"تركت التجارة لأكون فناناً".. الفنان عماد رشاد يروي مسيرته السينمائية والمسرحية وزيارته للعراق

ثقافة وفن
  • 5-10-2023, 14:00
+A -A

بغداد - واع - حوار: أحمد سميسم 

روى الفنان المصري العربي القدير عماد رشاد، اليوم الخميس، مسيرته في عالمي السينما والمسرح، وفيما استذكر زيارته إلى العراق مستعرضاً أبرز ما لفت نظره وكان محبباً إليه، أشار إلى أبرز أعماله الفنية السابقة وخططه المستقبلية.

الشرارة الأولى للفن

يقول الفنان المصري عماد رشاد، في حوار حصري لوكالة الأنباء العراقية (واع): "أنا منحدر من أسرة تمتهن التجارة، فوالدي كان تاجراً وعملت في التجارة لفترة من الزمن معه في الإجازات الصيفية، إلا أن هناك شيئاً كان يسحبني نحو الفن لاسيما أنه كان في أسرتي من يعمل في مجال الفن كالمخرج الكبير أحمد ضياء الدين، وكان الفنانون يترددون على بيتنا كالفنان الراحل شكري سرحان، وعماد حمدي".

وأضاف رشاد: "لذلك لم أكن أريد أن أستمر في مجال التجارة، وكان لدي هاجس بأني سأكون فناناً، فدخلت الفن وتخليت عن عملي التجاري بسبب حبي وشغفي للفن، تاركاً وراء ظهري كل الامتيازات المالية والاجتماعية التي كنت أجنيها من التجارة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

المحطة الفنية الأولى

وتابع: "كان أول عمل فني يجمعني مع الجمهور عبر فوازير (التمبوكا) عام 1980، مع الفنانة نيللي من خلال صوتي فقط قبل أن يراني أحداً من الجمهور، فقدمت 29 حلقة من الفوازير التلفزيونية بالصوت فقط، وكان الجمهور متشوقاً لرؤية صاحب الصوت فظهرت في الحلقة 30 الأخيرة بصوتي وشكلي أمام الجمهور، وكانت لحظة جميلة لم أتوقعها حين رأيت تفاعل الجمهور معي لدرجة بعض الجماهير اتصلوا بمبنى التلفزيون المصري مطالبين ببث الحلقة الأخيرة من الفوازير مرة ثانية ليتسنى لمن لم يشاهد ظهوري في الحلقة الأخيرة من المسرحية، وفعلاً تم بث الحلقة مرتين متتاليتين في ليلة العيد آنذاك، لذلك عرفني الجمهور بصوتي قبل أن يراني".

وأردف بالقول: "كانت لي حصة كبيرة من الفوازير التلفزيونية في الثمانينيات، حيث كانت الشوارع تخلو من المارة حين تبث حلقة من الفوازير في التلفزيون، الفوازير كان لها الفضل الكبير عليّ فمن خلالها عرفني الجمهور وأصبحت وجهاً مألوفاً لدى الناس وهذا ما ساعدني لاحقاً في أعمالي الفنية، رغم   أني لم أكن مهووساً بالنجومية والشهرة بل كان يشغلني كيف استمتع بمهنتي وأقدم كل ما هو جميل ومؤثر".



 

الأعمال السينمائية والتلفزيونية 

وأشار إلى أن "أعمالي في السينما كانت نوعاً وليست كماً فلم يكن لدي رصيد كبير في السينما كوني اشتركت بعدد من الأفلام التي كانت تسمى بأفلام (المقاولات) السيئة في بداية الثمانينيات فكانت تلك الأفلام قاتلة لأي فنان يشترك فيها كونها أفلام غير احترافية وضعيفة فنياً لذلك كنت غير راض على نفسي لاشتراكي بهذه الأفلام، لكن كانت لدي أفلام أفتخر بها كفيلم (لا تدمرني معك) وفيلم (أمريكا شيكا بيكا) وغيرها".

وأوضح: "أعمالي التلفزيونية أنصفتني نفسياً وفنياً وعوضت عن ظهوري القليل في السينما، كوني من الفنانين الذين ينتمون إلى التلفزيون واستمتع كثيراً بأعمالي التلفزيونية، على الرغم من أن العمل في السينما يحقق حضوراً طاغياً إلا أن التلفزيون خلال الفترة الأخيرة أصبح أيضا يخلق نجوماً كباراً في الفن ولهم مكانة وقيمة لا يستهان بها، بدليل أن نجوم السينما بدؤوا يتعاملون مع الأعمال التلفزيونية إلى جنب أعمالهم السينمائية بصورة متوازية".

الجيل الفني الجديد

وعن تقييمه للفنانين الشباب، أكد رشاد أن "جيلنا من الفنانين لم يظهر بسهولة إلى الساحة الفنية إلا بعد جهد وعمل دؤوب، خلافاً للمعايير الفنية السائدة اليوم، فممكن من خلال عمل واحد يولد نجم بكل سهولة".

وأضاف: "المجال الفني اليوم، أصبح أوسع عما كان في السابق، فمثلاً في مصر كان ينتج مسلسلين فقط، أما الآن فينتج 35 مسلسلاً في شهر واحد في رمضان، لذا إيقاع الحياة تغير كثيراً، فضلاً عن التزام الفنانين وحبهم لمهنتهم كان واضحاً سابقاً أكثر من اليوم، في الجيل الجديد ولا أقصد أن الفنانين الجدد غير ملتزمين ولا يحبون مهنتهم إطلاقاً بل الحياة أصبحت صعبة وشاقة بتفاصيلها".

وتابع: "أنا أعتقد أن الفنانين الجدد هم من المحظوظين جداً كونهم عاصروا زمن التكنولوجيا الحديثة واطلعوا على أحدث الأعمال الفنية والنتاجات الإبداعية ما جعلهم ينفتحون على آفاق فنية عديدة، خلافاً لزمننا حيث لا وجود للتكنولوجيا المتطورة الموجودة حالياً، لذا أصبح العالم بين أيدي الجيل الجديد من الفنانين ويستطيعون أن يتعرفوا على الأعمال الفنية في العالم بكل سهولة".

وخلص إلى القول: "أستطيع القول إن لدي حالة إشباع للأدوار الفنية المختلفة التي لعبتها سواء في السينما أو التلفزيون خلال مسيرتي الفنية، إلا أنه يستهويني بشغف أن أجسد شخصية تتحداني وتستفزني لم أجسدها سابقاً، لأخرج كل ما لدي من إمكانات فنية لأداء هذه الشخصية".


 

زيارته إلى العراق 

وعن زيارته إلى العراق وما تحمل ذاكرته عن بغداد، قال رشاد: "لقد زرت العراق مرتين في الثمانينيات من القرن الماضي، فزيارتي الأولى للعراق استغرقت شهراً ونصف الشهر ، كنت أصور حينها مسلسلاً وصورت عدداً من المشاهد في بغداد، كنت سعيداً جداً طيلة وجودي في العراق، ولم أشعر بالغربة وكأنني جالس في مصر، وأكثر ما لفت نظري الطبيعة الجميلة في بغداد، وأيضاً العيون البغدادية المميزة، فأجمل عيون عربية رأيتها في حياتي هي عيون الشعب العراقي".

وأكمل حديثه: "أما زيارتي الثانية فكانت قصيرة استغرقت ثلاثة أيام أثناء تكريمي مع الفنان الراحل الصديق فاروق الفيشاوي، لم أنسى كرم العراقيين وهم يلتفون حولنا ويبادلونا بأجمل وأصدق العبارات".



الأعمال العراقية

وعن الأعمال العراقية التي شاهدها، يضيف رشاد: "لفت نظري مسلسل عراقي كنت قد شاهدته منذ زمن طويل عبر تلفزيون القاهرة اسمه (أكبر كذاب) من بطولة الفنان العراقي الجميل إياد راضي، استمتعت كثيراً بمشاهده هذا المسلسل الرائع".

أهم الأعمال والمشاريع المقبلة

وأضاف: "أهم محطاتي الفنية التي قدمتها كانت من خلال الفوازير، وأيضا مسلسل (الأيام) الذي يروي سيرة الراحل طه حسين من بطولة الفنان الراحل أحمد زكي، ولعبت في المسلسل شخصية "محمود" أخ الراحل طه حسين الذي توفي في مرض الكوليرا، وسوف أبحث مستقبلاً عن المحطة الفنية الكبرى ما دمت على قيد الحياة".


 

مسلسل العطار والسبع بنات

وتابع: "كان من المفترض أن يؤدي دور (سيف) فنان آخر أمام الفنان الراحل نور الشريف، إلا أن الاختيار وقع عليّ لكي أجسد هذا الدور، لكنني استطعت أن أظهر بشخصية الشرير المحبوب أمام الناس بعد أن تحدثت مع مخرج المسلسل محمد النقلي، واتفقت معه على أن أظهر بصورة مغايرة لتجسيد الشخصية، بحيث الناس تحبني ولا تكرهني حين تشاهدني بهذه الشخصية السلبية، وفعلاً تم العمل وأحب الجمهور المسلسل كثيراً، وأعجب الراحل نور الشريف كثيراً بأدائي في تجسيد الشخصية بعد أن استفدت من ملاحظاته القيمة".

وأشار: "ما يشغلني حالياً هو أنني كنت قد كتبت مسلسلاً من إخراج عمر عبد العزيز، وكان من المقرر أن يجسد بطولته صديق عمري الراحل الفنان فاروق الفيشاوي، إلا أنه بعد رحيله قد توقف المشروع، وأحاول أن أحييه مجدداً، وأن يظهر إلى النور، وسوف أهدي المسلسل إلى روح الفقيد فاروق الفيشاوي".

وختم قائلاً: "وسيكون لدي عمل جديد في رمضان المقبل أتمنى أن ينال إعجاب جمهوري في العراق، وشكراً من القلب لإتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار لتقريب المسافات بيني وبين الجمهور العراقي الجميل".