السيد الشهيد الصدر.. سيرة المواقف الشجاعة الرافضة للظلم والطغيان

محلي
  • 23-05-2023, 22:44
+A -A

بغداد- واع 
تحل يوم غد الرابع من ذي القعدة الذكرى الـ 25 لاستشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه قدس الله أسرارهم على يد الأجهزة القمعية التابعة للنظام البائد.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وفي هذه المناسبة يستذكر المؤمنون مواقف السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر وشحذ الهمم على نشر الإسلام المحمدي والدفاع عن مبادئ الإسلام.

ويقول الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ أحمد الشيباني لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن" مرجعية السيد محمد محمد صادق الصدر كانت استثنائية بكل المقاييس سواء في الجانب الحوزوي أو الفقهي أو الأصولي أو التفسيري". 
وأضاف، أن" السمة البارزة والأساسية للسيد الشهيد الصدر التي نستنتجها من المرجع العظيم هي سمة الثورة والانتفاضة ضد حكم الطاغية"، مبينا، أن" السيد الشهيد الصدر ثار بوجه الظلم حتى أصبح كل شاب عراقي بداخله ثورة". 
وأشار إلى، أن" النظام البائد مارس أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي حتى ثار الشهيد على الطاغية، من خلال خطب الجمعة في مسجد الكوفة". 


بدوره، أكد الطالب الحوزوي السيد كاظم الحسيني في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن" السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر يمثل انعطافة مهمة شكلت طفرة تأريخية في تأريخ الشيعة لما قدمه ولما حققت مرجعيته من مجد حافل سجلته الكثير من الأحداث".
وأضاف، أن" السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر جمع بين الكثير من المواهب أهّلته أن يكون ظاهرة فريدة من نوعها، حيث كان ذا علم مجتهد ولديه موسوعية في المعارف من فلسفة وتأريخ وعلم اجتماع"، مبينا، أن" السيد الشهيد كان من العرفاء المتصوفين وهذا ما أهّله للتعامل مع مختلف الظواهر التي تحيط به والتعامل مع مختلف الأمزجة والعقول لما يمتلك من بعدٍ عميق".
وأشار إلى، أن" السيد الشهيد استطاع أن يؤثر على المجتمع وأعاد هويته التي سلبها النظام البائد".
وبين، أن" السيد الشهيد أعلن أن العودة للتدين الإسلامي بلا حزبيات وبلا ثقافة الدكتاتور لذلك كان مؤثرا على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والعلمي وقد أحيا الحوزة العلمية بعد غلقها من قبل النظام السابق وهو صاحب الفضل بإعادة نشاطها في النجف الأشرف وقد استقطب الشباب للانخراط في الدراسات الإسلامية"، مبينا، أن" السيد الشهيد أعاد للعمامة الشيعية حضورها وأعاد وجودها بين المجتمع وقد أثّر على المجتمع من خلال تخليصه من براثن النظام السابق وكان هناك تجاوب من قبل المجتمع له".
وأردف، أن" مرجعية السيد الصدر استطاعت بأن يصل نداؤها "للغجر" ودعوتهم للتوبة، وقد قبلوها ولبوا النداء وأعلنوا توبتهم وهذه الظاهرة اختفت بفضل دعوة السيد الشهيد"، مبينا، أن" شجاعته استطاعت أن تنجز الكثير من المشاريع الإصلاحية في المجتمع".
وأكمل، أن" السيد الشهيد واجه سلطة كانت تتعامل بالنار والتعذيب ضد معارضيها وبرز في وسط ذلك وحاول تحرير العراقيين من ذل النظام السابق واسترداد الحرية".
وأشار إلى، أن" السيد الشهيد أقام صلاة الجمعة التي لها أبعاد كثيرة منها ديني ومنها اجتماعي باعتبارها القناة التواصلية لإيصال رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعد السياسي للمواجهة مع النظام البائد الذي كان يخاف من اجتماع عدة أفراد ويستشعر الخطر"، مؤكدا، أن" السيد الشهيد أعاد للشعب العراقي شجاعته بأن يقف بعنفوان أمام نظام الطاغية الذي منع شعائر الإمام الحسين عليه السلام، حيث كسرها السيد الشهيد وأعاد اللحمة للشعب العراقي".
وبين، أن" صفاء العقيدة من أولويات السيد الشهيد كونها تمثل البنية العميقة للإنسان لذلك كان يحرص على سلامة العقيدة للإنسان المسلم".

السيد محمد محمد صادق الصدر
هو المرجعُ الديني آية الله العظمى السيد مُحمّد بن مُحمّد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل الصدر، وُلِدَ في مدينة الكاظمية المقدسة في 23 آذار العام 1943 من أسرة آل الصدر العربية العلمية الدينية العريقة.
ترعرع في أجواء العلم وحفظ القرآن والدراسة الحوزوية في النجف الأشرف، عُرِفَ بتحديه للأنظمة الحاكمة ومقارعتها، خاصة النظام البعثي الصدامي المباد، وتجلى هذا التحدي بإقامته (قدس سره) صلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة، وتعميم إقامتها بمختلف المحافظات، وهو تحدٍ لم يشهد له مثيل في تأريخ العراق منذ حقب طويلة، واتخذ السيد الصدر من هذه الحركة الفريدة والنوعية منبراً لتوعية أبناء الأمة وكذلك لإشهار سخطه من السياسة المحلية والدولية.
قضى الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر حياته بين دروس العلم ومدارسه الحوزوية، ولفت انتباه أساتذته بذكائه وسرعة بديهيته وغزارة قراءته للكتب على اختلافها، فدرس على يد عدد من العلماء الكبار ومنهم السيد روح الله الخميني والسيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم وغيرهم من أساطين العلم.
ارتدى السيد (قدس سره) الزي الديني وهو في الحادية عشرة من عمره ودرس النحو على يد والده السيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ومن ثم أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني، وتخرج في الدورة الأولى من كلية الفقه عام 1964.
بدأ السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بتدريس (البحث الخارج) في عام 1978 م وكانت مادة البحث التي يدرسها (المختصر النافع) للمحقق الحلي.
وأخذ السيد الشهيد يطرح أبحاثه في الفقه والأصول وأبحاث الخارج عام 1990 واستمر في ذلك متخذاً من مسجد (الرأس) الملاصق للصحن الحيدري مدرسة لتلك الأبحاث.

تصدي السيد الصدر واستشهاده

شارك السيد الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد النظام الصدامي وسرعان ما تم اعتقاله من قبل عناصر الأمن إذ تعرض جسده الطاهر إلى أبشع أنواع التعذيب.
وفي عام 1993 وبعد وفاة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري، سعى السيد الصدر للحفاظ على الحوزة العلمية في النجف الأشرف فقام بخطوات عديدة أهمها إرسال المبلغين إلى أنحاء العراق كافة لتلبية حاجات المجتمع.
وبسبب دعواته الإصلاحية وجرأته أصبح السيد الصدر مصدر إلهام روحي لأغلب العراقيين لاسيما الشباب، الأمر الذي جعل النظام البعثي يشعر بخطورة السيد الصدر على بقائه، فأقدمت الأجهزة القمعية التابعة لدوائر الأمن على اغتيال هذا العالم الرباني الكبير الذي وضع بصمة في ضمير الأمة ونقش على جبينها كلماته الثلاث المشهور( كلا كلا أميركا.. كلا كلا إسرائيل.. كلا كلا للشيطان) وفي يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط عام 1999 تعرض السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر لعملية ملاحقة من قبل سيارة مجهولة بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف باتجاه منزله في منطقة الحنانة برفقة نجليه السيدين الشهيدين مؤمل ومصطفى، وأُطلق النار على السيارة التي كان يستقلها مع نجليه وسرعان ما اصطدمت العجلة بشجرة قريبة، فترجل المهاجمون من سيارتهم وبدأوا بإطلاق النار بكثافة على السيد الصدر ونجليه فاستشهد السيد مؤمل فورا، أما السيد محمد محمد صادق الصدر فقد تلقى جسده الطاهر رصاصات عدة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى تم قتله برصاصة بالرأس من قبل أزلام النظام المباد، أما السيد مصطفى فأصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الأهالي وتوفي هناك متأثراً بجروحه.
وعلى إثر انتشار خبر استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر شهدت مناطق جنوب العراق ومدن عديدة في العاصمة بغداد، غضباً شعبياً عارماً عرف بانتفاضة الصدر 1999 والتي قاومها النظام البعثي وأجهزته بالقتل والاعتقالات والمطاردات.