بغداد-واع
دعا سناتور أميركي نافذ واشنطن لفرض عقوبات على رئيس أذربيجان إلهام علييف، متّهماً إيّاه بشنّ حملة "إبادة جماعية" ضدّ الأرمن في ناغورني قره باغ، في اتّهام سارعت باكو إلى نفيه.
ومنذ أسابيع تتّهم أرمينيا جارتها أذربيجان بالتسبّب بأزمة إنسانية في ناغورني قره باغ بقطعها الطريق الوحيد الذي يربط الجيب الانفصالي بأرمينيا.
لكنّ السلطات الانفصالية في قره باغ أعلنت أنّ قافلة مساعدات روسية تمكّنت من الوصول إلى هذه المنطقة الجبلية التي تقطنها غالبية أرمينية ويعتبرها المجتمع الدولي جزءاً من أذربيجان.
ومن قاعة مجلس الشيوخ في واشنطن، رحّب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس السناتور بوب مينينديز المقرّب من الجالية الأرمينية بمحادثات السلام التي تقودها بلاده بين أرمينيا وأذربيجان والتي جرت ثلاث جولات منها حتى الآن، لكنّه دعا في الوقت نفسه إلى فرض عقوبات على الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وقال منينديز إنّ "حكومة علييف في أذربيجان تنفّذ ضدّ الأرمن في آرتساخ حملة فظائع شنيعة تحمل بصمات إبادة جماعية".
وآرتساخ هو الاسم الأرميني للجمهورية التي أعلن الانفصاليون قيامها في قره باغ.
وأضاف السناتور النافذ "علينا أن نفضح هؤلاء الأفراد الذين يرتكبون حملة التطهير العرقي هذه".
وتابع "علينا أن نفرض عليهم - بمن فيهم الرئيس علييف - عقوبات. علينا أن نمنعهم من الوصول إلى الثروات وأموال النفط التي خبّأوها في مؤسسات مالية في جميع أنحاء العالم، وإلى يخوتهم وقصورهم في جميع أنحاء أوروبا".
وذكّر السناتور الأميركي بأنّ المدّعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اتّهم أذربيجان بأنّها تشهر "سلاح الإبادة الجماعية الخفيّ" المتمثّل في التجويع من خلال حرمان ناغورني قره باغ من الغذاء.
لكنّ أذربيجان تنفي الاتّهامات الموجّهة لها بمنع قوافل المساعدات من دخول الجيب الانفصالي.
من جهته، أعلن مسؤول كبير في واشنطن طالباً عدم نشر اسمه أنّ وزارة الخارجية الأميركية "تشعر بقلق بالغ" إزاء الوضع الإنساني في قره باغ لكنّها في الوقت نفسه لا تمتلك وجوداً على الأرض لكي ترى بأم العين حقيقة الوضع في الجيب.
وقال المسؤول "ليس لدينا أيّ وفيّات مؤكّدة ناجمة عن مجاعة أو سوء تغذية".
ورفض مسؤول أميركي آخر التلميحات بوجود "تواطؤ دولي" في ما يحصل في قره باغ، قائلاً "إنّنا نبذل كلّ ما في وسعنا للتركيز على كيفية إيصال المساعدات الغذائية بشكل عملي" إلى الجيب.
وخاضت الدولتان القوقازيتان المتنافستان حربين من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ كانت آخرهما في 2020 وانتهت بهزيمة يريفان.