بغداد- واع - أحمد سميسم
تصوير: علي هاشم
انطلقت موهبته الفنية منذ كان في مرحلة الدراسة الابتدائية إذ اختاره الفن في عمل مسرحي، لتعتبر الشرارة الأولى في إضاءة طريقه الفني، إنه الفنان الكبير ستار خضير.
يؤكد الفنان ستار خضير، أن الممثل العراقي لا يختار أدواره، موضحاً أنه لم يختر الفن بل الفن اختاره ليكون فناناً.
وكشف خضير، عن الثغرات التي رافقت دوره في مسلسل بنات صالح مما سببت إضعاف الشخصية رغم أهميتها، فيما أشار إلى أن دوره في فيلم الملك غازي وثقه في خارطة الفن العراقي السينمائي.
الشرارة الأولى
يقول الفنان ستار خضير، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء العراقية (واع): "الشرارة الأولى لموهبتي كانت في الصف الخامس الابتدائي، حيث كنت أقلد بالصوت والحركات الأشخاص الذين يأتون على بيت جدي في البستان آنذاك، وعلى إثرها تعرضت لصفعة لأول مرة في حياتي من والدي (رحمه الله) حين علم بأنني أقلد أحد الضيوف قبل أن يرحل من البيت وعلى ما يبدو أن الضيف قد سمع بأني أقلده".
وأضاف: "حين علم معلم اللغة العربية بأنني امتلك موهبة الأداء اختارني لأمثل في عمل مسرحي اسمه (التلميذ الشاطر)، وكانت لحظة صعبة بالنسبة لي، كوني أقف لأول مرة على (ستيج) وأنا طالب في مرحلة الابتدائية أمام جمهور في مدرسة الموكب الواقعة في محافظة بابل، وكان والدي جالساً مع الجمهور يشاهد أدائي من على المسرح، من هنا كانت البوابة الرئيسة التي قادتني نحو الفن الذي لم اختره بل هو اختارني دون تخطيط مسبق لأكون فناناً".
وتابع: "كان شريط حياتي متوزعاً ما بين الديوانية حيث مسقط رأسي وبابل وذي قار ومن ثم بغداد، كون والدي كان عسكرياً وكنا نذهب معه حيثما يذهب، لذلك هذا التنقل عبر المحافظات زادني معرفة وثقافة عن خصوصية كل محافظة من محافظات العراق".
وأردف بالقول: "أنا الإبن الوحيد لأسرتي، لذلك كانت طفولتي جميلة ورائعة مع وجود الضوابط والمتابعة من قبل الأسرة، فلم أكن مدللاً بالمطلق بل كانت هناك حدود لكل شيء".
أول عمل تلفزيوني
ويضيف الفنان ستار خضير: "أول مرة أقف أمام الكاميرا في عمل تلفزيوني كان من خلال اشتراكي في مسلسل (البحث عن حامد)، حينها كنت في المرحلة الثانية في كلية الفنون الجميلة، إذ رشحني المخرج المصري حسين حامد، للعمل الذي جاء مع الفنانة فوزية الشندي لمشاهدة مسرحيتي فاختارني للمشاركة في المسلسل، ومن ثم اشتركت في مسلسل (الإضبارة) من تأليف الفنان الراحل طه سالم، ورشحني للدور الفنان الكبير خليل شوقي، الذي عاملني كإبنه في إرشادي نحو الطريق الصحيح".
عمل خالد
وبيّن أن " تجسيده لشخصية الملك (غازي) في فيلم سينمائي عام 1995 كان من الأعمال الخالدة والراسخة في ذاكرة الجمهور حتى الآن".
وأكد أن "تجسيده لهذه الشخصية قد وثق اسمه الفني في خارطة الفن العراقي السينمائي".
للنجاح ثمنهوأضاف: "دفعت ضريبة نجاحي في فيلم الملك غازي بعد عرضه، بالعزلة الفنية لمدة سنتين، حيث استبعدت عن الكثير من الأعمال الفنية، ظناً من صانعي تلك الأعمال بأني لن أشترك بعمل أقل أهمية وتأثيراً بعد أدائي لشخصية الملك غازي"، مستدركاً بالقول: إن "هذا اعتقاد خاطئ جداً، كون الفنان يؤدي جميع الأدوار من دون استثناء".
إشادة عربية
وخلص إلى القول: "الفنان العربي الكبير يحيى الفخراني والفنانة الكبيرة عبلة كامل قد أشادا بأدائي في فيلم (الملك غازي) حيث شاهداه في مهرجان بمصر، وقالوا إن الفنان العراقي ستار خضير يستحق أن يكون فناناً عربياً خارج نطاق المحلية، لو قدرت الظروف لذلك".
تجسيد أدوار مختلفة
وبين: "جسدت الكثير من الشخصيات الفنية المختلفة التي ما زالت راسخة في ذاكرة الجمهور، إلا أن شخصية (شبيب) في مسلسل (بيت البنات) كانت تشبهني في الواقع كثيراً".
وأردف بالقول: "دائماً أجسد الشخصيات الإيجابية الهادئة المحبوبة في التلفزيون، ويبدو لي أن تقاسيم وجهي وملامحي الجادة قد وضعتني في خانة معينة من الأدوار التي أحبها الجمهور على مدى عقود من الزمن".
الممثل العراقي لا يختار أدواره
واستطرد قائلاً: "هناك أدوار فنية جسدتها ولست مقتنعاً بها لأسباب كثيرة، وأهم تلك الأسباب هي حاجتي للمال، منها مسلسل (سبع خوات)، إلا أن الغريب في الأمر أن الشخصية التي جسدتها قد نالت الشهرة واستحسان الجمهور".
وتابع: "بشكل عام الممثل العراقي لا يختار أدواره مطلقاً، بل الممثل يؤدي ما يطلب منه أو ما يسند إليه من أدوار، وله حرية الاختيار في القبول أو الرفض، أما في البلدان العربية فالحال يختلف، فيمكن للممثل العربي أن يختار الدور الذي يناسبه على الأغلب".
انتظر تجسيد شخصية مركبة
وأوضح: "بعد التجربة الفنية التي وصلت إلى 46 عاماً، ما زلت أنتظر أن أجسد شخصية رئيسة مركبة تتحداني في التلفزيون".
وأعتبر الفنان ستار خضير، أنه "من الفنانين المحظوظين، لكن في الوقت نفسه تعرض إلى إجحاف فني ما جعله يغّيب عن الشاشة في 22 مسلسلاً تلفزيونياً عراقياً خلال موسم رمضان في إحدى السنوات".
الأعمال العربية
وقال خضير: "لدي عدد من الأعمال العربية المهمة بمشاركة نجوم الفن العربي منها مسلسل (نبض) ومسلسل (يوماً ما)، فضلاً عن تجسيد شخصيات مختلفة باللهجة العراقية التي كانت محبوبة ومستساغة لدى الجمهور العربي".
وأكد، أن "أعماله العربية تمثل انعطافة مهمة في مسيرته الفنية التي أنصفته كفنان عراقي له اسمه وشأنه، خلافاً لأعماله المحلية التي ظلت حبيسة الدائرة المحلية المقيتة".
بنات صالح
وعن دوره في مسلسل (بنات صالح)، قال خضير: "دوري في مسلسل (بنات صالح) جسدت فيه شخصية (جمال) وهي من الشخصيات المهمة في العمل، وهذه الشخصية قد عرفتني على جيل الشباب من الذين لم يعرفوا ستار خضير ولم يشاهدوا أعمالي الفنية، لذلك كنت سعيداً بأدائي الشخصية كونها قربتني من الناس ومن جيل الشباب".
وأضاف: "أقولها بصراحة، الشخصية تعرضت للظلم الفني بسبب المخرج والمخرج المنفذ، من حيث حذف الكثير من المشاهد المهمة للشخصية، فهل يعقل في مشهد خطوبة ابنتي في المسلسل لم أظهر في المشهد سوى صوتي وبجملة واحدة فقط، وكأنني غير موجود في (السيت)!!، فضلاً عن موضوع (الروب) الذي كان ملاصقاً بي في أغلب الحلقات وأشياء أخرى، هذه الملاحظات للأسف قد أضعفت الشخصية في الشاشة".
الفن لا يورث
وبيّن، أن " الفن لا يورث مطلقاً، بدليل كثير من أبناء الفنانين دخلوا مجال الفن لكنهم فشلوا ولم يحققوا نجاحاً لافتاً، وهناك من استطاع أن ينجح، لكن بصفة عامة الفن لا يورث، بل هو موهبة فطرية داخل الإنسان".
المسرح والأعمال الجديدة
وتابع قائلاً: "مازالت مقاطعاً للمسرح العراقي منذ عام 2005 وحتى الآن، بسبب خيبة الأمل التي أصابتني من الأعمال المسرحية، وأقسمت أن لا أشاهد أي عمل مسرحي"، مستبعداً "عودته للعمل في مجال المسرح مطلقاً، رغم أن المسرح العراقي كبير ومؤثر".
قدوته
وأشار إلى، أن "والده كان المعلم الأساس في حياته، واختصر له زمناً كبيراً من المعرفة والكياسة والحكمة، لذلك اتخذ منهج والده (رحمه الله) وطبقه في تربية أولاده".
آخر أعماله
واختتم حديثه عن أعماله الفنية القادمة، قائلاً: "أنا الآن في طور التحضير والعمل لمسلسل (وطن) في جزئه الثاني، وانتهيت قبل فترة من تصوير مسلسل اسمه (حين تموت الأمنيات) الذي سيعرض في الأيام المقبلة".
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة