اليوم العربي للبيئة.. تحديات متنامية تتطلب مساهمة فاعلة من الشعوب

دولي
  • 14-10-2022, 12:53
+A -A


 

بغداد – واع – حسام محمد علي

يمثل تاريخ 14 تشرين الأول/أكتوبر من العام 1986، حدثاً مهما على المستوى العربي، إذ اجتمع مجلس جامعة الدول العربية في العاصمة التونسية، وأصدر قراره حينها بتأسيس مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة

 

ونظراً لأهمية هذا القرار الذي دشن حراكاً عملياً وموضوعيا جعل العالم العربي جنباً إلى جنب مع باقي الدول العالمية الأخرى، في مواجهة المشاكل البيئية التي تهدد كوكب الأرض، تم اعتبار تاريخ 14 أكتوبر/ تشرين الأول، يوماً عربياً للبيئة.

 

ويهدف اليوم العربي للبيئة (Arab Environment Day) إلى التوعية بالتحديات والمشكلات البيئية التي يواجهها العالم العربي، وتكثيف جهود التعاون العربي بكل ما يخص مجالات البيئة ، وذلك لإيجاد حلول حقيقية للمشاكل البيئية التي تأخذ بالازدياد المستمر على المستوى العالمي يوماً بعد يوم.

 

وتواجه الدول العربية العديد من المشاكل البيئية من أهمها:

 

التصحر والجفاف

يعاني الوطن العربي بشدة من التصحر بسبب وقوعه ضمن النطاق الصحراوي وشبه الصحراوي، ففي دولة الكويت مثلا، تصل نسبة الأراضي الصحراوية والقاحلة إلى حوالي 90% من مساحة الدولة. 

 

تؤدي المشاكل البيئية بكل أشكالها وأسبابها إلى تقلص المساحات الخضراء، وظهور مشكلة التصحر بوضوح، بالإضافة إلى ارتفاع شدة الجفاف، وحرائق الغابات وزحف الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية.

 

وتسهم الأسباب البشرية بشكل كبير في تفاقم مشكلة التصحر، منها: النمو السكاني والممارسات البيئية الخاطئة من الرعي الجائر وازالة الغابات وأنشطة التعدين وتحويل المجاري المائية وردم أو تجفيف المسطحات المائية، وغير ذلك.

 

تلوث المصادر المائية 

يُعد تلوث المصادر المائية واحداً من أخطر المشكلات البيئية، ومن أسباب حدوثه الإستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات الحشرية التي تؤثر على هذه المصادر سلباً، إضافة إلى توجيه مجاري المياه العادمة والنفايات الضارة الكيميائية في المدن الكبيرة، نحو المصادر الطبيعية للمياه مثل الأنهار، مما يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة القاتلة، التي تهدد شعوباً كاملة بخطر الموت أو المجاعات.

 

وتشكل المسطحات المائية الكبيرة مثل المحيطات والبحار، العديد من سواحل دولنا العربية. ويوماً بعد يوم، يزداد مستوى التلوث بنِسَبٍ غير مسبوقة جراء المخلفات الصناعية والكيماوية والغذائية التي تلقي بها المصانع في هذه المسطحات.

 

 

التلوث الحراري وتحمض المحيطات

 

وتنتج مشكلة التلوث الحراري عن ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة الخاصة بالمسطحات المائية، وهذا يتسبب في تغير مستوى الأكسجين، كما تحدث الحرارة ضررا بالكائنات البحرية مما يؤدي إلى اضطراب الأنظمة البيئية. 

 

 أما تحميض المحيطات فينتج عن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه المحيطات، وهذا من شأنه أن يزيد من حموضة المحيطات ويؤدي إلى إحداث ضرر بالعوالق والمحار ويتسبب في حدوث هشاشة في صدفاتها.

 

تلوث التربة

يحدث تلوث التربة بسبب تراكم بعض المواد، مثل: المركبات السّامة، والأملاح، والمواد الكيميائيّة، والمواد المشعّة، وجميع العوامل المسببة للأمراض في التربة، ويعود السبب في وجود مثل هذه الملوّثات في التربة إلى الأنشطة البشرية، إلّا أنّها يُمكن أن تتكون بشكل طبيعي، مثل تراكم العناصر المعدنية في التربة بتراكيز أكبر عن الحد المسموح به، ويُعدّ تلوث التربة سبباً في حدوث اضطرابات ضخمة في التوازن البيئي، مما يعرض صحة الكائنات الحية جميعها للخطر، ابتداء من المخاطر الصحية نتيجة استخدام الأراضي المليئة بالملوثات، أو شرب المياه الملوثة الموجودة في المنطقة، إلى تأثيره على نمو المحاصيل في التربة الملوثة، وامتصاص النباتات للمواد الكيميائية السامة من التربة، مما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحيّة لمستهلكيها.

 

كما يؤدي تلوث التربة إلى زيادة ملوحتها وجفافها، مما يدمر خصوبتها لتصبح الأرض غير صالحة للزراعة، ويؤدي إلى وقتل الكائنات الحية المفيدة التي تعيش فيها، بل قد يصل تأثر التلوث إلى الكائنات المفترسة كالطيور التي ستغيّر مكان عيشها للحصول على طعامها.

 

 

نقص التنوع واختلال التوازن البيئي

 

تتعرض بعض الكائنات الحية لخطر الانقراض وبعضها انقرض بالفعل ما تسبب في نقص التنوع الحيوي، والذي أحدث خللا في النظم البيئية، يحدث ذلك بشكل أساسي بسبب التدهور الحادث للأراضي والصيد الجائر، ووجود أنواع دخيلة على النظام البيئي.

 

كما يعتبر اختلال التوازن البيئي مشكلة من المشكلات الدولية التي تمثل عائقا بالنسبة لدول العالم وبالأخص الدول الصناعية، حيث تسببت التغيرات الصناعية فيها والتوسع في الصناعات الكيماوية والذرية وغيرها من الصناعات، بالأضرار بالنظم البيئية وإحداث خلل في توازنها.

 

مصادر الطاقة

تعتمد المصانع والمؤسسات الكبيرة، وحتى المجتمعات والأفراد على استهلاك المصادر التقليدية من الطاقة وحرق المزيد من الوقود الأحفوري، الأمر الذي يخلف غازات سامة وقاتلة في الجو، تساهم بارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل ملحوظ، ويزيد من مشاكل الاحتباس الحراري وزيادة حرارة الأرض في العالم كله، ما يهدد بكوارث أخرى.

 

 

الاحتباس الحراري وتغير المناخ

تعد المنطقة العربية من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر الشديدة إلى ندرة المياه والجفاف الذي يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن الغذائي والمائي، حيث تواجه العديد من الدول العربية فترات نقص حاد في المياه خلال أشهر الصيف وبعضها لديه ساعات قليلة من إمدادات المياه خلال النهار. 

 

 

نقص الوعي البيئي وزيادة النزعة الاستهلاكية

أدى نقص الوعي البيئي إلى استغلال البيئة وإلحاق الضرر بها، ويتراوح ذلك من أنشطة الصيد غير القانونية، والتلوث البلاستيكي في الموائل الساحلية، وحرائق الغابات التي يسببها الإنسان، وآبار المياه الجوفية غير القانونية إلى التوسع الحضري غير المنظم، كما يؤدي التلوث وسوء إدارة الموارد وزيادة النزعة الاسنهلاكية إلى زيادة الضغط على الموارد المتاحة وخدمات النظام البيئي التي يمكن الاستفادة منها.

 

ما المطلوب منا لخلق المساهمة الفاعلة؟

 

إذا كنت تهتم بالبيئة المحيطة بك وتسعي إلى تحقيق التوازن بها من أجل مستقبل صحي ونقي لك ولعائلتك، إليك بعض الأفكار المبسطة التي يمكنك القيام بها ليكون لك دور فعال في اليوم العربي للبيئة.. ومنها:

 

الاهتمام بالمساحة الخضراء التي أمام منزلك أو في المنطقة المحيطة ببيتك بوجه عام

 

تجنب الفوضى وإلقاء القمامة والمخلفات في غير الأماكن المخصصة لها

 

تعلم كيف تشتري ومتي تشتري ومن أين تشتري، فهناك منتجات مجهولة المصدر ومضرة جداً للبيئة

 

توعية أسرتك بأهمية البيئة وكيفية البعد عن العادات الخاطئة مثل حرق القمامة، وبالتالي تأهيل أجيال واعدة لها اهتمامات خاصة بالبيئة المحيطة بها

 

تجنب استخدام الاكياس البلاستيكية عند التسوق أو لحفظ الأطعمة والمأكولات في البيت

 

اتباع روتين صحي من خلال الترشيد في استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية وعادات الاستهلاك الخاطئة

 

من الجيد أن يكون لك دور فعال في رفع مستوي الوعي بأهمية البيئة، فقط ابدأ بأهل بيتك وأصدقائك وزملائك في العمل وقوموا بتغيير طريقة التفكير مع اتخاذ خطوات إيجابية نحو حياة أكثر استدامة.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام