قازان - واع
انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال المنتدى الإعلامي "الاتجاهات الرئيسة في تحول مجال المعلومات في العالم الحديث ودول منظمة التعاون الإسلامي" الذي ينظمه اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، بالتعاون مع وكالة "تاتميديا" في تتارستان، وبالشراكة مع مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، والبعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي.
ويأتي المنتدى في إطار "منتدى قازان 2024"، وهو مكرَّسٌ للذكرى الخامسة والخمسين لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي.
وفي مستهلِّ الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أكد رئيسُ وكالة "تاتميديا" سليمغاريف آيدار أنَّ "منتدى قازان" هو أهم منصَّة للتعاون بين روسيا ودول العالم الإسلامي، مشيراً إلى أنَّ تتارستان هي بوابة للحوار بين الحضارات المختلفة وللشراكة والتعاون.
وأعرب عن "أمله في أنْ تُصبح هذه الجلسةُ الإعلاميةُ منصَّةً لتطوير مبادراتٍ مشتركة وخططِ عملٍ عمليَّة في مجالِ التعاون الإعلامي بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي، وأنْ تؤدي إلى نتائج عملية محدَّدة".
من جانبه، أكَّد المدير العام المكلَّف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، محمد بن عبدربه اليامي أنَّ "المنتدى يأتي في إطار التعاون بين المؤسسات الإعلامية في روسيا والاتحاد لمناقشة التحولات في الإعلام الدولي، وما يشهده من تطوراتٍ متسارعةٍ باتجاه تعزيزِ التعدُّدية، سواءً في مصادر المعلومات أو في وجهات النظر".
واستعرض اليامي جانباً من جهود الاتحاد في تعزيز التبادل الإخباري بين وكالات الأنباء الأعضاء، ودعم القضية الفلسطينية إعلامياً، والتصدي لما تتعرض له من تحيز أو تضليل إعلامي في بعض وسائل الإعلام الغربية".
وأكد اليامي "انخراط الاتحاد بفعالية في المبادرات الرَّامية إلى توظيف الإعلام لتعزيز الحوار الحضاري والتعايش بين الأديان والثقافات، والتصدي لخطابات الكراهية والإسلاموفوبيا، سواءً من خلال المشاركة في تنظيم المؤتمرات الدولية المخصَّصة لهذا الغرض، أو من خلال إعداد ونشر محتوى إعلامي يُراعي الحساسيات الدينية والثقافية، ويسهم في إشاعة التسامح والتقريب بين الشعوب".
وأشار اليامي في هذا الصدد إلى "ميثاق المسؤولية الإعلامية" الصادر في ختام المنتدى الدولي: "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز"، الذي نظَّمه الاتحاد بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في جدة بتاريخ 26 نوفمبر 2023، والذي أكد على ضرورة مكافحة العنف والكراهية والتمييز العنصري والامتناع عن نشر المواد الإعلامية التي تغذي التطرف والإرهاب أو تحرض عليهما".
ونوَّه "بالدعم الكبير الذي يجده الاتحاد من الدول الأعضاء، وعلى رأسها دولة المقر المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وذلك في إطار حرص المملكة التاريخي والمتجدِّدِ والمستدَامِ على دعم العمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات.
وقال نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي" محمدشين فريد إنَّ "المنتدى يأتي في إطار تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية في روسيا ونظيراتها في دول منظمة التعاون الإسلامي، مشيراً في هذا الصدد إلى مذكرات التعاون التي تمَّ توقيعها بين الطرفين، والبرامج التدريبية المشتركة التي تم تنظيمها".
وشدَّد على أنَّ "روسيا تولي أهمية خاصَّة للتواصل مع منظَّمة التعاون الإسلامي، وذلك بالنظر إلى الروابط الكثيرة بين الجانبين، والمتجذرة في التاريخ.
وأوضح المدير المكلَّف لإدارة الإعلام في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور عبدالحميد صالحي أنَّ المنتدى يمثل منصة لمشاركة الخبرات بين الأطراف المشاركة"، لافتاً إلى أنَّ "قازان تمثل نقطة اتصال بين روسيا والعالم الإسلامي".
واستعرض صالحي "جانباً من إسهامات المنظمة وجهودها في مجال الإعلام، بما في ذلك إطلاق الاستراتيجية الإعلامية للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، ودعم القضية الفلسطينية إعلامياً من خلال مرصد إعلامي متخصص لكشف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، إضافة إلى توفير التغطية الإعلامية الحية لمؤتمرات المنظمة وفعالياتها.
وأشار صالحي إلى أنَّ "المنظمة تنجز مشاريعها في هذه الجوانب من خلال شراكاتها مع الجهات والمؤسسات الإعلامية ذات الصلة، منوهاً في هذا "الصدد بالشراكة مع اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، وجهود الاتحاد وإسهاماته في تعزيز العمل الإسلامي المشترك في مجال الإعلام.
وألقت نتاليا تارتينوفا من البعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي كلمة المندوب الدائم لروسيا لدى المنظمة السفير داودوف توركو إلمادييفيتش، مؤكدة حرص روسيا على تعزيز التعاون مع دول المنظمة في مختلف المجالات انطلاقاً من حضورها في المنظمة بصفة عضو مراقب.
وأكد المدير التجاري في وكالة الإعلام الإعلامية التركمانية (تركمانستان) ييلكيبايف نورميرات أوتوزباييفيتش، "أهمية تعزيز العلاقات بين وسائل الإعلام في تركمانستان وروسيا، معبراً عن أمله في أن يصبح المنتدى قوة دافعة في هذا الصدد".
وعقب الجلسة الافتتاحية، قدَّمت مديرة المحتوى في وكالة "فايوري" إيكاترينا مافرينكوفا، عرضاً عن إنشاء الوكالة المتخصصة في المحتوى المرئي، ومساعيها لتعزيز العلاقات الإعلامية مع الجنوب العالمي، بما في ذلك من خلال بناء الشراكات، مثمنة في هذا الصدد التعاون بين الوكالة واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي.
وناقشت الجلسة الثانية للمنتدى موضوع "الفضاء الإعلامي بين التوحيد والتجزئة" حيث تحدَّث فيها كل من مدير عام وكالة الأنباء العراقية ستار جياد العرداوي، والمدير العام لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) علي نادري، والرئيس والمدير لقناة تلفزيون جمهورية إندونيسيا إيمان بروتوسينو، ومديرة قناة روسيا اليوم مايا منَّاع، ومدير التعاون الدولي بوكالة أنباء وإذاعة "سبوتنيك" فاسيلي بوشكوف، ونائب المدير العام لـ"الجريدة الروسية" بيرشين أندري يفغينيفيتش، ومدير قسم الحلول الرقمية الدولية في وكالة إنترفاكس أوبريموك أندريه ألكساندروفيتش.
كما شهد المنتدى مداخلات من خبراء الإعلام المشاركين ومقترحات لإيجاد إطار عملي لتنظيم التعاون بين المؤسسات الإعلامية في روسيا ونظيراتها في العالم الإسلامي".