رعد كريم عزيز
دعوة كريمة واهتمام اعلامي، جعلاني شاهدا على افتتاح مصفى كربلاء، وأنا لست ضليعا بالأرقام ومخرجاتها، والنفط ومشتقاته، ربما أعرف الغاز المجهز للبيوت، والنفط الذي يجعل المدفأة تسطع باللون الاحمر المشع، ولكني اطلعت على مقدار الجهود المبذولة لإنجاز عراقي، في صحراء كربلاء، حيث ينبت المصفى بلمعان معدنه الرصاصي، وسط صحراء برمالها الصفراء، وهو ينفث دخانه الأبيض، معلنا بدء التشغيل التجاري لإنتاج البنزين ومشتقات
أخرى.
وما ادهشني حقا هو الرقم الأخير في قائمة انتاج المصفى (يولد المصفى ذاتيا( 200) ميكاواط، يجهز منها الشبكة الوطنية 60 ميكاواط للتخفيف عن الأحمال، وهي مساهمة لفك الاختناقات في تجهيز الطاقة الكهربائية، هنا نحن أمام انجازين، الأول توليد المصفى للطاقة الكهربائية ذاتيا، اي بشكل مستقل لانجاز اعماله دون الحاجة للاعتماد على الشبكة الوطنية، ولا يكتفي بذلك بل يهدي الشبكة الوطنية 60 ميكاواط، وتحديدا لمحافظة كربلاء.
إننا ازاء تحقيق انجاز مزدوج لوزارة النفط وللشبكة الكهربائية، لأن البنزين المحسن سيتوفر عراقيا، للتقليل من الاستيراد، إضافة إلى الفائض من الطاقة الكهربائية للكهرباء، وهنا يأتي السؤال المهم، ماذا لو انجزت وزارة النفط أكثر من مصفى وبالانتاج التجاري لسد الحاجة المحلية واهداء الكهرباء للشبكة الوطنية؟ أكيد سيكون الاكتفاء الذاتي هو العنوان العريض لكل محافظة من المشتقات النفطية بمواصفات عالية الجودة، وتوفير طاقة كهربائية لا بأس بها للمحافظات.
وهذه الخطوات ستفك الاختناقات كذلك في بغداد، بعد أن تعتمد المحافظات على جزء من حاجتها للكهرباء.
في مشاهدتي هذه لست حالما، أو متمنيا، بل شهدت التشغيل ورأيت المهندس والعامل العراقي، وهم ينهلون من عملية الاستثمار للشركة الكورية، التي ما أن تنهي أعمالها فإن فرصة لآلاف الموظفين العراقيين ستضاف للقائمين على تشغيل المصفى، خاصة أن الشركة ومن ضمن العقد قيامها بعملية التدريب وتأهيل العاملين.
اما عن الاهتمام الاعلامي بطريقة حديثة تليق بالافتتاح فلذلك حديث آخر.