عنوان المدينة.. وشارع ينطق

مقالات
  • 3-04-2023, 07:43
+A -A

  طالب سعدون  

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
مدخل اية مدينة في العالم هو (عنوانها)، ولذلك وتسعى الدول، خاصة المتطورة، إلى أن تكون مداخل المدن بأبهى صورة، وأجمل حلّة، في الطرق وتأثيثها، والإنارة والتشجير، لتعطي صورة معبرة عن الداخل..
وهو ما أتمناه لبغداد عنوان الحضارة والتقدم والخير وانتباه الحكومة إلى هذا الموضوع بعد سنوات طويلة من كتابتي كثيرا عنه، لأنها ترى بأنه أصبح لا يطاق بسبب الاهمال والتلكؤ في تنفيذ مشاريع مداخل بغداد واظهارها بالظهر اللائق امام المواطن والزائر..
 الشارع ينطق أيضا وله لسان.. ووضع الشارع يعكس حالة البلاد وكفاءة المسؤول معا.. الشارع مدرسة مفتوحة يتعلم منها الجميع، بما فيهم المسؤولون.
 والمسؤول الناجح هو من يجعل الشارع مكتبه العام واختصاصه العام أيضا، فيكون دائم المتابعة والتعلم منه، يعرف حاجته وتطلعاته، لكي يظهر بالمستوى المناسب...
فالشارع إستطلاع دائم على الهواء للحالة السياسية في أي بلاد في الدنيا، ودرس تطبيقي في فن القيادة الناجحة، وكتاب مفتوح مكتوب بكل اللغات عن وضع البلاد، ليس بحاجة إلى مترجم..
الشارع (فولد اعلامي) طبيعي يشمل البلاد كلها، يجده الزائر أمامه أينما حل فيها، يعكس حالها بدقة 
عالية.
وهيبة الدولة التي تتردد كثيرا على لسان المسؤولين، تظهر على طبيعتها بدون رتوش في الشارع، في المرور والنظافة واحترام الشارع وتطبيق القانون والنظام وفي دقة الالتزام...
ونظافة الشارع حالة تجلب الانتباه وتؤشر لمدى التقدم في اي بلاد في هذه الدنيا ومما اثار انتباهي ان رئيس وزراء دولة عربية – ليست بأحسن حال منا في وضعها المادي - لفت انتباهه في زيارته لإحدى الدول الاجنبية حالة النظافة التي تعاني منها دولته، ولذلك وجه المعنيين في بلاده حال عودته بدراسة تجربة تلك الدولة المضيفة في مجال التخلص من القمامة، والاستفادة من خبرتها، ليس في التخلص منها فقط، وإنما في تدويرها، وليس تركها في الاحياء والشوارع العامة تكبر وترتفع (لتشكل مرتفعات وجبالا)، ومعالم جديدة في المدن تلفت الانتباه كما حال بلادنا مع هذه المشكلة الكبيرة..
هذه هي مسؤولية الدولة والقائمين عليها، تبدأ من الشارع.. في رفع القمامة والنظافة والمجاري، وتتدرج صعودا إلى الدبلوماسية ومهمة السيادة والدفاع التي تتطلب تضحيات جسام تصل إلى حد الاستشهاد …
النظافة صنو النظام، وسر الجمال، وعنوان الذوق والتحضر، تعكس هيبة الشارع، واحترام الاخرين له، وعدم الاعتداء على حرمته لكي يحافظ على جماله، وليس أن يتحول إلى سوق مفتوحة، أو مكب لرمي 
النفايات..