بغداد – واع – نصار الحاج
أجمع مسؤولون ومستشارون حكوميون ومحللون سياسيون على تأكيد أهمية زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعراق ولقائه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للنقاش حول الوضع في سوريا، وفيما أكدوا أنه لا يمكن تجاوز وجهة نظر بغداد تجاه ما يحصل دمشق، أشاروا إلى أن الزيارة أكدت التزام التحالف الدولي بأمن العراق واستقراره.
الحكومة: التواصل لم ينقطع مع واشنطن بشأن سوريا والتحالف الدولي ما زال قائماً
ويؤكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي إنه لا يمكن تجاوز وجهة النظر العراقية تجاه بما يحصل في سوريا.
ويقول في حديث للعراقية الإخبارية تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "تواصلنا لم ينقطع مع الولايات المتحدة منذ بدء الأزمة في سوريا ولا يمكن تجاوز وجهة النظر العراقية تجاه ما يحصل هناك".
وأضاف، أن "زيارة بلينكن لبغداد أكدت أن التحالف الدولي ما زال قائما في العراق وأن أمن العراق محافظ عليه ولن يتم السماح بأي خرق، وهنالك اتفاق عربي - إقليمي - دولي بعدم السماح لأية جماعات متطرفة باستغلال الوضع بسوريا وتصدير الأزمات لخارجها".
مستشارون: دور العراق محوري ولا بد من التفاهم معه بشأن أزمات المنطقة
ويرى مستشار رئيس الوزراء فادي الشمري أن العراق قادر على أن يلعب دوراً محورياً باعتباره شريكاً إقليمياً ودولياً ويريد لسوريا أن تنهض من جديد.
ويؤكد الشمري في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "ينظر للعراق بأنه لاعب قادر على أن يكون له دور محوري باعتباره شريكا اقليميا ودوليا مؤثرا ولديه القدرة على التأثير الايجابي في الأزمات التي تعانيها المنطقة لاسيما ملف سوريا التي تربطها حدود طويلة مع العراق".
وأضاف، أن "موقف العراق المتقدم من المتغيرات في الداخل السوري وتعاطيه الإيجابي مع عملية التغيير التي حصلت واهتمامه واستعداده وتأكيده على ضرورة دعم سوريا وشعبها لإنشاء نظام ديمقراطي يحترم حقوق مكوناته ويراعي فيها التعددية الاجتماعية وهي رؤية تتوافق مع المنظور الدولي واللاعبين الكبار فيه ولا يمكن ان تتحقق هذه الرؤية دون التفاهم والتنسيق مع بغداد".
وتابع أن "العراق يريد لسوريا أن تنهض من جديد وأن تكون مرتكز استقرار للمنطقة وعلى المجتمع الدولي أن يساهم في تعزيز هذا المفهوم".
بدوره، يقول مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي إن زيارة بلينكن تأكيد على أهمية بغداد ودورها المحوري وكذلك التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جهود العراق في محاربة الإرهاب.
ويوضح علاوي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى العراق ولقائه برئيس الوزراء دلالة على أهمية العراق ودوره المحوري والاستراتيجي في المنطقة وإدارة أزمات المنطقة".
وأضاف أن "العراق بلد الجوار الأكثر فاعلية وانفتاحا وتعاطيا مع الدولة السورية ولذلك العمل مع العراق وتبادل وجهات النظر السياسية والأمنية والدبلوماسية هو خطوة استراتيجية تعود إلى مرجعية العلاقات العراقية - الأمريكية التي انتقلت إلى المستوى الاستراتيجي".
وتابع، إن "تنسيق المواقف المشتركة حول الوضع السوري مهم جدا لدعم العملية السياسية الانتقالية ومراقبة الواقع كما هو والتشاور بين الدول المعنية بالوضع السوري وهو دلالة على الاهتمام الكبير من قبل جميع الأطراف بوضع سوريا ومستقبلها عبر العملية السياسية الانتقالية نحو دولة مستقرة".
ولفت إلى أن "العراق ينظر إلى سوريا كبلد عربي شقيق وشعب عربي أصيل وبالتالي تأتي المباحثات الثنائية بين الجانب العراقي والأمريكي في هذا المسار لدعم الاستقرار في سوريا ودعم الاستقرار الاقليمي لما له أهمية لدول وشعوب المنطقة بعد سنوات طويلة من الصراع والحروب".
وأكد علاوي إن "التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جهود العراق في محاربة الإرهاب وهو ليس بالجديد وإنما يرتكز إلى العمل المشترك ضد التنظيمات الارهابية التي حاربتها القوات المسلحة العراقية على مدى 20 عاماً، وهنا نقطة التواصل في استمرار الحملة العالمية على التنظيم الإرهابي داعش الذي مازال يهدد امن المنطقة الإقليمي ويحتضر في الأراضي العراقية بعد ضربات موجعة لقيادات الارهابية على مدى الأشهر الخمسة الماضية، إضافة إلى التزام الولايات المتحدة الأمريكية ببرامج التدريب والتسليح بأحدث التكنولوجيا إلى القوات المسلحة العراقية ضمن برامج عسكرية فعالة تحقق ما تطمع اليه اللجنة العليا للتسليح وخصوصا بعد زيارة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأمريكية في نيسان 2024 ، وما تلا ذلك من زيادة وتيرة التجهيز للصفقات العسكرية الخاصة بالطيران وغيرها من المعدات العسكرية الأخرى بعد التسهيلات اللوجستية لدعم القوات المسلحة العراقية وحماية استقرار الامن القومي العراقي".
محللون سياسيون: زيارة بلينكن لبغداد تأكيد على دور العراق المساهم بحل الأزمات
ويرى محللون سياسيون، أن زيارة بلينكن للعراق تكتسب أهميتها من حاجة الولايات المتحدة للتشاور مع العراق بوصفه لاعباً أساسياً قادراً على المساهمة بحل الأزمات في المنطقة.
ويقول المحلل السياسي أحمد الوندي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة بلينكن لبغداد مهمة، خاصةً مع تصريحاته بشأن الاتفاق مع بغداد حول ضرورة احترام خيارات الشعب السوري وأهمية الدور المحوري للعراق كشريك أساسي في المنطقة والتشاور معه في التطورات الراهنة، بوصفها تأكيداً على رغبة الولايات المتحدة في إشراك العراق بصورة أكثر فاعلية في معالجة الملفات الإقليمية، وترجمةً لإدراكها لمكانته الجغرافية والسياسية الحيوية".
وأضاف، أن "التركيز على احترام خيارات الشعب السوري يعكس توجهاً نحو تبني مسار سياسي شامل يسهم في تخفيف التوترات والبحث عن حلول مستدامة، ويشير إلى أهمية تجنب الحلول الأحادية والعمل على إشراك جميع الأطراف ذات الصلة، وفي الوقت ذاته، فإن تأكيد الالتزام الدولي تجاه أمن وسيادة العراق يكشف عن حرصٍ متجدد على دعم مؤسساته وقدراته الأمنية وتمكينه من التصدي للتحديات الإرهابية والاستجابة لتداعيات الأزمات في المنطقة".
وتابع "ومن هنا، تبدو هذه التصريحات بمثابة خطوةٍ إضافية نحو تعزيز الثقة المتبادلة والتركيز على بناء شراكات إقليمية منفتحة ومستقرة تدعم الأمن الإقليمي وتخفف من الضغوط والتوترات التي يعاني منها الشرق الأوسط".
بدوره، يقول المحلل السياسي حمزة مصطفى في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "العراق أكد أكثر من مرة على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني احترامه لخيارات الشعب السوري وأن ما حصل في سوريا هو شأن داخلي".
وأضاف، أن "العراق وفي ضوء الدور المحوري الذي يتميز به في المنطقة يتلقى اتصالات ويستضيف زيارات على قدر عالٍ من الأهمية، بالأمس كان هنالك اتصال من وزير الخارجية البريطاني برئيس الوزراء واليوم زار وزير الخارجية الأمريكي بغداد، وهنالك موقف موحد باتجاه احترام خيارات الشعب السوري".
وتابع أن "الجميع متفق على أهمية دور العراق في هذه المرحلة وكونه شريكاً أساسيا يتمتع بسياسة حكيمة وموارد وطاقات وعلاقات بناءة مع الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي".
وفيما يتعلق بتأكيد بلينكن التزام التحالف الدولي الذي تتزعمه بلاده بشأن العراق قال مصطفى: إن "الالتزام جزء من اتفاقية موقعه بين العراق والتحالف وكذلك مع الولايات المتحدة الامريكية عبر اتفاقية الإطار الاستراتيجي وهي ملزمة للطرفين".
وأضاف، أن "العراق من جهته عبء كل الطاقات والجهود من أجل مواجهة أية تحديات محتملة على حدوده وأمن حدوده بالكامل وعزز الاستقرار الداخلي لذلك لا مخاوف على العراق الذي يريد للمنطقة
أن تستقر ويتم تجنب أي تصعيد جديد".
في الأثناء، يؤكد المحلل السياسي غالب الدعمي، أن العراق حكومة وشعباً داعم لخيارات الشعب السوري.
ويؤكد الدعمي أن "موقف الحكومة العراقية الذي أكد على دعم خيارات الشعب السوري واستعداده للمساعدة يعبر عن موقف الشعب العراقي الذي يرى أن الأشقاء في سوريا سيختارون شكل حكومتهم ومستقبل بلادهم".
وأضاف، أن "زيارة بلينكن اليوم كانت مفاجئة ويراد منها التباحث في الشأن السوري مع العراق الجار لسوريا خاصة في ظل التطورات هناك والحاجة إلى التحاور والتواصل".