والخدمات، فمثلا هذه الغابة نموذج صعب الإنشاء ويحاكي الأجواء الاستوائية في مدينة مثل اسطنبول المعروف جوها بأنه بارد". ويسترسل "واحد من الأماكن السياحية هذا المكان لذلك اقترحته على ضيوفي في العيد".
ويتفرع أكواريوم اسطنبول من مول كبير بسلسلة من المتاجر ذات الماركات العالمية والمحلية، والمطاعم، والمقاهي المطلة على بحر مرمرة حيث يجد من لا يرغبون بدخول الأكواريوم فرصة للاستمتاع بمنظر البحر عند غروب الشمس.
وتبلغ سعر تذكرة الأكواريوم 85 ليرة للكبار، و55 ليرة للصغار، في وقت يعادل فيه الدولار 6 ليرات.
وفضلت أم محمد، وهي سيدة عراقية أربعينية، الجلوس قرب البحر حتى ينهي أفراد من أسرتها وأقاربها التجول في الأكواريوم.
وتقول أم محمد وهي تبتسم "آني شايفة الأكواريوم اللي بمول فورم اسطنبول لذلك فضلت أقضي الوقت هنا أشرب استكان جاي وقطعة كيك وأعدل المزاج.. وعيد سعيد على كل العراقيين".
الأنواء الجوية: أمطار وثلوج بدءاً من الغد
الأنواء الجوية: محافظتان تسجلان درجة حرارة 3 مئوية غداً
الأنواء الجوية: أمطار رعدية وانخفاض في درجات الحرارة