مكة المكرمة- واع- علي جاسم السواد
في مكان قريب من الحرم المكي المشرف لا يدخله إلا قليلون، يقع مجمع الملك عبد العزيز لصناعة كسوة الكعبة الذي تم إنشاؤه قبل (99) عاماً وتحديدا عام (1346)هـ، مكان تتشابك به أيدي أفضل الصناع والخياطين الماهرين مع الآلات وتعمل بدقة عالية لتغزل خيوطاً لا تقدر بثمن والتي يصنع منها كسوة الكعبة المطهرة.
وكالة الأنباء العراقية (ًواع) دخلت الى المجمع الذي تصنع فيه هذه الكسوة المباركة لتوثيق مراحل التصنيع خطوة بخطوة.
البداية كانت مع المتحدث الرسمي باسم المجمع أحمد السويهري الذي قال لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "هذا المصنع الذي تم انشاؤه قبل (99) عاماً يضم (222) عاملاً بينهم (165) من خيرة الصناع المهرة"، لافتا الى أن "كلفة الكسوة سنويا تقدر ب(25) مليون ريال ويتم صناعتها من أجود أنواع الحرير الفاخر وتبقى لمدة عام ويتم تغييرها كل عام ما بين يومي 15 ذو القعدة و8 ذو الحجة".
وأضاف، أن "أول مرحلة لصناعة الكسوة تبدأ بصباغة الحرير الخام باللون الأسود في معامل خاصة، اما المرحلة الثانية فتكون بوضع الحرير الخام في (بكرات) كبيرة بقسم النسيج الالي ، لتبدأ المرحلة الثالثة والتي يتم خلالها تحويل خيط الحرير الى خيط متين يحتوي على تسعة خيوط ويلضم في بكرات كبيرة منظمة ويتم خلالها حياكة نوعين من القماش، الاول يحلى بالآيات المذهبة ويتألف من (10) آلاف خيط، أما النوع الثاني من القماش فيحمل ملامح التوحيد في زخارف بديعة وهو بعرض متر واحد يجمع ليكون قطعة واحدة"، مشيرا الى أن "الآيات القرآنية جميعها كتبت بخط الثلث وبقياس محدد استعدادا لمرحلة الطباعة والتطريز".
بدوره، قال مسؤول الصناعات اليدوية زكي كسار لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "العمل اليدوي يمر بأربع مراحل الأولى تسمى مرحلة (الحشو) وتبدأ بوضع الطبعة على القماش ليقوم الحرفيون بتغليفها بالقطن الأصفر، والمرحلة الثانية تسمى بـ (الكبكبة) وهي نوعين الاولى خشنة والثانية ناعمة والتي من خلالها يتم تطريز القطن، اما المرحلة الثالثة فهي مرحلة (الغرز) والتي تعطي شكلا ضخما للحرف والمرحلة الأخيرة هي مرحلة (السلك) والذي يصنع من الفضة ويطلى بالذهب حتى يصبح أكثر مرونة في الحركة".
من جانبه أوضح مشرف الإنتاج الآلي في المجمع سلمان الركماني لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "عملية الإنتاج الآلي تمر بعدة مراحل، المرحلة الأولى تسمى (مكينة اللفاف) وتعد هذه الماكينة بداية عمل قسم النسيج الآلي حيث يتم تحويل الحرير المصبوغة الى كونات خاصة للاستفادة منها في المرحلة الثانية على مكينة (السداية) التي تعمل على إعداد خيوط السدى للقماش الحرير اذ تبلغ حوالي (1000) فتلة في المتر الواحد تقريبا، وتجمع مع بعضها البعض على شكل اسطوانة تسمى (بمطواة السدى) حيث تسمى هذه المرحلة بالتسدية".
وتابع أن "المرحلة الثالثة هي ماكينة البرم والتجميع والتي تقوم بتحضير خيوط اللحمة (العرضية) فتجمع كل ست فتائل في فتلة واحدة على (مكر) خاص تزود به مكائن النسيج، أما المرحلة الرابعة فتسمى ماكينة النسيج الآلي (الجاكارد) وتقوم من خلالها عمل كسوة الكعبة المشرفة الخارجية والستارة الداخلية للكعبة والستارة الداخلية للحجرة النبوية على هيئة طاقات من القماش الحرير الخالص، ومن ثم المرحلة الخامسة ماكينة النسيج الآلي (السادة) ويتم خلالها العمل على تحضير النسيج الخالي من الزخارف والمستخدم في القطع المذهبة والمطرزة بالآيات القرآنية والتي توضع على كسوة الكعبة من الخارج، أما المرحلة السادسة هي مرحلة ماكينة نسيج القطن ويتم من خلالها عمل قماش القطن الأبيض لبطانة كسوة الكعبة المشرفة وبطانة القطعة المذهبة والقماش الأبيض المستخدم على الكعبة المشرفة إشعارا بدخول الحجاج، أما المرحلة السابعة والخيرة هي مرحلة ماكينة تجميع الثوب حيث يتم جمع طاقات الحرير مع بعضها البعض لتشكل كسوة الكعبة بشكلها النهائي كما يتم تثبيت القطعة المذهبة بها".