بغداد - واع - اسماعيل الغالبي
ترقب نتائج الانتخابات الأمريكية واهتمامًا واسعًا لما تحمله من تأثيرات على السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، حيث إنها تعد من أبرز الأحداث السياسية العالمية.
ويُطلق الأمريكيون على اسم سبع ولايات فاصلة في الانتخابات الامريكية "الولايات المتأرجحة"، وأصعبها بنسلفانيا. لم تتضح بعد ميولها في التصويت لانتخاب رئيس جديد خلفا لجو بايدن. فما هي فرص هاريس وترامب في تلك الولايات؟
بخلاف الولايات المؤيدة لكامالا هاريس مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو تلك المؤيدة لدونالد ترامب مثل كنتاكي أو أوكلاهوما، يبدو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلى غرار ما حدث في العام 2020، ستحسمها بضع عشرات آلاف الأصوات في ولايات قليلة تشهد منافسة حادة يركز فيها المرشحان جهود حملتيهما في الأيام الأخيرة.
ومن المتوقع أن تحدّد سبع ولايات أمريكية نتيجة الاستحقاق الانتخابي بين نائبة الرئيس الديموقراطي وبين الرئيس الجمهوري السابق في 5 تشرين الثاني/نوفمبر لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدة، إذ إن ميولها لأحد الحزبين غير واضح، ويُطلق الأمريكيون عليها اسم "الولايات المتأرجحة".
والفارق في هذه الانتخابات هو مايقدمه احد المرشحين من قناعة لدى الجمهور بواسطة البرنامج الانتخابي لكليهما
حيث ركز البرنامج الانتخابي لكامالا هاريس
مرشحة الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة الأمريكي على القضايا الآتية:
1- الاقتصاد
• تقليل الضرائب عن 95% من الشعب الأمريكي
• رفع الضرائب على 5% من الأمريكيين (أصحاب الدخل الأعلى)
• تخصيص 40 مليار دولار لحل مشكلة نقص المساكن
• معالجة التضخم بتشريع قانون اتحادي للحد من التلاعب في الأسعار
2- الهجرة
• إحياء مشروع قانون أمن الحدود للحد من الهجرة غير الشرعية
• فرض قيود على اللجوء
• منح الرئيس صلاحيات ترحيل المهاجرين غير المستوفين للشروط سريعاً
3- المناخ
• تمويل مشاريع طاقة تقلل الانبعاثات بنسبة 40% بحلول 2030
4- انتشار الأسلحة
• تمرير قانون "العلم الأحمر" لمصادرة الأسلحة ممن يشكلون خطراً على المجتمع
• اتخاذ تدابير لمعالجة العنف في المدارس والجامعات والمجتمع ككل
5- الشؤون الخارجية
• الاستمرار بدعم الكيان الصهيوني
• الاستمرار بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا
• اتخاذ المزيد من التدابير المشددة مع الصين
• العمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران
وتضمن برنامج دونالد ترامب ما يأتي:
قوة أميركا
أكد الجمهوريون وترامب على ضرورة اتّباع سياسات دفاعية وعسكرية قوية؛ وذلك من خلال العمل على تحديث الجيش والتأكد من جاهزيته، والعمل على الاستثمار في التقنيات المتقدمة، ويضاف إلى ذلك ضرورة التركيز على بناء التحالفات وتعزيز الشراكات الدولية؛ لتحقيق الاستقرار العالمي، ومواجهة مختلف التحديات، ومنع قيام الحرب العالمية الثالثة، وتحقيق السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع صاروخية عظيمة. كما تم التأكيد في هذا الجانب على ضرورة جعل أميركا المنتج المهيمن للطاقة في العالم؛ وذلك مع ضرورة وقف الاستعانة بالمصادر الخارجية، والعمل على تحويل أميركا إلى قوة صناعية عظمى.
الهجرة والترحيل
أكد الجمهوريون وترامب على ضرورة إغلاق الحدود وتأمينها، واستكمال أعمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك؛ وذلك لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين نحو الأراضي الأميركية، وحماية السيادة الأميركية؛ حيث قال ترامب في هذا الصدد إن المهاجرين من أميركا الوسطى والجنوبية "يسممون دماء بلادنا".
بالإضافة إلى ذلك تم التأكيد على ضرورة تنفيذ أكبرعملية ترحيل جماعية في تاريخ الولايات المتحدة، والعمل على وقف الجرائم المرتبطة بالمهاجرين، وضمن هذا السياق تم التأكيد على ضرورة ترحيل "المتطرفين المؤيدين لحركة حماس" حسب وصفهم، كما تم التأكيد على ضرورة إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأجانب، الذين يدعمون "الإرهاب والجهاد".
الإجهاض
أكد ترامب على ضرورة فرض قيود شاملة على الإجهاض، وأنه يقف ضد قتل الأطفال، ويرى أنه لمختلف الولايات الحق باتخاذ القرار فيما يتعلق بالإجهاض، وفي هذا السياق انتقد ترامب قانون "رو ضد وايد"، الذي رأى أنه يتيح إنهاء الحمل حتى في الشهر التاسع.
الجريمة والمخدرات
أكد الجمهوريون وترامب على ضرورة هدم تجارة المخدرات، وبشكل خاص المكسيكية ووضعها على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية، وفرض عقوبة الإعدام على تجار المخدرات ومهربي البشر، والقيام بسحق العصابات، والعمل على سجن المجرمين الأكثر عنفًا.
وفي هذا السياق ذكر ترامب أن العديد من المهاجرين هم سجناء سابقون أو مرضى نفسيون، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة، وتعهد بتوفير معدات خاصة للكشف عن المخدرات على الحدود ومنع دخولها إلى البلاد.
الاقتصاد
أكد ترامب ضرورة ضبط معدلات التضخم، والعمل على جعل أميركا ميسورة التكلفة؛ وذلك في ظل ارتفاع الأسعار وأجور السكن بعد جائحة كورونا، وتأثير ذلك على العائلات الأميركية من أصول أفريقية، ووعد ترامب بتخفيض الضريبة على العمال، وعدم فرض أي ضريبة إضافية، والعمل على إلغاء تفويض السيارات الكهربائية، وخفض اللوائح المكلفة، كما دافع ترامب عن سياسات وضع الرسوم الجمركية والإعفاءات الضريبية، التي تعمل على تحفيز الشركات.
الحريات
أكد الجمهوريون ضرورة الدفاع عن الدستور الأميركي، والحريات الأساسية؛ ولعل من أهمها حرية التعبير، والتدين، وحمل السلاح. ودعا ترامب إلى إلغاء أجزاء من الدستور، وتطبيق القانون الفدرالي على خصومه السياسيين والعمل على حبسهم، ووعد بتأمين الانتخابات؛ وذلك من خلال ضمان التصويت في اليوم نفسه، كما أكد قبوله نتائج الانتخابات المقبلة بشرط أن تكون حرة ونزيهة وقانونية.
التعليم
دعا ترامب إلى ضرورة إغلاق وزارة التعليم، كما دعا إلى فرض قيود مشددة على تدريس قضايا العرق والجنس في المدارس العامة، وإلغاء المحتوى غير المناسب بحسب وصفه في مناهج المدارس الحكومية، والعمل على جعل الجامعات آمنة ووطنية، خاصة بعد الاحتجاجات التي شهدتها مختلف الجامعات الأميركية مؤخرًا ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
الطاقة
أكد الجمهوريون ضرورة زيادة الإنتاج المحلي للطاقة؛ وذلك من أجل خفض التكاليف، وضمان استقلال الطاقة، وفي هذا السياق اقترح ترامب زيادة إنتاج الوقود الأحفوري؛ وذلك للحدّ من ارتفاع التكاليف، وتعهد بتقييد ملكية الصين للبنية التحتية الأميركية، خاصةً في مجال الطاقة.
الرعاية الصحية
أكد الجمهوريون ضرورة جعل الرعاية الصحية ميسورة التكلفة، والعمل على حماية مزايا الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى زيادة الشفافية والمنافسة لتقليل تكاليف الرعاية الصحية والأدوية، وشدّد الجمهوريون على ضمان بقاء هذه البرامج بسداد ديونها، وذلك من دون القيام بتخفيض المزايا التي تقدم للمواطنين.
السياسة الخارجية
تعهد ترامب بإحداث تغيير جذري على صعيد السياسة الخارجية؛ وذلك من خلال إعادة النظر ببعض التحالفات، ولعل من أهمها حلف شمال الأطلسي وتمويله، وتعهد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما انتقد حصول أوكرانيا على الدعم اللامحدود، وأشار إلى أنه سيطالب أوروبا بالتعويض عن ذلك، ولن يلتزم بأي مساعدات أخرى.