بغداد- واع - نصار الحاج
في خطوة تعكس اهتماماً متزايداً من قبل الولايات المتحدة بالسوق العراقية، استقبلت بغداد أكبر وفد تجاري أمريكي ضمن جهود تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية واستكشاف مجالات التعاون والاستثمار.
وتأتي زيارة الوفد الأمريكي في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وسعي الحكومة العراقية إلى تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات وتوسيع نطاق الشراكات مع الشركات العالمية، لا سيما في قطاعات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا
وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الفنية محمد الدراجي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة الوفد التجاري الأمريكي إلى العراق تمثل نقطة تحول مهمة في العلاقات الاقتصادية بين بغداد وواشنطن"، مشيرًا إلى أن "الوفد يُعد الأكبر من نوعه من حيث عدد الشركات، مما يعكس الرغبة الأمريكية الجادة في التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين".
وأضاف، أن "الحكومة العراقية حريصة على تنويع مصادر التعاملات التجارية، وقد تم عقد لقاءات مع الشركات الأمريكية لعرض الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة، لا سيما ما يتعلق بتغيير الفلسفة الاقتصادية نحو دعم القطاع الخاص وتوفير الضمانات اللازمة لجذب الشركات العالمية الكبرى للعمل في السوق العراقية".
من جهته قال المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها قوى السوق في العراق والدولة الصديقة، سعياً إلى بناء تعاون مشترك في مجالات الاستثمار المتاحة وطنياً".
وأضاف صالح، أن "العراق يعيش اليوم في مناخ مستقر وآمن، مما جعل بلادنا وجهة جاذبة للاقتصاد الوطني لدولة صديقة تعتبر من الأوائل على مستوى العالم في مجال التعاون الاقتصادي الفعال".
من جانبه أكد عضو لجنة الاستثمار والتنمية النيابية، النائب حسن قاسم الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "هذه الزيارة تُعد خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين العراق والولايات المتحدة، وتعكس ثقة متزايدة بالفرص الاستثمارية في السوق العراقية".
وأضاف، أن "هذه الزيارة هي الأكبر في تاريخ غرفة التجارة الأمريكية وذلك يُعد مؤشرًا واضحًا على وجود فرص استثمارية واعدة، خصوصًا في قطاعات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا، مع إمكانية نقل الخبرات وخلق فرص عمل وتنشيط بيئة الأعمال".
فيما أشار الخبير الاقتصادي أحمد صدام، اﻟﻰ أن "الوفد يعكس رغبة أمريكية حقيقية في الاستثمار داخل العراق، وهو أمر يصب في صالح الاقتصاد الوطني إذا ما تم استثماره بالشكل الصحيح".
وأوضح، أن "دخول الاستثمارات الأمريكية من شأنه دعم خطط التنويع الاقتصادي وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، إلى جانب خلق بيئة تنافسية بين الشركات"، مؤكدا "أهمية استغلال هذه الرغبة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، ونقل التكنولوجيا، وإنشاء صناعات غير نفطية تسهم في تطوير الاقتصاد تدريجيًا".
بدوره بين الخبير المالي صفوان قصي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "حجم التبادل التجاري الحالي بين العراق والولايات المتحدة لا يتجاوز 8 مليارات دولار سنويًا، وهو رقم متواضع مقارنة باحتياجات السوق العراقية، التي تستورد سلعًا بأكثر من 70 مليار دولار سنويًا من دول أخرى".
وذكر أن "هناك ضرورة لزيادة القدرة التنافسية للسلع الأمريكية داخل السوق العراقية من خلال تمكين القطاع الخاص المحلي ومنحه وكالات تجارية منظمة للاستيراد من الولايات المتحدة".
وأوضح، أن "هذا التوجه من شانه أن يسهم في تحسين قدرة العائلة العراقية على الحصول على منتجات عالية الجودة، مع إمكانية اعتماد نظام شراكة طويل الأمد بضمانات سيادية لجذب الاستثمارات الأمريكية، وتطوير القطاعات المختلفة، بما في ذلك الصناعات، الجامعات، المستشفيات، وحتى قطاع التسليح، الذي يحتاج إلى التحديث ونقل المعرفة والتكنولوجيا".
وأكد رئيس الوفد التجاري الأمريكي الزائر للعراق ستيف لوتس، اليوم الثلاثاء، أن العراق يمثل سوقًا واعدًا للاستثمار، وأن الشركات الأمريكية تتطلع إلى فرص التعاون في مختلف القطاعات، مع التركيز على خلق فرص عمل للشباب العراقي، والمساهمة في تطوير البنية التحتية والخدمات الحيوية".
وأعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، أمس الإثنين، وصول بعثة تجارية مكونة من 60 شركة إلى بغداد، مبينة أن غرفة التجارة الأمريكية ستوقع خلال هذه الزيارة على مذكرة تفاهم مع اتحاد غرف التجارة العراقية لتعزيز العلاقات بين القطاع الخاص الأمريكي ونظيره العراقي.
وذكرت السفارة في بيان، تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "غرفة التجارة الأمريكية برئاسة ستيف لوتس تقود وفدًا مكونًا من 101 عضو من حوالي 60 شركة أمريكية في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والصحة إلى العراق هذا الأسبوع"، مبينة، أن "هذه أول مهمة تجارية معتمدة من وزارة التجارة الأمريكية إلى العراق وأكبر بعثة تجارية أمريكية إلى العراق في تاريخ الغرفة".
وأضافت، أنه "وخلال الزيارة التي تمتد من 7 إلى 9 نيسان الجاري، سيلتقي الوفد بمسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، كما سيتواصل مع شركات عراقية، ويقوم بتوقيع عدد من الاتفاقيات".