حسين علي الحمداني
الأرض تحتاج إلى السلام الذي غاب عنها طويلا، هذا الكوكب الذي خلقه الله كي يكون كما أراده سبحانه وتعالى مكانا للسلام والمحبة والتسامح والتكاثر، وأرسل الأنبياء والرسل وأنزل الرسالات السماوية كلها بهدف واحد هو تحقيق السلام على الأرض.
ونحن نعيش أعياد الميلاد المجيدة ونهاية عام لم يكن كما نريده، حيث اكتظت الأرض بالحروب وسالت الكثير من الدماء على هذه الأرض، دماء الأبرياء وضحايا الحروب وسط غزارة كبيرة بإنتاج الأسلحة المدمرة، والتي تكون ساحات تجربتها أجساد الناس في عموم الأرض وحصتنا منها هي الأكبر من بين كل بقاع الأرض الشاسعة. وما زلنا نردد المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، ما زلنا ننشد السلام الذي ارتبط باسم الباري عز وجل.
لم يكن عام 2023 كما حلمنا أن يكون، واضطرت البشرية أن تؤجل أحلام السلام لعام آخر كما اعتادت كل مرة. السلام أحد أسماء الله عز وجل وهذا وحده يكفي أن نسعى له لما له من أهمية كبيرة في تحقيق التنمية على هذه الأرض، وبالتحديد أراضينا مهبط الأنبياء والرسل والرسالات السماوية، وفيها هبط الوحي يحمل رسالة السلام لعموم البشرية.
وتحولت هذه الأرض لساحات حروب ممتدة من غزة حتى السودان مرورا ببقاع عديدة، لم يكن قدرها أن تكون هكذا بل يفترض أن تكون أرض تعايش وسلام وتنمية وازدهار.
ها هي الأرض تتغير عما كانت عليه قبل قرون، قبل عبث الإنسان بها عبر التلوث المناخي وزيادة درجات الحرارة والأسلحة النووية، التي باتت تهدد بقاء البشرية، الأرض بحاجة ماسة لأن تعيش السلام الحقيقي والتعايش السلمي بين كل البشرية بمختلف ديانتهم وقومياتهم وأعراقهم.
ما زلنا نحلم بأن يكون العام القادم عام السلام للأرض وسكانها، كما اعتدنا أن نتمنى ذلك في كل عام، نحام أن يكون عام خال من الحروب التي لا تخدم سوى تجار السلاح، الذين باتوا يتفننون في صناعتها وقوتها التدميرية وقدراتها على قتل أكبر عدد ممكن من البشر، البشرية تحتاج للقضاء على التلوث في المناخ والمياه، تحتاج لعلاج للأمراض والأوبئة، تحتاج لمساحات خضراء كبيرة والقضاء على التصحر الذي يخيم على أراض كانت بالأمس القريب خضراء.
نحن بحاجة لاستثمار كل الطاقات البشرية من أجل التنمية وعدم إهمالها. البشرية بحاجة لإنهاء مخيمات النازحين في كل العالم، لأن الإنسان خلقه الله ليعيش في أرضه وبيته ووطنه.
وما زلنا نردد الترنيمة الخالدة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.