ميسان – واع شذى السوداني
تصوير عبد الحسين بريسم
بينما يتقرب نهر دجلة الخالد الى قطع المسافات الطويلة، يمر قبل نهاية هذه الرحلة الشاقة الى مدينة العمارة، تلك المدينة الحاضرة في ذاكرة أرض الرافدين، كون أغلب القبائل والعشائر القاطنة في بغداد وبعض المحافظات تنحدر من هذه المدينة التاريخية.
وفي هذا الصدد، أكد المؤرخ جمعة المالكي وجود سياحة دينية وأثرية في محافظة ميسان، فيما اشار الى ان مرقد عبد الله بن علي بن ابي طالب -عليه السلام- يعد من أهم المراقد الدينية في المحافظة.
وأوضح المالكي في تصريح خاص لوكالة الأنباء العراقية ( واع)، "وجود عدد من المزارات الدينية في محافظة نيسان ، وان من اهم المراقد في المحافظة مرقد عبدالله بن علي بن أبي طالب -عليه السلام -الواقع جنوب قلعة صالح بمنطقة المذار الأثرية، والتي تبعد نحو 50 كيلومترا جنوب مركز المحافظة، إضافة الى مرقد (الماجد ابو سدرة) الواقع بمنطقة اسدور المجر على بعد 25 كم جنوب مركز المحافظة، فضلا عن مرقد (علي الشرقي) والذي يقع على بعد 60 كم شمال مركز المحافظة".
وأضاف، أن "هذه المراقد ، ومراقد أخرى كان يؤمها الزائرون من محافظة ميسان ومناطق اخرى من العراق، الا ان عدد الزائرين تضاءل بسبب الاوضاع التي شهدها العراق"، مشيرا في الوقت نفسه الى "وجود 400 تل اثري في محافظة ميسان تعود الى عصور عديدة ، منها ما قبل الميلاد ،ومنها يعود تاريخها الى العصر العباسي وما تلاه من دويلات توالت على التواجد في محافظة ميسان".
ولفت المالكي الى ان "التلال الأثرية ما تزال بعيدة عن الاهتمام ، وعن تعيين حقبها الزمنية، وهي عرضة للعبث والسرقات على الرغم من الآثار المهمة التي تحتويها"، منوها، الى "عدم الاهتمام بسياحة الأهوار ايضا والتي تعرضت الى التجفيف وانحسار مساحاتها خلال النظام السياسي السابق ، ولم تلق الاهتمام حتى الآن".
وأكد المؤرخ، أن "سياحة الأهوار شبه متلاشية بعد تعرضها للجفاف والتحديات الأمنية والنزاعات العشائرية التي ادت الى عدم الإقبال عليها حتى مع وجود وفرة في المياه"، مبينا، "وجود عامل اخر ادى الى نقص مساحات الاهوار، وهو عمليات التنقيب وانتاج النفط، لأن أكثر مناطق انتاج النفط ، هي المناطق المتاخمة للأهوار".
وأشار الى "إمكانية الاستفادة من نهر دجلة في الترويج للسياحة على الرغم من شحة المياه، لأن نهر دجلة ينقسم إلى عدة أنهر، منها نهر (البتيرة) الذي يمر بمناطق عديدة ويتلاش في اهوار غرب ميسان، ونهري الكحلاء والمشرح اللذان ينقسمان من دجلة عند مركز مدينة العمارة، ويجري نهر المشرح باتجاه ناحية المشرح والمناطق التابعة لها، وينتهي في هور الحويزةـ فيما ينحدر نهر الكحلاء ينحدر باتجاه قضاء الكحلاء، مرورا بجميع المناطق التابعة للقضاء المذكور وينتهي عند (برگة ام نعاج) في اهوار الحويزة"، لافتا، الى ان "عمود النهر يقسم مركز مدينة العمارة الى صوبين متقابلين، ولو تم الاهتمام بهذه الانهر لأصبحت هذه المناطق من اهم المناطق السياحية، لكنها تتعرض للإهمال والتلوث البيئي وعدم وجود دوائر تشجع على السياحة في الأنهر".
وأكد المؤرخ ، أن "النزاعات العشائرية والصراع مع عصابات التهريب والمخدرات وسواها تجعل من محافظة ميسان مدينة غير جاذبة للسياحة".
بدوره أشار الإعلامي صفاء الذهبي في تصريح خاص لوكالة الأنباء العراقية (واع)، الى "وجود العديد من الأسباب التي تجعل من محافظة ميسان مركزاً مهماً لاستقطاب السياحة إذا ما استغلت بشكل أمثل، وان وجود نهر دجلة وروافده المتعددة ، إضافة الى الأهوار المنتشرة في أرجاء المحافظة ، تعد من اسباب ومقومات ازدهار السياحة، إذ يمكن إقامة منتجعات، كما توفر مساحات جيدة داخل مركز المدينة ومراكز الأقضية والنواحي لإقامة المراكز الترفيهية ومدن الألعاب والكازينوهات والحدائق والمتنزهات العائلية التي تفتقر لها المحافظة"، معربا عن أسفه "لعدم وجود اهتمام من قبل المسؤولين في المحافظة".
من ناحيته لفت الصحفي والناشط البيئي ظاهر العقيلي في تصريح خاص لوكالة الأنباء العراقية ("واع)، أن "محافظة ميسان تنتج يوميا 700 ألف برميل من النفط يوميا ، لكنها لا تحصل مقابل ذلك على الخدمات"، منوها الى "انعدام السياحة والترفيه والخدمات والمشاريع الاستراتيجية، وخاصة مشاريع البنى التحتية".
ونوه العقيلي الى "افتقار محافظة ميسان الى المطار والسكك الحديد، والحدائق والمتنزهات ، فضلا عن افتقار المراقد الى الإعمار"، مناشدا رئيس مجلس الوزراء الى اهمية "الاهتمام بمحافظة ميسان بما يتناسب مع عطاء هذه المحافظة وتضحياتها".