�تابعة - واع
حل قيصر الغناء العربي الفنان العراقي كاظم الساهر بالرباط من جديد، ورفع الستار أمس الجمعة، على عروض البرمجة الشرقية بالدورة 17 لمهرجان موازين – إيقاعات العالم بمنصة النهضة.
بلا هوادة انطلق الحفل وتوالت أغان القيصر الخالدة مثل “زيديني عشقا” و”عيد العشاق” و”نسيت دائي” و”أحلى النساء” و”أكرهها “و” وين أكون” وغيرها من عناوين أسرت جماهير غفيرة حجت إلى منصة النهضة ، تحفظها عن ظهر قلب.
في الموعد كان الساهر ، فشدا وأمتع وأبهر بأداءه الرصين وألحانه المتجددة غير المبتذلة. في هذا الحفل كان الرجل العاشق، تلميذ الحب، وذاك الفتى الحالم.
رغم فرحه وحبه العارم، نثر كاظم الساهر شذرات من “علمني حبك أن أحزن”، و”أكرهها” و”قاتلتي” و” أنا كالطفل أحمل أحلام بريئات”.
من ألقه لم ينل الزمن، بابتسامته المألوفة وركوزه على المسرح، ظل ينتقل بسلاسة وحنكة بين الألحان والمقامات، محفوفا بالفرقة المغربية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح الشرقاوي.
بين قطعة وأخرى، وما بين حب وحب وجد الساهر ظالته في حضرة جمهور من مختلف الأعمار والمشارب، جمهور لم تنل من ذائقته الفنية موجات دخيلة مبتذلة.
كل مرة يحل فيها الساهر بالرباط كأنها المرة الأولى، في لقاء عاشقين بعد طول غياب، كان جمهور موازين ذاك “الإبن المدلل” لابن الموصل، فراح يتجاوب معه في شغب طفولي، في تساكن واحتضان.
أزف موعد الرحيل، أكثر من لحظات إبداع وتألق وفرح غامر، أمسية ستبقى عالقة في ذاكرة جماهير الرباط طويلا . هي المرة الخامسة التي يشارك فيها الساهر في إحياء حفلات موازين في 2009 و2011 و2014 و2016 ثم 2018 وفي كل دورة يسجل حضوره المميز ضمن كوكبة من أشهر الفنانين العرب .
منذ ما يزيد عن عشرين سنة ظل كاظم الساهر وفيا لاختيارات موسيقية تزاوج بين الفن الأصيل والمتجدد كلمات وألحانا. طوال هذه الفترة تعاون مع أشهر الملحنين وكتاب الكلمات العرب في مقدمتهم نزار قباني وكريم العراقي.
في حوزة القيصر 25 ألبوما غنائيا وأزيد من 14 أغنية منفردة تترواح ما بين الأغنية الرومنسية والأغنية الشعبية العراقية، إلى جانب باقة من الأغاني الوطنية والقومية من كلمات كريم العراقي وعزيز الرسام والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وبدأ المطرب العراقي مشواره الفني سنة 1984 وكان “شجرة الزيتون” أول ألبوماته الغنائية، قبل أن يتعاون مع شعراء وملحنين ذائعي الصيت في أعمال خالدة لاقت نجاحا وانتشارا كبيرين.
كما حصل على جوائز عديدة منها أوسكار الأغنية العربية ولقب سفير الأغنية العراقية سنة 1996، وجائزة أفضل مطرب عربي وجائزة فارس القصيدة والأغنية العربية سنة 2001 خلال مهرجان الأغنية الدولي السابع في مصر، وجائزة “الغولدن اوورد” لأفضل مطرب عربي سنة 2010.
وفي سنة 2011، عينته منظمة اليونيسيف سفيرا للنوايا الحسنة لرعاية أطفال العراق وأطفال العالم. وشارك كاظم الساهر في أزيد من خمسين تظاهرة فنية عربية ودولية بين مهرجانات وملتقيات فكرية وثقافية.
وعلى غرار الدورات السابقة، ستجعل الدورة السابعة عشر من مهرجان موازين إيقاعات العالم، التي تمتد لتسعة أيام (من 22 إلى 30 يونيو)، من مدينتي الرباط وسلا، منصة التقاء وتناغم، يتقاسم فيها ومن خلالها الجمهور والفنانين على السواء لحظات فرح واحتفال، في صورة تعبر عن أسمى وأرقى مشاعر التعايش والتسامح التي تبناها المهرجان كشعار له منذ انطلاقه.
ويخصص موازين، الذي يساهم في الترويج للموسيقى المغربية، أكثر من نصف برمجته للمواهب المحلية، كما تمكن هذه التظاهرة الفنية التي تحمل قيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام، من الولوج المجاني ل 90 في المائة من حفلاتها الموسيقية، مما يجعل الوصول إلى الجمهور مهمة أساسية، كما يعد داعما أساسيا للاقتصاد السياحي الإقليمي وفاعلا في خلق صناعة الفرجة بالمغرب.