بغداد-واع
أذهلت أنتاركتيكا العلماء بعد أن عثروا على دليل على وجود غابة منسية منذ زمن طويل داخل صفائحها الجليدية.
وباعتبارها خامس أكبر قارات الأرض وتقع في أقصى الجنوب، استحوذت القارة القطبية الجنوبية، أو أنتاركتيكا، على اهتمام كبير.
فتنخفض درجات الحرارة هناك بانتظام إلى ما دون -90 درجة مئوية، ما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن قسوة على هذا الكوكب.
لكن هذا لم يمنع البشر من استكشافها، حيث يعيش هناك حاليا ما بين 1000 و 5000 شخص.
ورغم كل الصعاب، تتمتع القارة القطبية الجنوبية بعدد كبير من الحيوانات البرية حيث يوجد نحو 235 نوعا مختلفا تعتبر القارة موطنا لها.
ويبدو أنها كانت موطنا لعدد أكبر بكثير من النباتات والحيوانات في التاريخ، حيث تشير الأبحاث إلى أن القارة القطبية الجنوبية كانت ذات يوم تعج بالحياة وموطنا لغابة معتدلة.
وتم هذا الاكتشاف بعد أن عثرت إحدى البعثات على جذور نباتات متحجرة محفوظة تحت المحيط منذ زمن الديناصورات.
وتطرق فيلم وثائقي قصير للمجلة العلمية Nature، بعنوان "الغابات المطيرة القديمة في القطب الجنوبي"، إلى هذا الاستكشاف، حيث يقول الراوي: "يبدو أن هذه المناظر الطبيعية المتجمدة كانت في يوم من الأيام موطنا لغابة مورقة".
وأوضح الدكتور يوهان كلاجيس، العالم من معهد ألفريد فيجنر في ألمانيا الذي قاد البحث: "قبل 90 مليون سنة، كانت توجد غابة مطيرة معتدلة في غرب القارة القطبية الجنوبية على بعد 900كم فقط من القطب الجنوبي".
وعمل كلاجيس وفريقه على استخراج الرواسب على عمق نحو 30 مترا في قاع البحر في عام 2020، ووجدوا أن متوسط درجة الحرارة السنوية لشريط من الساحل الغربي للقارة القطبية الجنوبية كان 12 درجة مئوية. وكان هذا من شأنه أن يؤدي إلى تغطية المنطقة ببيئة الغابات المطيرة المستنقعية.
وشرح الدكتور كلاجيس: "عندما استعدنا النواة، تمكنا بالفعل من رؤية ما كان بداخلها وكان ذلك غير عادي للغاية. وبالتالي قررنا إجراء مسح باستخدام جهاز التصوير المقطعي".
وقال الدكتور كلاجيس، وهو يعرض تصورا لمادة طويلة تشبه الخيوط الخضراء والصفراء توضح الخصائص المختلفة للعنصر الموجود في الجليد: "يمكننا أن نرى جيدا كيف ترتبط الجذور بعضها ببعض، ويتم الحفاظ عليها بشكل أصلي".
وقام الفريق بدراسة الرواسب وحلل حبوب اللقاح والجراثيم المتحجرة، ما ساعدهم على العثور على مزيد من المعلومات حول الشكل الذي كانت تبدو عليه الغابات المطيرة القديمة وكيف كانت تعمل.
وأوضح كلاجيس: "لقد كشفت عن درجة حرارة دافئة للغاية في خط العرض هذا، ومتوسط درجات حرارة سنوية مماثلة لتلك الموجودة في شمال إيطاليا. سيكون من المؤكد جدا أن الديناصورات والحشرات أيضا عاشت في تلك البيئة، وفي بيئة كانت مظلمة لمدة أربعة أشهر تقريبا خلال العام بسبب الليل القطبي. لقد كانت واحدة من أكثر الفترات دفئا في تاريخ الأرض، حيث كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون أعلى بعدة مرات مما هي عليه اليوم".
المصدر: إكسبريس