متابعة-واع
كشف بحث جديد أن هناك كمية أقل من الأكسجين على السطح الجليدي لقمر المشتري، أوروبا، مما كان يعتقد، وهذا قد يؤثر على الحياة التي ربما تكون كامنة في المحيط تحت سطح القمر، إن وجدت.
ويعرف أوروبا بأنه رابع أكبر أقمار كوكب المشتري التي يزيد عددها عن 90 قمرا، وهو سادس أقرب قمر إلى الكوكب.
وأوروبا أصغر بقليل من قمر الأرض، ويتكون من قشرة جليدية يقدر سمكها بنحو 10 إلى 15 ميلا، وغلاف جوي رقيق للغاية، يتكون من الأكسجين.
وكان قمر المشتري واحدا من الأماكن الأكثر احتمالا لاستضافة الحياة في نظامنا الشمسي، وقد ارتفعت الآمال أكثر في العام الماضي عندما كشفت دراسة أن أوروبا يحتوي على ثاني أكسيد الكربون على سطحه، والذي يعد على الأرض منتجا ثانويا لوظيفة الخلية.
لكن البحث الجديد بدد هذه الآمال، حيث اكتشف علماء من جامعة برينستون أن هناك كمية أقل من الأكسجين على سطح القمر مما كان يعتقد سابقا، وهو أمر بالغ الأهمية حتى تتمكن الخلايا من أداء وظائفها.
وقال عالم ناسا كيفن هاند، الذي لم يشارك في البحث الذي نشرته مجلة Nature Astronomy، إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد هذه النتائج التي تتعارض مع ملاحظات التلسكوب السابقة للأكسجين المكثف في جليد أوروبا الذي يشير إلى تركيز أعلى للأكسجين.
واعتمد العلماء في البحث الجديد على البيانات التي جمعتها مركبة جونو الفضائية التابعة لناسا خلال تحليق قريب بشكل خاص من أوروبا في عام 2022، من مسافة 353 كم فقط.
وحسب فريق أمريكي أوروبي أنه يتم إنتاج ما بين 6 و18 كغ من الأكسجين كل ثانية على سطح أوروبا.وكان هناك تقديرات أوسع بكثير، حيث حسبت أنه يتم إنتاج ما يصل إلى 1100 كم من الأكسجين في الثانية.
وعلق مؤلف الدراسة الرئيسي جامي زالاي، عالم فيزياء البلازما في جامعة برينستون على هذه النتائج، قائلا: "إنها في الحد الأدنى مما كنا نتوقعه".
وأضاف أن العلماء ما زالوا متفائلين بأن أوروبا ما يزال من الممكن أن يؤوي حياة على شكل ميكروبات وأن ندرة الأكسجين "ليست مانعة تماما" للسكن.
وعلى عكس ما يحدث هنا على الأرض، حيث تقوم عملية التمثيل الضوئي للنباتات والطحالب والبكتيريا الزرقاء بضخ الأكسجين الذي يحافظ على الحياة إلى الغلاف الجوي، فإنه في أوروبا "تقصف الجسيمات المشحونة من الفضاء القشرة الجليدية للقمر"، ما يتسبب في إطلاق السطح المتجمد لجزيئات الهيدروجين والأكسجين، وفقا للعلماء.
وتابع زالاي: "إن القشرة الجليدية تشبه رئة أوروبا. والسطح - وهو نفس السطح الذي يحمي المحيط تحته من الإشعاع الضار - هو، إلى حد ما، التنفس".
المصدر: ذي غارديان