بغداد – واع – فاطمة رحمة
اعتاد العراقيون ومنذ فترات طويلة على صوت "المسحرجي"، وهو يدق الطبل لإيقاظ الناس للسحور، حتى أنه أضحى موروثا مهما لا غنى عنه وطقسا ليليا في ليالي شهر رمضان المبارك، يضاف إلى فرح الناس بقدوم هذا الشهر عبر تعليق الزينة والفوانيس على أبواب البيوت لتضيء الليالي المباركة.
وعلى الرغم من تطور الحياة وما أفرزته التكنولوجيا من تقدم، إلا أن هذه الطقوس لا تزال ماثلة تحاكي مراحل عميقة انغرست في النفوس التي ما زالت تتوق لسماع صوت (طبلة المسحرجي) وهو يجوب شوارع المحلة.
يقول رئيس فريق (المسحرجية) المكون من ثلاثة شباب بمنطقة حي العدل مجدي المشهداني في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع): "نسعى لإيقاظ الصائمين بالطبل لتناول وجبة السحور ضمن تقليد متوارث في العراق والدول العربية والإسلامية منذ مئات السنين، حيث لم تستحدث المنبهات الإلكترونية أو سواها من موبايلات أو ساعات في ذلك الوقت".
وأضاف، "كان الاعتماد على (أبو الطبل) والأصوات التي تصدح من المساجد وسيلة تنبه الصائمين إلى وقت السحور"، مشيرا، إلى أن "كل فريق من ( المسحرجية) يتجول ضمن نطاق محلته، قبل ساعة من موعد بدء السحور، ضمن طقس متكرر يحبذه الصيام".
ولفت إلى"فرح الأطفال وابتهاجهم عندما يشاهدوننا ونحن نسير أمام الأبواب ويقفون بانتظارنا بوجوههم البريئة وابتساماتهم الطفولية".
وأكد المشهداني ،"تسابق العراقيين لعمل الخيرات بكرم ومحبة، فهم يستقبلون فرق (المسحرجية) كل يوم بطعام السحور، ولا يقبلون اعتذاراً "، منبها أن "الكرم العراقي يشعرهم بالسعادة والسرور".