فالسياسة الخارجية الناجعة تتطلب بوصلتها تجانس أركان البلد وعدم تشتت قراراته والتعبير الصحيح عن المواقف الرسمية في التعامل مع مجريات الأحداث والأزمات المختلفة، بهدف الابتعاد عن المسار المنفرد في التعاطي الدبلوماسي لتنفيذ منهج مقومات الديمقراطية على الرغم من حداثتها، وكذلك توازن خطاب القوى السياسية ومرونة متبنياتها المرتبط مع أداء الحكومة، والدور الحقيقي في التأثير على المستوى الدولي والإقليمي.
وعلى هذا الأساس فإن اتصال الأزمات يشتمل على الأنشطة والأدوار الاتصالية التي تمارس، أثناء المراحل المختلفة للأزمة، بصرف النظر عن الوسائل والمحتوى المعتمد فيها، فإن الأنشطة التي تقوم بها وسائل الإعلام في المجتمع تدخل في نطاق طبيعة النظام الإعلامي السائد وإمكانياته المتاحة سواء أكانت المادية أم البشرية أم الفنية.
إذ تعمد الدول على اختلاف أيديولوجياتها إلى إيجاد علاقات طيبة مع جمهورها داخل البلد وخارجه، من طريق توافر المعلومات والحقائق عن أعمالها لخدمة الجمهور وتعميق الثقة معه في ضوء المسؤولية الاجتماعية، فضلاً عن فهم وسائل الإعلام وممارساتها على مستويين هما استجابة سياسية وسيطرة الصناعات الإعلامية، ويتصل كلاهما بسياسة إنتاج محتوى هادف ومتنوع للإعلام يواجه الأفكار المتبلورة لأفراد المجتمع.
من أجل توافر خطاب إعلامي يسهم في تسويق الحضارة العراقية وتأريخها، عبر اندماج هذه الوسائل في نظام اتصال جماهيري متطور داعم للتعبير عن الخصائص الذاتية للمجتمع، وتشكيل صورة التعايش السلمي والتسامح والوئام بين الأديان، لزيادة الانفتاح على العالم والإفادة من تفاعل المعارف الإنسانية.
فصانع القرار والمتابع لتطور الأزمات وما تقدمه وسائل الإعلام من أخبار ومعلومات تنقلها للجمهور والرأي العام الواقع، وعملية النقل قد تتعرض بقصد أو بدون قصد لأغلاط أو لقدر من التشويه، الأمر الذي يؤدي إلى الأخطار والآثار الناتجة عن الأزمة أو الكارثة نتيجة نقل المعلومات بشكل غير دقيق لبداية الشائعة السلبية، وتكمن المشكلة الأولى في تنسيق الموقف المربك وعنصر الزمن والمفاجئة في تغطية الأحداث بصورة منفصلة واستثنائية أكثر من كونها أحداث طبيعية، من شأنها رفع درجة توتر ولا عقلانية الجمهور ومن ثم تجعله أكثر عرضة للاستهواء والوقوع تحت تأثير المعلومات الزائفة والدعاية المضادة وغياب البيئة الداخلية المستقرة، ولاسيما أن دور هذه الوسائل كأداة من أدوات صناعة الصورة السياسية على وفق استراتيجية أداء أدوارها الثقافية من طريق وضعها للأطر وتحديد أولويات القضايا والأحداث عبر وظيفة صناعة خريطة للعالم.
د. محمد وليد صالح
أكاديمي وكاتب عراقي
انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
النفط يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية
طقس العراق.. أمطار رعدية بدءاً من الغد
التخطيط تعلن عن الأسئلة الخاصة بالتعداد السكاني