بغداد - واع - فاطمة رحمة- غانم فاضل
أوضح رئيس الأكاديمية العسكرية الفريق الركن قوات خاصة ناصر الغنام، اليوم الاثنين، الدعم الحكومي للأكاديمية العسكرية، وفيما فصل محاور تعاون الأكاديمية مع نظيراتها دولياً، تحدث عن العنصر النسوي في المؤسسة العسكرية العراقية.
وقال الغنام، في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع) إن "الجهات المنضوية في الأكاديمية العسكرية والوحدات العاملة بإمرتها هي الكلية العسكرية الثانية والثالثة والكلية الرابعة، بالإضافة الى مركز تطوير الملاكات التعليمية، ولدينا تنسيق مع الكليات العسكرية العالمية المتميزة إذ نرسل لهم طلاب الكليات العسكرية العراقية المتميزين للاشتراك بدورات على مستوى متطور في العالم".
تعاون أكاديمي دولي
وأضاف: "لدينا تعاون مع الكليات العسكرية البريطانية والإيطالية والألمانية والباكستانية والسعودية والمصرية والأردنية والقطرية، عن طريق إرسال طلاب إليها، وبعد تخرجهم يعودون إلى العراق للعمل كمعلمين ومدربين في الكلية العسكرية العراقية، وبالتالي يحدث لدينا مزيج بين الدورات العالمية ومناهج التدريب المستخدمة في الكلية العسكرية العراقية ونحصل على نتيجة متميزة، وحاليا لدينا 20 طالباً يشتركون في دورات بكليات عالمية".
دعم رفيع
وتابع أن "هناك دعماً كبيراً من القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش يذلل المعوقات في عملنا، والوضع جيد حالياً".
ولفت إلى أن "عدم وجود موازنة للعام الماضي وتأخر إقرار موازنة العام الحالي لم يؤثر في عمل الأكاديمية في ظل الدعم الكبير".
الخبرة الميدانية
وحول المستوى الذي وصلت إليه الأكاديمية، قال الغنام: "قمنا بزيارة عدد من الكليات العسكرية الأجنبية المتقدمة علينا من ناحية البنى التحتية حيث لديهم تحديث وتطوير مستمر، أما فيما يخص كفاءة المعلمين فنحن نتميز عليهم، إذ إننا نمتلك من الخبرة الميدانية الكثير خاصة وأن الجيش العراقي قارع الإرهاب ميدانياً ولسنوات طويلة والتجربة انعكست على مناهج التدريب"، موضحاً أن "قابلية التدريب البدني لطلابنا ولمنتسبينا مميزة تختلف عن الكليات الإقليمية لما يتميز به الطالب العراقي من قوة جسمانية وبدنية عالية جداً، ومدربينا جيدين جداً".
وتابع ان "الكلية العسكرية خرجت عدداً كبيراً من الضباط الذين اصبحوا قادة في بلدانهم منها السودان واليمن ومصر والأردن ودول كثيرة".
الانضباط العسكري والولاء
وأردف بالقول: "نطمح إلى إعادة المؤسسة العسكرية العراقية لتكون قي قمة هرم الدول العربية والمنطقة، وفتحنا ابوابنا لاستقبال الراغبين بالانضمام"، مشدداً على "ضرورة أن يكون ولاء الخريج بعد تخرجه للعراق ويتحلى بضبط عسكري عال جداً ويمتلك ما يكفي من اللياقة البدنية التي تؤهله لتنفيذ الواجبات بالاضافة الى العِلم العسكري، حيث نمنح الطلاب في كليتنا الدروس النظرية العلمية الحقيقية التي من شأنها ان تجعله قادراً على قيادة الوحدة مستقبلاً".
واكد "لدينا آلاف المتقدمين إلى الكلية العسكرية وهذا الموضوع محط فخر واعتزاز"، مضيفاً: "زرت بريطانيا وكانت لديهم معضلة حقيقية في كيفية اقناع الشباب بالانخراط في الجيش، حيث دهشوا عندما علموا أن 70 ألف شخص متقدم على الكلية العسكرية العراقية ".
وقدم الغنام، "التحية للشباب العراقي الوطني الغيور الراغب بالانخراط في المؤسسة العسكرية العراقية"، مؤكداً ان "أبواب الأكاديمية العسكرية مفتوحة، ونستقبل ما يحتاجه الجيش العراقي من هذه الاعداد وفق المفاضلة".
وشدد قائلا: "أنا لا أنتمي لجهة معينة أو جهة سياسية، إذ إن ولائي للعراق واتعامل مع الجميع بمعيار واحد"، مؤكداً أن "الأفضل هو من يستحق القبول في الكلية العسكرية".
وذكر أن " التقسيم في القبول بالنسبة للمحافظات يعتمد على النسبة السكانية، أي ان المحافظة الأكبر بعدد السكان سيكون لها نسبة أكبر، إضافة إلى حصص الأقليات".
معايير المفاضلة
وأشار إلى أن "خريجي الدورتين 111 و 112 كانوا خليطاً من المسيحيين والايزيديين والتركمان والشبك والعرب من السنة والشيعة وكلهم أبناء العراق، حيث كانوا يتدربون ويجتهدون ويتخرجون في وقت واحد"، لافتاً إلى ان "الاختيار الافضل يبنى على عدة معايير: الأول هو درجة المتقدم في السادس الإعدادي أو الجامعة واختصاصه، حيث نستقبل اليوم طلاب كليات والجيش يحتاج مجموعة اختصاصات كهندسة طائرات على سبيل المثال والمتقدم ذو اختصاص هندسة الطائرات مثلاً ستكون لديه الأفضلية والأسبقية اكثر وهكذا".
وأكد أن "المعيار الآخر هو اختبارات اللياقة البدنية حيث يكون المتقدم متميزاً في اللياقة البدنية أفضل من المترهل بالوزن وافضل ممن لا يمتلك لياقة بدنية، فضلاً عن الفحوصات الطبية، إضافة إلى وجود افضلية لذوي الشهداء"، لافتاً الى انه "لا يمكن اغفال او تجاهل ابناء الشهداء الذين قدموا دمائهم من اجل العراق في هذه المرحلة".
وتابع أن "هناك امتيازات خاصة اخرى للحاصل على شهادة جامعية او يتكلم اللغات أو مشترك بناد مدني للقفز المظلي الحر او بطل من ابطال العراق في الفنون القتالية، إذ إن كل تلك الامور تعتبر مميزات اضافية للطالب"، موضحا: "إننا مقبلون على افتتاح الدورة وتقديم كل الاعداد المطلوبة عليها".
واشار الى "اننا بحاجة لما يقرب من الـ1000 طالب، والمتقدمون 60 الفاً على الدورة التأهيلية 87، اي أن 59 الفاً لا يمكن قبولهم"، منوها بأن "هذه امكانية الكلية لاستيعاب هذا العدد".
تعزيز الدماء الجديدة
وبين ان "هناك دورات سنوية لتعزيز الدماء الجديدة بالمؤسسة العسكرية"، لافتا الى انه "في السنوات الاربع الماضية لم يكن هنالك تعيين جديد وكنا نعتمد على العسكريين الموجودين بالجيش الحاصلين على شهادة البكالوريوس ونحولهم من جنود منتسبين الى ضباط".
وتابع " خاطبنا وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش وتقدمنا بطلب إلى القائد العام لاستحصال الموافقة لقبول المدنيين خريجي الكليات بالمؤسسة العسكرية ليكونوا ضباطاً، وفعلاً حصلت الموافقة وحصلنا لهم على عدد من المقاعد بلغ 1000 مقعد بالإضافة إلى ذلك لا يمكن تجاهل العسكريين الموجودين بوزارة الدفاع من اصحاب شهادة البكالوريوس والحراس الشخصيين والمدنيين ولكن وفق ضوابط".
ضوابط التقديم
وتابع ان "الضوابط هي يجب ان لا يتجاوز عمر الخريج المدني 26 سنة ويحمل رتبة ملازم، اي يتخرج بعمر لا يتجاوز الـ26 عاما، اي مواليد 14/7/1998، والعسكري الذي لديه مفاضلة بسنتين يكون 28 عاما".
وأشار إلى أن "هذا القانون أقر من قبل البرلمان، وبالتالي لا توجد صلاحية لتجاوزه نهائيا وهذا قانون الاكاديمية العسكرية".
منهج جديد
وأكمل الغنام: "عندما استلمت مهام عملي وجهت كتابا الى قيادة القوات البرية وطلبت منهم الكتابة عن المستجدات التي برزت في الميدان بالاضافة الى نقاط الضعف التي اشروها على الضباط المتخرجين من الكلية العسكرية، وجاءت الاجابة حيث شكلت لجنة مختصة بالاكاديمية العسكرية لمعالجة هذه الملاحظات من خلال اعتماد مناهج جديدة لتلافي السلبيات وهذه الامور كتبت من قبل قيادة القوات البرية، وبهذه الطريقة تم تحديث المنهج بشكل كامل".
وذكر ان "الضباط القادمين من الخارج يكتبون لنا تقارير كاملة عن الدورات التي اشتركوا بها، ونختار المناسب وبالتالي اصبح لدينا منهج محدد جديد".
مواعيد الفحوصات ونتائج القبول
وعن مواعيد الفحص وإعلان نتائج المقبولين الجدد في الأكاديمية، بين الغنام: "تم الإعلان عن جدول فحوصات للمتقدمين الجدد التي تبدأ من يوم 15 بالشهر الحالي، وسنباشر بهذا الموضوع".
وأشار إلى أن "إعلان المقبولين نهائيا سيكون في بداية تشرين الأول والمباشرة يوم 10 تشرين الأول وسيتم إعلان الأسماء قبل يومين".
العنصر النسوي
وتابع، أن "تجربة دخول العنصر النسوي للمؤسسة العسكرية العراقية جديدة، ولدينا حاليا عدد كبير من الضابطات الاقدم منهن تحمل رتبة عميد بكلية الاركان".
وذكر: "لدينا حاليا الدورة 86 تأهيلية بالاضافة الى دورة 14 من الطبابة والتي تتخرج يوم 11 تموز الحالي وتضم 116 منتسبة"، موضحاً ان "هناك حصة كبيرة موجودة من العنصر النسوي بالمؤسسة العسكرية".
وذكر ان "هذه التجربة فيها عدد كبير من الملاحظات بسبب عدم اكمال البنية التحتية لاعداد كلية خاصة بالعنصر النسوي"، لافتاً: "إننا في مجتمع شرقي ولا يمكن ان تكون البنت مع الطالب في كلية وحدة 24 ساعة، بل نفضل عودتهم للمنازل بعد نهاية الدوام ليكون السياق صحيحاً بالتدريب في الكلية العسكرية".
وأكد، أن "هناك حماساً ورغبة كبيرة من العنصر النسوي للانتماء او الاشتراك في المؤسسة العسكرية، وهناك بعض الامكانيات من خلال وجود طالبات قافزات قفز مظلي حر ويمتلكن شهادات عالية"، لافتا: "إننا داعمون الفكرة ولدينا تنسيق مع حلف الناتو بهذا الموضوع، اضافة الى اهتمام وزارة الدفاع في ذلك".
وبين؛ "سابقا كانت لدينا رتب عسكريّة نسائية بالقوة الجوية اما الان لدينا في جميع الصنوف"، موضحاً أن "الاكاديمية العسكرية تضم الان العنصر النسوي وطبابة العنصر النسوي و ومدربات يدربن طالبات بجميع الاختصاصات".
وأشار إلى أن "ترفيع العنصر النسوي يعتمد على المنصب، فاذا كانت تمتلك ما يؤهلها تتم ترقيتها"، موضحاً أن "عدد الخريجات في كل دورة 110 خريجات سنويا".
وتابع: "لن نتوقف عن ذلك، وانما سنستمر بجلب عنصر نسوي جديد لدعم المؤسسة العسكرية وتحديدا الطبابة العسكرية".
وأعرب عن "طموحه بأن تكون هنالك مؤسسة عسكرية خاصة بتدريب العناصر النسوية، وتنفيذ الطالبة نفس المنهج الذي ينفذه زميلها الطالب، وهو البقاء 24 ساعة والنزول يوم الخميس الساعة 12 ظهراً لتلتحق يوم الجمعة عصراً، بشرط مراعاة التقاليد الإسلامية الشرقية، وأن تكون معزولة عن الرجال".
طقس العراق.. أمطار وضباب بدءاً من الغد
الأنواء الجوية: حالة جوية ممطرة بدءاً من الخميس