بغداد – واع – نصار الحاج
بتركيزها على ملفاتٍ حساسة على مساس مباشر بملفات الاقتصاد والمياه، نجحت زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى تركيا في تحقيق ما هو مطلوب ومُنتظر وغير مسبوق، عبر تحقيق منجزين مهمين الأول هو الاتفاق على (إعلان أنقرة) لإنشاء طريق التنمية والمعروف بالقناة الجافة والذي من شأنه تحويل العراق إلى ممر للتجارة الدولية ما يوفر مكاسب اقتصادية كبيرة ويعزز دور بغداد المحوري بالمنطقة، وكذلك مضاعفة إطلاقات نهر دجلة لتأمين خزين مائي كافٍ لفصل الصيف.
سياسيون وأكاديميون اعتبروا إدارة الحكومة للعلاقات الخارجية والتي تتعزز يوماً بعد آخر بمنجز جديد تأكيداً على نجاحها بتفعيل دور العراق المحوري واستثماره بتحقيق مكاسب على مختلف الصعد والتي لم تتوقف عن حدود مأ أنجز في تركيا بل تعدته قبل فترة قريبة لنجاح دبلوماسي للوساطة العراقية توج المفاوضات بين السعودية وإيران بإعادة العلاقات بين البلدين.
سياسيون: الإرادة العراقية الواضحة نجحت بنيل الحقوق المائية
النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف قالت لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "زيارة الرئيس إلى تركيا تختلف عن سابقاتها حيث بحثت ملفات مهمة جدا وهذه المرة كانت بإرادة عراقية واضحة وصادقة جاءت بنتائج طيبة وغير مسبوقة على مستوى الحصص المائية والتي تحكمها القوانين الدولية وفيها وضع الوفد العراقي النقاط على الحروف عبر الإلزام بالقانون الدولي والاتفاقات الثنائية الضامنة للحصص المائية بين دول المنبع والمصب لينجح العراق بنيل الحقوق المائية".
وأضافت، أن "رئيس الوزراء فتح ملفا مهما خلال الزيارة وهو الملف الأمني وأكد رفض العراق لتواجد حزب العمال على أراضيه وشدد على رفض الحكومة اي تواجد او نشاط عسكري ضد دول المنطقة"، مشيرة الى ان "هذا الملف خطير ومهم".
وتابعت أن "هناك موضوعا مهما آخر تناوله رئيس الوزراء خلال الزيارة هو الاتفاقات المتعلقة باسترداد الفاسدين وذلك يعد تطورا نوعيا في هذه المرحلة".
فيما أكد القيادي في ائتلاف النصر أحمد الوندي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "ملف العلاقات الخارجية مهم في مقياس نجاح إدارة الحكومة من عدمها، خاصة ان ملف العلاقات الإقليمية يتمتع بديناميكية خاصة، تؤثر على مسارات السياسة الداخلية وتحديد نوع السياسة الخارجية".
وأضاف، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نجح بإدارة هذا الملف"، مشيرا الى ان "منطلق السياسة الخارجية العراقية هي التوازن وعدم الانحياز الى سياسة محورية وهذا ما استطعنا تحقيقه في عهد الحكومة الجديدة بعد فترة من العزلة".
وذكر أن "لدى العراق ميزان تجاري ضخم مع الجمهورية التركية، ورئيس مجلس الوزراء يعي أهمية الملف الاقتصادي في التفاوض مع الجانب التركي"، مشيرا الى ان "النتائج التي ترتبت بعد زيارته يجب أن تتابع وان تبقى ضمن فضاء التفاوض لحين تحقيقها"
وتابع أن "العراق مقبل على لعب دور محوري في إطار تحديد ملامح المنطقة بالمرحلة القادمة"، لافتا الى "أننا نشد على أيدي الحكومة في السعي الى عراق قوي ومقتدر".
محللون وأكاديميون: ورقة الاقتصاد نجحت بإيجاد مرونة تركية أمام المطالب العراقية
بدوره أكد المحلل السياسي حيدر البرزنجي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "من ضمن النتائج المتحققة لزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، هي الإطلاقات المائية والاتفاق على مجموعة محاضر منها الأمنية إضافة الى التبادل التجاري وتعزيز دور الشركات العاملة في العراق وفتح آفاق اقتصادية مقابل ان يتم إيقاف الاعتداءات المتكررة.
وأضاف، أن "هذه المنجزات لم تتحقق في الحكومات السابقة وهناك جدية وفاعلية لدى الحكومة الحالية في التحركات الدبلوماسية إدارة الملفين الاقتصادي والأمني".
وأشار الى أن "السياسة براغماتية وهذا ما صرح به الرئيس التركي في المؤتمر الصحفي، كونه تيقن ان حكومة محمد شياع السوداني تمتلك قدرة وقوة على إدارة ملف العلاقات الثنائية الذي لم يدار سابقا بطريقة صحيحة"، لافتا الى ان "نتائج الزيارة على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الأمني والمائي لم تتحقق سابقا".
فيما أشار المحلل غالب الدعمي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الدولة الناجحة هي التي تمد علاقات طيبة متوازنة مع باقي دول العالم، وتغلب مصلحة شعبها ودولتها على المصالح الفئوية، فلا عداوات بل مصالح دائمة تثبت حقيقة في المجتمع الدولي "، مشددا على ان "مصلحتنا مهمة".
وأكد أن "من أهم نتائج زيارة رئيس الوزراء الى تركيا زياد إطلاقات المياه وفي حال نجح العراق في تحييد حركة حزب العمال، فإن تركيا ستنفتح كثيرا على العراق في مجالات واسعة".
وذكر أن "ما نحتاجه من تركيا هو ممران للنفط والغاز العراقي ومنح حصة عادلة من المياه"، لافتاً إلى "أهمية تحسين علاقات العراق مع دول الجوار لتنعكس إيجابياً لصالح الشعب العراقي".
الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي الأكاديمي محمد الجزائري بين لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى أنقرة كانت تحمل في طياتها الكثير من الملفات العالقة بين الطرفين، وبعض المشاكل والأمور التي بدأت تتفاقم مثل ملفي المياه والاقتصاد"، موضحا أن "رئيس الوزراء حصل على بعض الامتيازات في هذه الزيارة منها زيادة الإطلاقات المائية في نهر دجلة وكذلك الاتفاقيات الاقتصادية والتفاهم العالي".
ولفت الى أن "العراق بدأ اليوم باستخدام الملف الاقتصادي والتجاري مع تركيا من أجل الحصول على بعض المكتسبات، حيث إن التجاوب التركي الآن هو بداية نهاية لهذه الأزمة"، موضحا أن "الملف الاقتصادي مؤثر على الجانب التركي ومشروع طريق التنمية جعله أكثر مرونة مع مطالب العراقي".
وأكد أنه "كذلك بحسب آراء الجيولوجيين فإن خزن المياه في تركيا على المستويات الحالية سيضغط على القشرة الأرضية خصوصا ان صفيحة الأناضول تتعرض إلى هزات وأزمات، فبالتالي ان الموافقة على إطلاق المياه تأتي مع متطلبات العراق ومع الرغبة والمصلحة الاقتصادية التركية".
واختتم رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، زيارته الرسمية إلى تركيا، مؤكدا الاتفاق مع أنقرة على تشكيل لجان عراقية - تركية لتأمين حصص عادلة للمياه، ومعتبراً كذلك أن مشروع طريق التنمية من أهم ثمراتها ووصفه بالمشروع الحيوي للعالم بأسره.
وأكد رئيس الوزراء أمس الثلاثاء، أن مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) بين العراق وتركيا سيربط الشرق بالغرب.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الزيارة شهدت مباحثات مثمرة وبناءة وحديث مسؤول وجاد مع الرئيس أردوغان، ركز على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة وخاصة المجال الاقتصادي ووضعنا أساس تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران في هذا المجال الاقتصادي بالشكل الذي ينعكس على مجمل العلاقات السياسية والاجتماعية والأمنية بين البلدان".
وذكر، أن" الزيارة شهدت الاتفاق على مشروع طريق التنمية والقناة الجافة والذي سيكون ممراً عالميا لنقل البضائع والطاقة، وهذا المشروع كان محط بحث مستمر بين العراق وتركيا على مختلف المستويات، وسيكون هناك خط للسكك الحديدية ينقل البضائع، في المرحلة الأولى بسعة 3.5 مليون طن، لنصل في المرحلة الثانية إلى 7.5 مليون طن".
وأضاف، أن "طريق التنمية (القناة الجافة) سيشتمل على النقل البري وخطوط نقل الطاقة، فضلاً عن ميناء الفاو، والمدينة الصناعية التي ستكون من أضخم المدن في الشرق الأوسط، والمكونات الصناعية في مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) ستولد فرص عمل هائلة للعراق ودول المنطقة، بما فيها فرص للصناعات ورجال الأعمال، وتكون مركز استقطاب للتجارة العالمية".
وأثنى رئيس الوزراء على تجاوب الرئيس التركي في معالجة مشكلة شحة المياه بتوجيهه بزيادة إطلاقات نهر دجلة.