خبراء أمنيون: وثبة الأسود حققت نجاحاً في القضاء على بقايا داعش اقليمياً ودولياً

تحقيقات وتقارير
  • 13-09-2024, 15:48
+A -A

بغداد – واع – نصار الحاج
أشاد خبراء وأمنيون بالنتائج المتحققة من عملية وثبة الأسود في صحراء الانبار والتي أعلنت عنها قيادة العمليات المشتركة، عادينها بأنها عكست قدرات جهاز المخابرات الوطني العراقي وأسهمت في القضاء على قيادات خطرة جدا ومن الخط الأول.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وفي هذا الصدد، قال مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "هذه العملية الاستراتيجية قد جمعت معلومات استراتيجية على مدى أشهر عديدة من الأجهزة الاستخبارية وفي مقدمتها جهاز المخابرات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب وخلية الاستخبارات في قيادة العمليات المشتركة"، مشيرا الى أنه "على اثر ذلك كانت العملية متقنة وهادفة بقتل قيادات عليا مهمة في عصابات داعش الإرهابية".
وأضاف أن "العملية أعطت مسارا بإنهاء قدرات العصابات  الارهابية في المناطق الصحراوية المفتوحة وتدمير القيادة الشبكية والمفارز المتحركة في المناطق المعقدة جدا وذات الطبيعة الصحراوية التامة"، مبينا أن "هذه العملية النوعية تعد الثانية من نوعها بعد عدة أشهر من العملية الكبرى التي كانت بموازاتها وشاركت بها ذات القطعات".
وأوضح علاوي أن "هذا العمل يهدف إلى تعزيز عمل الحكومة العراقية في شق طريق التنمية وحركة الإعمار والبناء واشارة مهمة من قبل قيادة العمليات المشتركة بانها ستكون راصدة لكل التهديدات والمخاطر الامنية التي تحاول ان تعطل التنمية والإعمار في البلاد".
وختم بالإشارة الى أن "عملية وثبة الأسد الاستراتيجية دمرت الان كل خيوط القيادة للتنظيم الارهابي وحتى العمليات الخارجية التي قد تكون بتمركز هذه القيادات الارهابية بهذا المستوى"، مؤكدا على أن "العملية لها تأثير كبير على الامن القومي العراقي وكذلك لها تأثير على حركة التنظيم الارهابي اقليميا ودوليا".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي في تغريدة له تابعتها وكالة الانباء العراقية (واع): "جهاز المخابرات الوطني العراقي بكم نفتخر ايها الأبطال الشجعان في اختراق الارهاب بعملكم الاحترافي الذي ادى لتدمير قياداته، وأن "العراق آمن ومستقر بتضحيات أبنائه"
ويرى المحلل الأمني والاستراتيجي فاضل أبو رغيف أن "هذه الضربة جاءت متزامنة مع تحديات المشهد الأمني ولاسيما في المناطق الغربية من البلاد، حيث حاولت عصابات داعش استحداث  أربع الى خمس مضافات في عرض الصحراء في حدود مترامية الاطراف وطرق وعرة يصعب اختراقها ويصعب الوصول إليها"، لافتا الى أن "عصابات داعش كانت تعتقد بأن استحداث هذه المضافات المتطورة والتي اعتمدت اساليب جديد من التقنيات تمنع اكتشافها من قبل الاجهزة الأمنية، لذلك جهاز المخابرات الوطني نجح بشكل واضح من خلال مراقبة ومتابعة وملاحقة والقبض واستدراج بعض القيادات التي لها صلة بهذا الامر مما جعل هذه العملية ناجحة بكل القياسات التي ادت الى ضرب مفاصل عصابات داعش ولاسيما في هذه الحقبة".
وأكد أبو رغيف لوكالة الانباء العراقية (واع) أن "أهمية هذه العملية تكمن بانها عكست قدرة المخابرات الوطنية العراقية من ضباط ومنتسبين في تحقيق نجاحات استخبارية حققت من خلالها هذه النتائج الكبيرة جدا"، مشيرا الى أن "عصابات داعش تمر بحالة ارباك وفوضى بعد أن تمكن جهاز المخابرات من اجهاض جهود تلك العصابات الإرهابية لأربع سنوات".
وشدد أبو رغيف على أن "هذه العملية احبطت تحرك داعش على محافظة الانبار وكبحت جماح عمليات التفخيخ والتفجير والانتحار وعمليات العبوات الناسفة"، مؤكدا أن "عملية وثبة الأسود جعلت الانبار وبغداد في أمان".
من جانبه، أضاف المحلل الأمني والعسكري سرمد البياتي لوكالة الانباء العراقية (واع): "كنا ننتظر نتائج الحمض النووي للعملية التي قام بها جهاز المخابرات العراقي بالتعاون مع قوات التحالف الدولي وبإشراف أو متابعة العمليات المشتركة، والتي أظهرت أن القيادات التي تم قتلها ربما بمستوى مقتل ابو بكر البغدادي، لان هذه القيادات خطرة جداً، وهي من الخط الأول، وكانت موجودة في هذه المضافة"، مبينا أن "هذه العملية  قصمت ظهر داعش تماما في غرب الانبار، وربما العراق كله لأنها كانت على مستوى عالي الدقة والمتابعة من قبل جهاز المخابرات".
وأوضح أن "داعش الان تفتقد الى قيادات الخط الأول لان جميع تلك القيادات قتلت في عملية وثبة الأسود مما أصاب العصابات الإرهابية بخلل كبير".
بدوره، قال الخبير الأمني محمد غصوب لوكالة الانباء العراقية (واع): إن "القوات الأمنية بمختلف صنوفها بدأت تتطور خاصة بعد عمليات التحرير واكتسبت خبرات كبيرة في مكافحة الإرهاب"، لافتا الى أن "عملية وثبة الأسود دليل على تطور القوات الأمنية التي استطاعت ان تدمر العديد من المضافات لعصابات داعش في هذه المنطقة".
ونوه الى أن "العملية تم التخطيط لها بشكل جيد وبمستوى عال من المهنية وبمعلومات تم تحضيرها من جهاز المخابرات وبالتنسيق مع العديد من القوات الأمنية المختلفة"، مشيرا الى أن "جميع القيادات المقتولة في هذه العملية هي من قيادة الصف الأول بعصابات داعش".
وتابع أن "القوات الأمنية حصلت على معلومات مهمة في الحواسيب التي تم الاستيلاء عليها في مضافات داعش وهي معلومات مهمة جدا"، مؤكدا أنه "لا يمكن لعصابات داعش أن تقوم بأي عملية تؤثر على مستقبل العراق بوجود القوات الأمنية التي باتت على دراية كافية في التعامل مع الإرهابيين".
الى ذلك، أكد المحلل الأمني أمير الساعدي أن "عملية وثبة الأسود حققت نتائج على المستوى الدولي بعد عثور القوات الأمنية على معلومات مهمة في الحواسيب الموجود في المضافات التي تم استهدافها"، مشيرا الى أن "العملية حملت رسالة مهمة بان القوات الأمنية العراقية قادرة على التعامل والتعاطي مع عصابات داعش وتنفيذ عمليات استباقية ومن خلال جهاز المخابرات الوطني، لاسيما مع وجود خشية من عمليات ارتدادية من عصابات داعش من سوريا، وكذلك من مخاوف دولية من تحركات داعش خارج حدود العراق، لذلك فان العملية ليست للعراق فقط بل لدول العالم ايضاً".
ولفت الى أن "العملية تمت في اماكن معقدة، واحتاجت الكثير من الوقت من اجل الحصول على المعلومات الدقيقة، وهو ما قام به جهاز المخابرات من اجل التأكد من تواجد تلك المضافات بشكل دقيق جداً"، منوها بأن "قتل هذه القيادات الارهابية سيربك خلايا داعش المنتشرة في بعض المناطق ويمنع تجديد نشاطها خاصة وان عصابات داعش تعرض للعديد من الضربات القاصمة من قبل الأجهزة الأمنية".
الخبير الأمني اعياد الطوفان أكد لوكالة الانباء العراقية (واع) أن "عملية وثبة الأسود ستؤثر على عمل عصابات داعش الإرهابية"، مبينا أن "الوصول الى هذه القيادات الإرهابية بهذه السرعة والدقة سيضع الجميع امام علامات تعجب كثيرة لانهم نجحوا في اصطياد القيادات الرئيسية لديهم، فهذا يعني بانهم جميعا مستهدفون من قبل القوات الأمنية".
وذكر أن "العملية ستنشر الفوضى وعدم الايمان وعدم الاستقرار لمجرمي داعش ولن يستطيعوا ان يجتمعوا في مكان واحد".
وشدد على أن "عملية وثبة الأسود واحدة من العمليات النوعية التي استهدفت عصابات داعش لانها أدت الى قتل عدد من قيادات الخط الأول، وكذلك انها اكدت على قدرة جهاز المخابرات لتوفير المعلومات الدقيقة، فضلا عن الحصول على معلومات ثمينة بأجهزة الحاسوب التي تم العثور عليها في المضافات".
من جانبه قال المحلل السياسي حمزة مصطفى في تغريدة تابعتها وكالة الانباء العراقية (واع): إن "الكشف عن أسماء قيادات داعش في عملية (وثبة الأسود) دليل على تنامي قدرات الأجهزة الأمنية وفي المقدمة منها جهاز المخابرات الوطني في الرصد والمتابعة بما يؤدي إلى توجيه ضربات استباقية".