الفنان محمد هاشم: الفن أنصفني وهذا سبب عدم مشاركتي بالأعمال العراقية الأخيرة

ثقافة وفن
  • 28-10-2024, 12:53
+A -A

بغداد-واع

حوار: أحمد سميسم

تصوير: علي هاشم 

أجاد تجسيد الأدوار بمهارة وحرفية كبيرة، فاستطاع أن يصنع تأثيراً لافتاً لدى الجمهور عبر أعماله التلفزيونية التي شكلت حضوراً جيداً ومحبباً، فتارة يبكينا حين يكون مظلوماً وتارة يفرحنا في تجسيد أدواره المركبة، فنان يحمل من الصفات الإنسانية الكثير فيكاد يكون مؤسسة إنسانية بشخصية رجل واحد لما له من مواقف كثيرة في مساعدة الناس، قريب من الجمهور الى حد كبير وبسيط كالخبز، يستمد قوته من الجمهور فهو فنان واقعي لا يؤمن بلغة الأرقام بل يؤمن بمجريات الواقع إن كانت جيدة أم سيئة، كما أنه يعتقد بأن الفشل أولى خطوات النجاح والإصرار على مواصلة المشوار الفني.

الفنان "محمد هاشم" كان ضيفاً عزيزاً على (وكالة الأنباء العراقية) (واع) فكان معه هذا الحوار الشيق..

 * دورك في مسلسل (مناوي باشا) عام 2000 كان بمثابة جواز مرورك نحو الشهرة، على الرغم من أنه كانت لديك تجارب درامية قبل هذا المسلسل لماذا لم تحقق أعمالك الشهرة المطلوبة قبل مناوي باشا؟

- انطلاقتي الحقيقية نحو عالم الفن والشهرة كان من خلال مسلسل (مناوي باشا)، بدور (شعلان كزارة)، الأعمال التي كانت قبل هذا المسلسل لم تكن أعمالاً كثيرة ولم تحقق الحضور المطلوب وكان أغلبها تاريخية، لذلك دوري في (مناوي باشا) هو أول عمل لي يكوّن  علاقة وثيقة بيني وبين الجمهور، على الرغم من دوري في المسلسل كان في 20 مشهداً فقط من أصل 1200 مشهد لكنه شكل حضورا لافتا وكأنه دور البطولة في المسلسل، ومن الغريب بعد هذا المسلسل لم أشترك في أي عمل درامي لأربع سنوات متتالية!


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

* بعد النجاح المدوي الذي حققته في مسلسل (بنات صالح)، اشتركت بمسلسل (طوارئ) يبدو أن دورك في العملين متقارباً الى حد ما من ناحية الظلم والدفاع عن النفس، هل تتفق مع هذا الطرح؟

- ليس كذلك، دوري في مسلسل (بنات صالح) يختلف تماما عن دوري في مسلسل (طوارئ)، لربما هناك تشابه بسيط من حيث الظلم لكن الدورين مختلفان تماماً.

* طفولتك كانت شقية ومشاكسة الأمر معكوس تماماً حينما كبرت فأصبحت خجولاً هل هذا صحيح؟

- هذا صحيح كنت طفلاً شقياً ومشاكساً لا يعرف التعب، لكنني حين دخلت المدرسة أصبحت طفلاً خجولاً وراكزاً بعض الشيء حيث تغيرت صفات كثيرة في شخصيتي، لكنني حين أقف أمام الكاميرا لا وجود للخجل إطلاقاً.



* ما أسباب عدم مشاركتك في الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت مؤخراً في رمضان الماضي وفضلت أن تشارك بعمل خليجي واحد فقط؟

- للأسف لم يتصل بي أحد للمشاركة بالأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت مؤخراً وعددها 20 عملاً درامياً!، لذلك اشتركت في مسلسل كويتي اسمه (ملفات منسية)، تجربة مهمة وناجحة بالنسبة لي وسوقت عملي بشكل صحيح رشحني للمسلسل المخرج الكويتي مناف عبدال بعد أن أثرت إعجابه في مسلسل (بنات صالح)، ولأول مرة يشارك فنان عراقي في عمل عربي تكون شخصيته محورية وإيجابية ولها وقعها في المسلسل، فضلاً عن احتفاظي بعراقيتي وصورت بعض المشاهد بالزي العربي (الشماغ والعقال). 

* هل تعد أن دورك في مسلسل (بنات صالح) الذي حقق شهرة واسعة كان بمثابة الانعطافة الكبيرة في مسيرتك الفنية، بمعنى لو وضعنا بنات صالح في كفة وأعمالك الأخرى في كفة أخرى فأي كفة ستميل؟

- مسلسل (بنات صالح) انعطافة في مسيرتي الفنية وسوقني عربياً ومسلسل شكل حضوراً واسعاً ولم يشهد لأي مسلسل عراقي أن يشهد هذا الحضور الكبير في الشارع العراقي ووصلت مشاهداته حسب الإحصائيات الى 160 مليون مشاهدة، لكن رغم هذا لدي أعمال لا تقل أهمية عن (بنات صالح) مثلا مسلسل (مناوي باشا) ومسلسل (الحواسم)، ومسلسل (فاتنة بغداد)، ومسلسل (أعماق الأزقة)، وغيرها من الأعمال. 



* لدي معلومة تقول بعد النجاح الذي حققته في بنات صالح تعرضت لهجوم من قبل الوسط الفني؟

- صحيح تعرضت لهجوم مفاجئ وانتقادات من قبل بعض الأسماء المعروفة من الوسط الفني وبعضهم تربطني معهم علاقة صداقة جيدة ما أثار استغرابي لكن لن يستوقفني طويلاً وتجاوزته كون الجمهور أنصفني ومنحني كل الحب والإشادة، انا فنان أعمل للناس ولا يهمني ما يقال عني ولا يهمني أيضا ما يقال عني في مواقع التواصل كونها منصات غير حقيقية للتقييم، أنا فنان واقعي استمد قوتي وطروحاتي من الواقع. 

* لو خيروك بمهنة أخرى غير الفن ماذا ممكن أن تكون؟

- أنا رجل مهووس بفن التمثيل وأنتمي له بكل حواسي، لكن سابقا كان يستهويني العمل في مجال تصميم الأزياء، أما الان لا أحب أن أعمل بأي مجال سوى الفن. 



* هل شعرت بإحساس التهميش؟ 

- لا أعتقد، أنا شخص محظوظ سواء على الصعيد الفني أم الشخصي، ولا أتذمر أو أشكو لذلك تجدني أحب النجاح والسعي للعمل الجيد الذي يحقق التميز. 

* إذن هل أنصفك الفن؟

- الفن أنصفني كثيراً، كوني أعطيت كل ما أملك للفن من وقت وجهد وعمل دؤوب ولم أدخر جهداً في مجال عملي إطلاقا كوني أعشق الفن وأنتمي له بكل جوارحي.

* أنت من الفنانين العراقيين القلائل الذي يتواجد دوماً في ساحة الأعمال الإنسانية والمجتمعية، هل كان ذلك انطلاقا من رسالة الفن أم من المواطن العراقي محمد هاشم؟

- الاثنان معاً، انطلاقا من رسالتي كفنان وأيضا كمواطن عراقي، أنا فنان أنتمي للشارع العراقي وقريب منه دائما وليس لدي حصن منيع أو تحفظات، أشعر براحة نفسية حينما أقدم عملا إنسانيا خالصا للمجتمع، وهذا ما دفعني لتأسيس (مؤسسة بيت الأصدقاء) لتمكين الطفل تعنى بالأطفال المحتاجين وليس لها دعم من أي جهة أو شخص تعمل بمجهود فردي مع عدد من الأصدقاء ونحاول أن نوفر ما نستطيع للطفل العراقي. 




* يقال إن دورك في مسلسل (بنات صالح) كان مرشحاً للفنان غالب جواد ولم يحصل الاتفاق هل هذا صحيح؟ 

- لا أعتقد ذلك، غالب جواد صديق عزيز وفنان كبير ومهم وهو من صرح بهذا الخبر وأنا التقيت به قبل أن يدلي بتصريحه وقلت له الشركة المنتجة فاتحتني بموضوع المسلسل منذ الشهر السابع وهو يقول إنه تمت مفاتحته في شهر 11 إذن كيف!، لا أعلم مدى مصداقية هذا الموضوع، وأقولها للمزاح لو أسند الدور للفنان غالب جواد سوف لن يجيده، الدور بعيد عن ساحته الفنية كون له أدواره ومساحته التي تميز بها. 

* هل هناك دور ما يستهويك تجسيده؟ 

- أحب أن أجسد الشخصيات المهمشة في المجتمع، تلك الأدوار تكون غنية من الناحية الدرامية، ويستهويني أيضا تجسيد الأدوار المركبة التي تعاني من أمراض نفسية مثلاً وأنا جسدت  أدواراً كهذه سابقاً. 



* تتقمص غالباً دور الإعلامي من خلال إجراء اللقاءات العفوية مع زملائك الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هل يستهويك العمل الإعلامي؟ 

- أنا لست إعلامياً، لكنني مارست تجربة تقديم البرامج التلفزيونية ذات الطابع الإنساني والتفاعلي التي حازت على النجاح وكان من ضمنها برنامج (لعبة أور) عبر قناة العراقية الفضائية، السبب الذي جعلني أجري لقاءات مع الفنانين حينما توقفت عجلة الدراما لفترة من الزمن بالصدفة أخرجت هاتفي من جيبي وعملت لقاء عفوياً مع الكاتب أحمد هاتف ونشرته في مواقع التواصل الاجتماعي رأيت ان هناك تفاعلاً من الجمهور لذا استمريت في عمل اللقاءات من دون تخطيط مسبق مع الضيف.



* تجربتك في مجال السينما تبدو فقيرة خلافاً للتلفزيون والمسرح ما السبب؟

- هذا صحيح، تجربتي في مجال السينما قليلة جدا بسببي يبدو  أني كنت كسولاً في عملي السينمائي، اشتغلت في فيلم (أحلام) للمخرج محمد الدراجي وبعض الأفلام القصيرة، ورفضت سبعة أفلام كانت ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة كانت غير مرضية للطموح.



* أخيرا ماذا تخبئ لجمهورك وما الذي يشغلك؟ 

- أفكر في إخراج أغنية إنسانية وطنية من نوع (الراب) يستهويني هذا العمل، أما على صعيد الدراما فسأطل على جمهوري في مسلسل عربي مهم، أما على الصعيد المحلي فلدي مسلسل أيضا مع قناة العراقية الفضائية سيرى النور قريبا، أشكر وكالة الأنباء العراقية (واع) على هذا الحوار غير التقليدي كما أوجه شكري لحضرتك وللمصور علي هاشم الذي بذل جهداً كبيراً.