بغداد- واع
عزى الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي، اليوم السبت، في الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد المرجع المؤسس السيد محمد باقر الصدر، فيما أكد أن هذه الجريمة تُشعرنا في كل حين بأهمية اجتثاث جذورها وعقيدتها وأساليبها ورموزها.
وقال المالكي في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع):" تمر علينا اليوم الذكرى الثالثة بعد الأربعين لجريمة العصر التي ارتكبها النظام البعثي البائد، بإعدام المرجع الديني والمفكر الإسلامي المجدد، السيد محمد باقر الصدر، وهي الجريمة التي لا تزال حية فينا، ماثلةً أمام أعيننا، وتُشعرنا في كل حين بأهمية اجتثاث جذور الجريمة وعقيدتها وأساليبها ورموزها، لكي لا يرجع العراق ــ مرة أخرى ــ إلى طاحونة الموت، وأحواض التيزاب والمقابر الجماعية وبرك الدماء، وسحل الجثث، وحبال المشانق المنتشرة في الشوارع, ولا يمكن أن ننسى جرائم الأسلحة الكيمياوية في حلبچة ومئات الآلاف من الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن في الأنفال".
وأضاف، أن" هذا الواقع الأسود الذي عاشه شعبنا العراقي المظلوم طيلة (35) عاماً، كان نتاجاً لعقيدة راسخة، عنوانها القتل الممنهج والإقصاء المخطط له والتهميش العمدي، ولاسيما تجاه أتباع مدرسة آل البيت (عليهم السلام)، ولم يكن هذا الواقع يمثل خلافاً بين السلطة وبين أفرادٍ معارضين أو جماعاتٍ محتجّة، كما يحدث في أغلب دول العالم المتحضر، بل كان مشروعاً ايديولوجوياً معداً سلفاً، لأن البعث انقضّ على الحكم بانقلابه المشؤوم، وهو يتأبّط ملف تطبيق مشروعه المذكور، حتى أنه عندما فتح أبواب المعتقلات وغرف التعذيب، ودوامات الملاحقة والقتل والتهجير، ومحاربة المظاهر الدينية والحوزة العلمية والعلماء؛ لم يكن هناك تحركٌ أو معارضة ضد النظام، بل كان الشعب وقواه الاجتماعية، يعيش حالة الصدمة جراء تعجّل النظام في اتهام كل من يتوقع أنه سيتحول إلى معارض له في يوم ما، أو أنه سيقف بوجه قراراته، فضلاً عن ممارسة العنف الجماعي المبكر بعد (13) يوما فقط من انقلابه المشؤوم".
وتابع، أنه" هكذا سارت القوافل تتلو القوافل إلى غرف التعذيب الذي لا نظير له على مر التاريخ، وإلى ساحات الإعدام الفردي والجماعي، وإلى الصحراء لتعيش التهجير عن الوطن، أو لتشارك في مغامرات الحروب الداخلية والخارجية، وكانت هذه الممارسات تجد وقعها في قلوب المؤمنين وعقولهم، وتضعهم أمام خيار الدفاع عن النفس، ودرء مفاسد النظام، ومحاولات القضاء عليه. وكان الفقيه القائد السيد محمد باقر الصدر في مقدمة المتصدين للنظام وممارساته العدوانية، من منطلق تكليفه الشرعي وواجبه الوطني في دفع هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب؛ فعمل على تفجير الثورة، عبر الفتاوى والتوجيهات والحراك الجماهيري والمدد التنظيمي، ضد الواقع الفاسد والإجرامي المعادي للإسلام والوطن، حتى توّج جهاده الكبير بنيل وسام الشهادة على يد أرذل خلق الله وأكثرهم تعطشاً للدماء".
وأشار إلى، أنه" كان تعذيب السيد الصدر وقتله، وهو أحد أكبر فقهاء الإسلام؛ يمثلان جرأة كبيرة على الله (تعالى) والإسلام، وعلى الإنسان الذي كرّمه الله. وبقتله تخلّص النظام البعثي والقوى الاستكبارية التي تقف وراءه؛ من أهم رمز كان يقف عقبة أمام مشروعه الهادف إلى تغيير هوية العراق الدينية والوطنية والتاريخية".
وتابع:" وإذ نحيي ذكرى استشهاد هذا الرجل القانت إلى الله؛ فإننا نجدد له عهد الولاء، والسير على هدي فكره وسلوكه. نحيي ذكراه الموجعة، وعراقنا الحبيب يعيش مجموعة من الأخطار والتهديدات، التي تمثل الحصاد التراكمي للمخططات الاستكبارية، الغربية والصهيونية والطائفية، ضد بلدنا ومنطقتنا وأمتنا".
وأكمل:" صحيح أننا نعيش اليوم في العراق بحبوحة من الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي، وأن شعبنا بات يستشعر الهدوء النفسي والتحسن المعيشي نسبياً، بعد تشكيل الحكومة الحالية ونجاح كثير من خطوات العمل، سواء على مستوى الحكومة أو مجلس النواب أو السلطة القضائية، وهو نجاح يمكن له التطور والاستمرار، لكن بعض القوى الداخلية والخارجية لن يروق لها هذا الاستقرار والهدوء، ونقدِّر أنها تخطط لإعادة العراق وشعبه إلى دوامة الفوضى السياسية والاجتماعية، وإعادة السلاح المنفلت وأعمال العنف والتخريب إلى الشارع وفي مواجهة مؤسسات الدولة".
واردف: "ولذلك؛ نحث سلطات الدولة، ولاسيما السلطة التنفيذية، إلى بذل أقصى قدراتها ومساعيها للاستمرار في العمل على القيام بواجباتها تجاه الوطن والمواطن، لتكون جديرة بتسمية (حكومة الخدمة) التي أطلقناها عليها عند تشكيلها، وليكون الشعب هو المدافع عن دولته وحكومته، فيما لو تلمّس حجم الإنجازات ونوعيتها، إضافة إلى سد ذرائع دعاة الفوضى، الذين يستغلون بعض نقاط الضعف لتحشيد الناس ضد العملية السياسية والدولة والحكومة. ولطالما قلنا، ونكرر الآن؛ بأننا سنستمر في دعم الحكومة الحالية ونقف إلى جانبها، بقدر وقوفها إلى جانب الشعب، وعملها على خدمته ورفاهه، وحين نرى أي تقصير منها؛ فإننا سنلفت نظرها، ثم نحاسبها بالطرق القانونية".
واختتم قوله:" نجدد أواصر الارتباط بفكر الصدر المؤسس وسلوكه، ونعاهده على التمسك بأصالة حزبه المجاهد، حزب الدعوة الإسلامية، ووحدة صفوفه، وتكريس تأثيره في الواقع".