غضب عراقي من المساس بالمرجعية الدينية.. دعوات للمجتمع الدولي لمنع الاستفزازات الصهيونية

تحقيقات وتقارير
  • اليوم, 15:50
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بغداد – واع - نصار الحاج 

عدّ مراقبون ومحللون سياسيون، اليوم الأربعاء، استهداف الإعلام الصهيوني للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني محاولة مستفزة وانتهاكاً صارخاً للقيم الأخلاقية والدينية، فيما طالبوا المجتمع الدولي، والمؤسسات الإسلامية، باتخاذ إجراءات رادعة ضد هذا الاستهداف الخطير.

وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه "بعد أن أوغل الكيان الصهيوني بحرب الإبادة الجماعية، وارتكب الجرائم المفضوحة ضدّ الإنسانية، وممارسته علناً القتل والعدوان في غزة ولبنان، يأتي الدور على وسائل إعلامه المحرّضة والعنصرية، في محاولة رخيصة للإساءة إلى صورة المرجعية الدينية العليا".

وأضاف، أن "الحكومة العراقية ترفض بأشدّ العبارات أي مساسٍ بمكانة مرجعيتنا، التي تحظى بتقدير واحترام كل الشعب العراقي، والعالمينِ العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي، وتحذر من خطورة هذه المحاولات المُستندة إلى خلفية فكرية عنصرية، وأسس أمعنت في الاستهتار بمقدّسات الشعوب، ما يشجع على توسيع دائرة العدوان ويعرض الأمن والسلم الدوليين إلى تهديد حقيقي". 

وتابع: "يُثبت الكيان الصهيوني، مرّة أخرى، بأنّه ليس سوى جماعة إجرامية تعتاش على اختلاق الأزمات، وتغذية العدوان والحروب، وتزداد عُزلته يوماً بعد آخر، وما المواقف الشعبية والدولية في العالم الرافضة لسلوكه إلّا تأكيد لهذا المنحى العدواني".

واستطرد: "انطلاقاً من هذه الوقائع، ندعو الأمين العام للأمم المتحدة، ومجمل المحافل الأممية والدولية، إلى رفض واستنكار كل ما يمسّ مشاعر المسلمين في العالم، ومحاولات النيل من الشخصيات ذات التأثير والاحترام العالمي".

واختتم: "لقد بذل العراق، حكومةً وشعباً، كلّ الجهود من أجل إيقاف الحرب، إلّا أن الكيان وحكومته المتطرفة، إضافةً إلى فشل المجتمع الدولي، قد تسبب بتفاقم الأوضاع، واليوم يحاول نشر الإساءات للتغطية على الجرائم الواضحة، وهو ما نرفضه بالمجمل، ونعدّه عدواناً خطيراً، لن يغير من موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء كل القضايا المصيرية".

كما أكدت رئاسة الجمهورية في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "ندين بأشد العبارات المساس الذي طال المرجعية العليا في العراق والعالم من خلال وسائل إعلام الكيان المحتل"، لافتة إلى أنه "نرفض مثل هذه الإساءات لمقام المرجعية ونؤكد ضرورة احترام المقدسات لكل الأديان والمذاهب إسلامية كانت أو غير إسلامية".

وأضافت أن "هذا التعدي السافر سيؤدي الى توسيع دائرة الخطر والعنف وسيعرض المنطقة الى مزيد من الاقتتال"، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الفاعل وإبداء مواقف عاجلة في رفض أي دعوات للكراهية بين الشعوب".

وتابعت الرئاسة سعي العراق الى "تعزيز الجهود من أجل إيقاف العدوان على فلسطين ولبنان"، مبينة موقف العراق الثابت والمبدئي من "قضية فلسطين العادلة وحق شعبه في تقرير مصيره وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني".

كما أكد القيادي في ائتلاف النصر والمحلل السياسي أحمد الوندي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، "نستنكر بشدة العمل الغاشم والمشين الذي أقدم عليه إعلام الكيان الصهيوني بنشر صورة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) ضمن قائمة الأشخاص المستهدفة"، لافتاً الى أن "هذا الفعل المستفز يعد انتهاكاً صارخاً لكل القيم الأخلاقية والدينية ويبين مدى وحشية هذا الكيان ورؤيته لإقامة حرب ضد الاعتدال والسلام".

وأضاف، أن "سماحة السيد السيستاني هو قامة دينية كبيرة لها دور رائد في حماية وحدة العراق وتعزيز السلم المجتمعي، وقد كان دوماً صمام أمان يحمي العراق والعالم الإسلامي من مخاطر الانقسام والتطرف"، مبينا أن "هذه الإساءة لا تطال شخص المرجع فقط، بل تستهدف الملايين من المسلمين الذين يرون في سماحته رمزاً للتسامح والتعايش السلمي".

وطالب الوندي، المجتمع الدولي، والمؤسسات الإسلامية، والحكومات العربية والإسلامية كافة "بتحمل مسؤولياتها ورفض هذه الأعمال العدائية واتخاذ إجراءات رادعة ضد هذا الاستهداف الخطير"، مؤكدا على "ضرورة التضامن والالتفاف حول المرجعية العليا التي تمثل حصناً منيعاً للأمة، داعيا جميع القوى الوطنية والشعبية إلى التكاتف لردع هذه المؤامرات".

من جانبه، قال النائب حسين البطاط لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "التعدي على السيد السيستاني يعد تطوراً خطيرا وتمادياً كبيراً على مقام المرجعية العليا، وهذه الشخصية التي تعد رمزاً للشيعة والإسلام ولكل المستضعفين في الأرض"، لافتا الى أن " مواقف السيد السيستاني الصريحة والواضحة بدعم الشعوب العربية المظلومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب ودعمه للشعبين الفلسطيني واللبناني دفعت أن يكون السيد هدفاً لهذا الكيان الغاصب، إلا أن السيد وراؤه الملايين من المسلمين والمجاهدين الذين أبوا الذل والخوف ولن يركعوا إلا لله". 

وتابع: "ما كانت دماء السيد حسن نصر الله إلا فتحت باباً من الجهاد ورفض الظلم، وإن شاء الله بإمامة السيد السيستاني سنصلي في القدس".

بدوره، أكد المحلل السياسي عباس الموسوي، لوكالة الأنباء العراقية(واع)، أن "استهداف إعلام الكيان الصهيوني لصورة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، يحمل أكثر من رسالة واحدة منها أن المعركة التي يقودها نتنياهو بقتل الأبرياء والأطفال هي اجتثاث كل الأفكار الواعية التي تقف بوجه الكيان المحتل".

وأكمل، أن "وجود صورة السيد السيستاني في الاستهداف هي رسالة خطرة من قبل الكيان الصهيوني، ودليل على أن نتنياهو لا يقف أمام المحرمات وقتله لآلاف الأطفال والعوائل وهدمه للدور واستهداف العلماء والقيادات ولم يردعه أحد"، مردفاً أن "هذا الموضوع بحاجة الى وقفة حقيقية من الشارع العراقي والشيعي والإسلامي من اجل ردع هذا المجرم وتحويله الى المحاكم، حيث ان الأمر يحتاج الى تظاهرات كبيرة لاستنكار وضع صورة سماحة المرجع في الاستهداف".

أما المحلل السياسي أحمد الياسري فقد أوضح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "لا يوجد أحد خارج نطاق الاستهداف الصهيوني"، مستدركاً أن "الكيان المحتل لديه حساسية من السيد السيستاني لأن مواقفه وبياناته بخصوص القضية الفلسطينية هي تبين موقف المدرسة النجفية التي لديها رؤية بالحروب الصليبية والقضية الفلسطينية منذ العلامة الحلي والى يومنا هذا".

واستطرد بالقول: "السيد السيستاني رجل دين مستقل ومرجع ديني أعلى وليست له علاقة بالسياسة وليس هدفا حربيا، ويعد أبرز مرجع ديني في الحوزة النجفية، وداعماً للقضية الفلسطينية حيث دائما ما يصدر بيانات بشأن المجازر التي تحصل".

ونوه: "في قضية لبنان مؤخرا السيد أصدر بياناً للدعم الإنساني، وهناك جهات خارجية وداخلية تحاول خلق نوع من أنواع الضغط النفسي على الشيعة لاستهداف رمز من رموزهم خاصة السيد السيستاني يمثل رمزية عالية لكل الشيعة في العالم".

ومضى بالقول: إن "عملية اقحام السيد السيستاني بهذا الموضوع هو استفزاز لمشاعر كل الشيعة في العالم ،والكيان الصهيوني لا يريد أن يدخل خصومة مع كل شيعة العالم".