بغداد ـ واع
يواصل الإعلام العربي والدولي اهتمامه الكبير بالشأن العراقي، على مختلف الصعد، إذ حظيت بطولة كأس الخليج لكرة القدم بنسختها الـ25 في البصرة العراقية، باهتمام واسع النطاق في المشهد الإعلامي العربي.
أشادت وسائل الإعلام العربية والدولية بحفل افتتاح "خليجي 25"، وركزت وسائل الإعلام خاصة الخليجية والمصرية على تفاصيل الحفل وتصريحات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي افتتح البطولة بمشاركة رئيس الفيفا وعدد من كبار المسؤولين الخليجيين، مع اهتمام ملحوظ من قبل الإعلام العربي في نقل تفاصيل الفعاليات المحيطة بالمسابقة.
خليجي 25
انصب التركيز الأساسي للإعلام العربي على نتائج مباراة الافتتاح بين العراق وعُمان التي حسمت بالتعادل بين الفريقين، إضافة إلى مباراة اليمن والسعودية والتي انتهت بفوز المنتخب السعودي بهدفين مقابل لا شيء.
أشاد الإعلام العربي والدولي بالاحتفاء غير المسبوق في العراق بالمنتخبات المشاركة في بطولة كأس الخليج بنسختها الـ25.
التركيز على الشق الرياضي لانطلاق خليجي 25، لم يمنع وسائل الإعلام العربية من تناول جوانب أخرى تدخل ضمن الفعاليات الأوسع للمسابقة، إذ حرصت وسائل الإعلام العربي على الإشارة إلى تأكيدات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، من أن بطولة خليجي 25 "تأتي تتويجاً لجهود العراقيين في التعاون والمحبة والتآخي"، مع الإشارة إلى تغريدة له على موقع تويتر بهذا الشأن.
فيما حرصت صحف عربية على الإشارة إلى تهنئة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، للرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، بانطلاق البطولة.
أما صحيفة الشرق الأوسط السعودية، فقد اعتبرت أن استضافة العراق لخليجي 25، تعني أن العراق يتطلع للانتقال إلى مرحلة جديدة في علاقاته مع دول الجوار، وفي تقرير للصحيفة بعنوان (العراق يعود إلى حضنه العربي من "بطولة الخليج") جاء فيه أنه "ورغم أن البطولة رياضية، فإنه بالإضافة إلى البعد الرياضي في هذه البطولة فطموحات العراق من خلالها الانتقال إلى مرحلة جديدة، سواء في علاقاته السياسية مع كل دول الخليج، أو على صعيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، ولاسيما مع بدء العراق، خلال السنوات الأخيرة، تنمية علاقاته مع عدد من دول الخليج العربي؛ وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من خلال تشكيل مجلس التنسيق العراقي السعودي والاتفاق على إبرام عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، فضلاً عن الربط الكهربائي بين البلدين."
صحيفة الاهرام المصرية، ركزت على موضوع انسحاب الوفد الكويتي من حفل افتتاح البطولة بسبب ما أرجعته الصحيفة نقلاً عن نظيرتها الكويتية القبس، إلى وقوع فوضى أمنية، حيث كان الوفد الكويتي آخر الوفود التي وصلت إلى ملعب البصرة حسب ترتيبات اللجنة المنظمة، وأثناء دخول الوفد إلى الملعب وقعت فوضى أمنية فيما دخلت أطراف غير مدعوة إلى حفل الافتتاح، وتحديداً في أماكن كبار الشخصيات، وقد اقترح وزير الرياضة العراقي أحمد المبرقع الذي كان يرافق الوفد الكويتي أن يغادر الوفد الملعب.
تصريحات رئيس اتحاد الكرة الإماراتي الشيخ راشد حميد النعيمي، بأن عودة كأس الخليج إلى العراق تؤكد وقفة دول الخليج مع بغداد ودعمها لإعادته للخارطة العالمية، وأن استضافة مدينة البصرة للبطولة سيساعد على رفع الحظر على العراق، كانت محل إشارة في عدد من وسائل الإعلام العربية المتخصصة في الشأن الرياضي.
صحيفة الاتحاد الإمارتية وفي القسم الرياضي منها، نشرت مقالاً بعنوان "العراق في قلب الإمارات"، أشاد بالعلاقات الأخوية المميزة بين البلدين وما تتمتع به من خصوصية وارتباط وثيق ممتد لعقود.
بينما حرصت جريدة الراية القطرية، على نشر تصريحات سفير دولة قطر لدى العراق السفير خالد بن حمد السليطي، الذي قال: "إن البطولة تشهد أجواء إيجابية وتنظيماً عالياً على جميع المستويات، بداية من استقبال الوفود المشاركة، وتهيئة جميع الأمور اللوجستية والملاعب الجيدة. وأشار إلى أن دولة قطر داعمة للبطولة منذ أن تقرر إقامتها في مدينة البصرة العراقية، وحرصت على المشاركة بأعلى المستويات، مشدداً على أن دولة قطر تدعم جميع الخطوات التي تسهم بمساعدة الشعب العراقي في مختلف المجالات ومنها الرياضية."
أشادت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق (يونامي) باستضافة العراق للبطولة، وأن ذلك يؤكد "قدرة العراق على احتضان المنافسات السلمية"، وقد حظيت إشادة الأمم المتحدة بانطلاق بطولة خليجي 25 باهتمام ملحوظ في مجموعة من وسائل الإعلام ومن بينها وسائل إعلام خليجية.
الشأن السياسي
واصلت بعض الوسائل الإعلامية بحث موضوع الوساطة العراقية بين مصر وإيران، وأشار بعض الخبراء إلى توقعهم بنجاح العراق في ترتيب لقاء دبلوماسي بين مصر وإيران في العاصمة العراقية.
صحيفة صدى البلد المصرية نشرت مقالاً بعنوان "العراق-إيران-أمريكا" يتضمن تحذيراً من سياسيين عراقيين من مغبة المضي قدماً في تفعيل السلطة القضائية العراقية مذكرة توقيف بحق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لدوره في إصدار أوامر لاغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.
ذات القضية كانت محل اهتمام في ميدل إيست أونلاين، التي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يكون سعيداً بقرار القضاء العراقي رغم خلافاته مع ترامب، لأن القرار سيمثل إهانة للولايات المتحدة، كما استند التقرير إلى تحذيرات لسياسيين عراقيين من تبعات القرار على مصالح الدولة العراقية قبل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي لواشنطن.
الإعلام الدولي والعربي وقضايا العراق
شارك الإعلام الدولي نظيره العربي في الاهتمام بالشأن العراقي، وقد تنوعت الموضوعات التي تم تناولها وكان أبرزها: قرار القضاء العراقي بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
صحيفة الشرق الأوسط النسخة الإنجليزية، أشارت إلى ما وصفته بهجوم لاذع من قبل رئيس الوزراء العراقي على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك خلال حفل تأبين بذكرى اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.
أما صحيفة الواشنطن بوست، فقد تناولت الشأن العراقي من جانبين:
الأول: يتعلق بانهيار مبنى قيد الإنشاء في الموصل ما أسفر عن مقتل 3 وإصابة 9 بجروح.
أما الثاني: يتعلق بانطلاق بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي تستضيفها مدينة البصرة، وقد اعتبرت الصحيفة أن انطلاق فعاليات خليجي 25 يمثل لحظة نادرة من السعادة والتفاؤل للعراقيين، وأنها فترة راحة من كل أعمال العنف والأزمات السياسية والاقتصادية، وأن المسابقة يمكن أن تتضمن "آمال في تحقيق مكاسب اقتصادية غير متوقعة".
موقع الجزيرة الإنجليزي، ركز على انطلاق فعاليات خليجي 25 في البصرة، وكيف يمكن لتلك المسابقة أن تمثل فرصة للعراق للتخلص من الصورة السلبية التي غالباً ما ارتبطت به نتيجة سنوات من الحرب والاضطرابات الأهلية.
وكان للإعلام العربي، أيضاً الاهتمام بالشأن العراقي، إذ كانت قضية شح المياه في العراق موضوعاً للبحث في موقع العربي الجديد، وتحت عنوان "العراق يناقش ملف المياه في مؤتمر إقليمي بإيران"، أشار الموقع إلى عزم العراق مناقشة ملف قطع إيران روافد المياه الواصلة إليه والذي يتسبب له في أزمة جفاف غير مسبوقة منذ سنوات عدة وذلك خلال مشاركته في مؤتمر إقليمي للمياه سيعقد في إيران.
العربية الحدث، تناولت في تقرير لها ما وصفته بظاهرة انتشار العشرات وربما المئات من مراكز التجميل في العراق مؤخراً، وادعت أنه يقف خلفها سياسيون كبار ومليشيات مسلحة بهدف غسل الأموال، وأن جهات نافذة تؤمن الحماية لتلك المراكز للاتجار بالبشر وغسل الأموال.
وجاء في التقرير: "وبينت المصادر أن المئات من عمليات التجميل التي فشلت وشوهت أجساد بعض الزبائن، كانت بسبب عدم امتلاك كوادر تلك المراكز أي خبرات علمية ولا عملية".
وأضافت المصادر، أن "وزارة الصحة تعجز عن محاسبة بعض المراكز بسبب النفوذ الكبير الذي يتمتع به أصحابها".
وبينت المصادر أن "هذه المراكز تحولت أيضاً إلى أماكن للاتجار بالبشر".
واصلت وسائل الإعلام العربية مناقشة قرار وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري، بتشكيل لجنة تحقيق عليا بحق إحدى المعلمات ومحاسبتها على سلوكيات لا تتلاءم مع القيم التربوية.
الأوضاع الأمنية
رغم هيمنة انطلاق كأس الخليج لكرة القدم في مدينة البصرة على مساحة رحبة من الإعلام العربي، إلا أن ذلك لم يمنع وسائل الإعلام من تركيز الأضواء على الأحداث الأخرى في العراق.
توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، برفع السيطرة عن جسر الجادرية وسيطرات أخرى بقطاع الدورة وسط وجنوب بغداد، كانت محل اهتمام من قبل وسائل الإعلام.
فيما نشرت وسائل إعلام لبنانية خبراً نقلاً عن الشرطة العراقية، يؤكد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 9 بجروح جراء انهيار مبنى قيد الإنشاء في مدينة الموصل.
وكان الجانب الأمني في العراق ومتابعة الإعلام العربي له، واضحاً في عناوين بعض وسائل الإعلام العربية التي أشارت إلى القبض على 6 إرهابيين في العراق من تنظيم داعش في صلاح الدين وكركوك والأنبار، وأن عملية القبض جاءت بفضل معلومات استخباراتية.
الجانب الأمني كان بارزاً أيضاً في تعامل قناة "أخبار الآن" مع هذا الملف، إذ بثت تقريراً تلفزيونياً اتبعته بحوار امتد لقرابة نصف ساعة عن قطع الأجهزة الأمنية العراقية الامدادات عن تنظيم داعش الإرهابي واستهداف قيادته لتضيق قدرة التنظيم على مواصلة عملياته الإرهابية في العراق وسوريا .
وناقشت بعض وسائل الإعلام العربي احتفال العراق بالذكرى السنوية الثانية بعد المائة على تأسيس الجيش العراقي.
النزاعات العشائرية وما تمثله من تحدّ أمني في وسط وجنوب العراق، كان مثار تعليق في موقع العربي الجديد الذي اعتبر أن هذا الملف يتصدر أبرز اهتمامات رئيس الوزراء العراقي الجديد إلى جانب ملف الخدمات.
الشأن الاقتصادي
نشر موقع "سبوتنيك" الروسي تقريراً عن أداء الاقتصاد العراقي، وقد أعيد نشره في عدد من المواقع العربية بعنوان "تناقضات كبرى في العراق ... كيف يهدد تدهور الأوضاع المعيشية بالانفجار رغم عائدات النفط الضخمة".
يشير التقرير إلى أنه "رغم وصول إيرادات النفط العراقية في العام 2022 إلى مستويات غير مسبوقة، وتحقيق معدل نمو قارب 10 بالمئة، لا يزال الفساد المالي والإداري والفقر وحالات الانتحار والتهديدات الأمنية، سمة غالبة في البلاد".
موقع سكاي نيوز، اهتم أيضا بالشأن الاقتصادي في العراق، وذلك عبر نشر تقرير تلفزيوني عن خلق أكثر من 280 ألف وظيفة جديدة في القطاع الحكومي في العراق، لكن التقرير اعتبر أن التعيينات الوظيفية الجديدة التي أطلقتها الحكومة العراقية داخل القطاع الحكومي تشكل ضغطاً جديداً على الموازنة العامة.
مشكلة الكهرباء في العراق تناولتها وسائل إعلام اقتصادية، وأفادت بأن قطاع الكهرباء في العراق يترقب تنفيذ خطة من 3 مراحل لحل أزمة الانقطاعات المتكررة في البلاد، والتي تعد واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الحكومات المتعاقبة.
سماح العراق للشاحنات السورية بالدخول إلى أراضيه مجدداً بعد عدة اتفاقيات بين وزارة النقل السورية والجانب العراقي وتأثير تلك الخطوة على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كان محل اهتمام في وسائل إعلام عربية.