�اع - وكالات
ضبطت الشرطة الماليزية 284 صندوقا فيه 72 حقيبة يدوية فاخرة محشوة بالأموال والمجوهرات خلال عملية مداهمة في اطار التحقيق حول اختلاس اموال الذي يطول رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق، بحسب ما أوردت وسائل اعلام محلية أمس الجمعة.
وتزيد هذه المضبوطات من المخاطر التي يواجهها نجيب، الذي كان حتى الاسبوع الماضي يبدو متجها إلى فوز انتخابي قبل أن تتم اطاحته في اقتراع شكلت نتائجه مفاجأة. ورفض نجيب الذي بدا محطما وقلقا، التعليق على التطورات الأخيرة بينما كان يمر بين حشد من وسائل الاعلام لدخول مسجد لأداء صلاة العصر، في الدولة ذات الغالبية المسلمة.
وعند سؤال نجيب (62 عاما) إذا كان يريد التعليق على الموضوع، ربّت على ذراع أحد صحفيي وكالة فرانس برس قائلا «لاحقا، لاحقا». وقالت الشرطة إن حجم المضبوطات من الاموال النقدية و248 صندوقا فيه حقائب يدوية من الماركات الفاخرة «إيرمس» و«لوي فويتون» تجعل من غير الممكن على الفور تقدير قيمتها.
وقامت الشرطة بعمليات مداهمة واسعة النطاق شملت منزل نجيب ومواقع أخرى مساء الاربعاء. تنفيذا لوعد قطعته الحكومة الجديدة برئاسة مهاتير محمد (92 عاما) بالتحقيق في ممارسات رئيس الوزراء السابق. وكانت الشرطة قد رفضت في السابق التعليق على عمليات الدهم.
لكن عمر سينغ مسؤول دائرة الجرائم المالية في الشرطة، أكد أن العمليات الأخيرة في ساعة مبكرة الجمعة، جاءت في إطار التحقيقات في اتهامات بأن نجيب وأسرته والمقربين منه نهبوا مليارات الدولارات من صندوق سيادي حكومي أسسه نجيب. وصرح سينغ للصحفيين أمام المجمع السكني الفاخر في كوالالمبور حيث جرت عملية الدهم الأخيرة «لا يمكنني تقدير قيمة المضبوطات».
وأكد قائلا «لقد أغلقنا الحقائب لكننا نعرف أنها تحتوي على أموال، ونعرف أنها تحتوي على مجوهرات». وقال سينغ إن حقائب السفر الـ72 تحتوي على كميات كبيرة من «العملات المختلفة ومنها الرينغيت الماليزي والدولار الأمريكي والساعات والمجوهرات». وقال «إن كمية المجوهرات كبيرة في الواقع».
وأظهرت مشاهد مسجلة عرضتها وسائل اعلام محلية صناديق كرتون وحقائب سفر مغلفة بالبلاستيك خلال تحميلها على شاحنة للشرطة سوداء اللون. وذكرت التقارير أن خمس شاحنات استخدمت لنقل كافة المضبوطات.
وحتى الاسبوع الماضي كان فوز الائتلاف القوي بقيادة نجيب «باريسان ناسيونال» (الجبهة الوطنية) متوقعا إلى حد كبير بولاية جديدة في حكم استمر أكثر من ستة عقود، ما جعلها إحدى الحكومات التي بقيت في الحكم لأطول مدة. لكن ائتلافه -المتهم بحشو صناديق الاقتراع والغش- أطاح به بشكل مفاجئ ائتلاف متنوع حشد الغضب الشعبي ضد الفساد المتهم به نجيب وأساليبه القمعية بشكل متزايد.
وسيضيف ضبط الحقائب اليدوية إلى السخط الشعبي تجاه زوجة نجيب، روسمة منصور، التي طالما اثارت الغضب الشعبي جراء شغفها برحلات التسوق الفاخرة خارج البلاد، وامتلاكها مجموعة واسعة من حقائب اليد الباهظة الثمن. وأسهمت سمعتها في إدراك الناخبين وجود فساد في مؤسسة حاكمة فقدت التواصل مع الشعب الكادح ومن الطبقة الوسطى.
وكان مهاتير قد منع نجيب من السفر في اعقاب الانتخابات الاسبوع الماضي، على خلفية اتهامات بأنه أشرف على نهب مليارات الدولارات من الصندوق السيادي «1ام دي بي» (ماليزيا ديفلوبمنت برهاد)، في عملية فساد معقدة ومدهشة وغسل اموال، امتدت في انحاء العالم.
وغذت عمليات الشرطة التكهنات في ماليزيا بالقاء القبض على نجيب، لكن لم تظهر حتى الان مؤشرات على قرب توقيفه، وقال مهاتير وأنور إبراهيم، زعيم المعارضة السابق الذي أمضى عقوبة في السجن خلال حكم نجيب وأفرج عنه الاربعاء، إنهما يتوقعان توجيه اتهامات إلى نجيب في وقت قريب.