بغداد - واع
تواصل وسائل الإعلام العربية والأجنبية، اهتمامها الكبير والمتزايد بالتطورات السياسية والأمنية وغيرها مما يشهدها البلد، ونشاط الحكومة العراقية برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، على المستويين الداخلي والخارجي، لاسيما على مستوى العلاقات الخارجية والزيارات المتبادلة لقادة وزعماء الدول العربية والأجنبية.
زيارة رئيسة وزراء إيطاليا
حظيت زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وجولة المباحثات التي عقدتها مع السوداني، بالقسط الأكبر من اهتمام الإعلام العربي والدولي بالشأن العراقي وبتطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
الإعلام العربي والدولي، ركز في الجزء الأكبر من تناوله لزيارة ميلوني إلى العراق، على تحليل أبعادها وأهدافها وطبيعة النتائج التي يمكن أن تسفر عنها.
حرصت مجموعة من القنوات الفضائية العربية من بينها (قناة سكاي نيوز) بنقل مباشر للمؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ونظيرته الإيطالية، بينما كان الخبر حاضراً في جميع النشرات الإخبارية في الفضائيات العربية مثل (الجزيرة، العربية، بي بي سي عربي، الحرة وغيرها من قنوات التلفاز المحلية).
الملاحظ، أن وسائل الاعلام العربية حرصت على استضافة العديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين للتعليق على أبعاد الزيارة وأهدافها، وكانت التحليلات إيجابية لصالح الأداء الحكومي العراقي، مع إشادة بالتوجهات الراهنة للسياسة الخارجية لحكومة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
بينما ركز جزء من الإعلام العربي عند تغطية الخبر، على إبراز حرص رئيس مجلس الوزراء على تأكيد قوة وتميز العلاقات الثنائية بين البلدين واستعداد بلاده لتعزيز التعاون مع إيطاليا في المجالات كافة.
من بين النقاط التي كانت حاضرة في تغطية وسائل الإعلام العربية والدولية للزيارة، هي الدور الإيجابي لإيطاليا في الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية، وفقا لتأكيدات رئيس مجلس الوزراء، وفي هذا الإطار ناقشت قناة سكاي نيوز الإماراتية المشاركة الإيطالية ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش، واستضافت المتحدث السابق باسم التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا، مايلز كاغينز، والتركيز في محاور الاستضافة دور القوى الدولية لمنع الإرهاب، ومدى حاجة العراق إلى وجود التحالف الدولي.
كما حظي تصريح رئيسة الوزراء الإيطالية: "لا ازدهار في الشرق الأوسط دون عراق قوي" بنصيب ملحوظ من تغطية وسائل الإعلام، إضافة إلى دعوة رئيس مجلس الوزراء، إلى تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، والتي كانت حاضرة بقوة في كثير من وسائل الإعلام التي افردت نقاشاً خاصاً بهذا الشأن في تغطيتها للزيارة، مع تركيز على حرص البلدين على تفعيل مسارات الشراكة والاستثمار بينهما ومع أوروبا، بينما كان للدور العراقي في سوق النفط والغاز الدوليين والخطط العراقية لتطوير هذا القطاع، انعكاسات واضحة في وسائل الإعلام التي تناولت الزيارة.
التعاون الثقافي بين البلدين كان حاضراً أيضاً في تصريحات رئيس مجلس الوزراء ونظيرته الإيطالية، وقد سعت بعض وسائل الإعلام الى ربط ذلك بالدبلوماسية الثقافية باعتبارها أحد محاور العمل لدى الحكومة العراقية الحالية.
من جانب آخر، كان إعراب رئيسة الوزراء الإيطالية لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عن امتنانها باعتبار يوم 25 ديسمبر الحالي عطلة رسمية لجميع العراقيين، حاضراً في عدد كبير من وسائل الإعلام.
أشار عدد كبير من وسائل الإعلام، إلى محاور نقاش رئيسة الوزراء الإيطالية مع الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، وضع المسيحيين في العراق، مع تشجيعها لهم على البقاء والتواصل من خلال الإسهام في إعمار مناطقهم التي دمرها تنظيم داعش وخلق مشاريع صغيرة لامتصاص البطالة في بلداتهم.
محاولات تعكير صفو الزيارة
في الأثناء، سعى البعض إلى العمل على تعكير صفو الزيارة من خلال محاولة الانحراف بالتغطية الإيجابية من قبل الإعلام العربي والدولي لها عبر التركيز على ما وصف بـ"الخطأ البروتوكولي" عن طريق الادعاء بأن العلم الرسمي المرفوع لدولة إيطاليا خلال الزيارة لم يكن علمها وإنما علم جمهورية إيرلندا، مع هذا يلاحظ بأن القضية تم تطويقها سريعاً ولم تحظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام كما خطط لها، وإن كانت محور نقاش على مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا الإطار، يمكن الإشارة إلى عاملين رئيسيين ساهما بتفنيد تلك الادعاءات، أولهما: سرعة التحرك من قبل المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء وشرح الحقائق وتوضيحها، وعدم اكتفاء المكتب بإصدار إيضاح بهذا الشأن، إنما تعزيز ذلك الإيضاح بفيديو يوضح حقيقة ما حدث و يدحض ما تم الترويج له في هذا الشأن، مما ساهم بشكل كبير في إخماد أي نقاش مفتعل بشأن هذا الموضوع، وثانيا: صدور تغريدات من الجانب الإيطالي باللغتين الإنجليزية والعربية بشأن ما حدث، مع إيضاح تفصيلي يؤكد مصداقية الرواية العراقية بأن ما حدث لا يتجاوز وجود خلل واضح في التصوير.
في هذا الشأن، يلاحظ أن موقع قناة الجزيرة قد اهتم بتلك القضية وسلط عليها الضوء عبر تقرير بعنوان "في خطأ بروتوكولي.. الحكومة العراقية تستقبل رئيسة وزراء إيطاليا بعلم إيرلندا" وحرص التقرير على التنويه بأن هذا لا يعد الخطاء البروتوكولي الأول، وان المسؤولين العراقيين وقعوا في أخطاء بروتوكولية سابقة.
مكافحة الإرهاب
القضايا الأخرى الخاصة بالشأن العراقي وحظيت بتغطية إعلامية، فتتعلق بجهود العراق في مكافحة الإرهاب، إذ أفرد موقع العربية تقريراً إخبارياً بشأن قرار مجلس القضاء الأعلى بالحكم بالإعدام بحق مسؤول عن مقتل أكثر من 600 شخص من ضحايا مجزرة سبايكر، حينما كان قائداً في تنظيم داعش الإرهابي، وكان المتهم في منصب ما يعرف بـ"أمير القوة الضاربة" لما يسمى ولاية صلاح الدين، وقد أرفق الموقع التقرير بصورة وفيديو للمذبحة.
في سياق متصل، كان إعلان جهاز الأمن الوطني إلقاء القبض على مسلحين هاجموا حاجزاً أمنياً في كركوك، من الأخبار البارزة في موقع العربي الجديد.
ملفا النازحين وأزمة المياه
لوحظ أيضاً، اهتمام عدد من وسائل الإعلام العربية، بإعلان وزارة الهجرة والمهجرين عن سعيها لإعادة جميع النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية في البلاد.
بعض وسائل الإعلام، اهتمت بكشف وزارة الموارد المائية عن خطط لمواجهة أزمة المياه عبر إنشاء سدود صغيرة للاستفادة من الأمطار والسيول، فضلاً عن مشاريع لتحلية المياه، وفي سياق ذي صلة اهتم موقع صدى البلد المصرية بهطول أمطار غزيرة وصلت حد السيول في عدد من مناطق ومحافظات العراق، وكانت أبرز تلك المناطق كربلاء وديالي وبغداد.
مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة
الإعلام الأردني لا يزال يواصل تحليله وتعليقه على مؤتمر بغداد الثاني الذي عقد في المملكة الأردنية مؤخراً، ففي تحليل مفصل لنتائج المؤتمر نشر موقع الغد مقالاً بعنوان "مؤتمر بغداد يعيد رسم المشهد الإقليمي"، يصب في الاتجاه العام لكيفية تعامل الإعلام الخليجي والأردني مع مشاركة رئيس الوزراء العراقي في المؤتمر باعتبارها دليلاً على رغبة العراق في حل أزمة التدخل الخارجي الإيراني والتركي بالحوار.
رسالة بلاسخارت بنهاية 2022
البعض الآخر من وسائل الإعلام العربية، نشرت تصريحات الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، التي أشارت إلى أن الأوضاع في البلاد خلال 2022، كانت "صعبة"، مع تسليط الضوء على ما جاء في بيانها: "ولكن مع اقتراب العام من نهايته تمكنت المؤسسات الحكومية من استئناف مهامها لتتيح للعراق فرصة كبيرة للشروع في طريق الاستقرار والتقدم".
التعاون الاقتصادي
على المستوى الدولي، ركزت وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة باللغة الإنجليزية والإيطالية على زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية للعراق، وبينما انصب اهتمام الإعلام الإيطالي على لقاء رئيسة الوزراء مع الجنود والضباط الإيطاليين العاملين في العراق، فان اهتماماً مشتركاً في وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية والإيطالية حول التعاون الاقتصادي بين العراق وإيطاليا كان واضحاً، وعنون موقع Arab News تغطيته للزيارة بـ"العراق يبلغ رئيسة الوزراء الإيطالية أنه يسعى لتوثيق العلاقات الاقتصادية".
الاقتصاد كان حاضراً أيضا في تناول الإعلام الدولي للشأن العراقي، إذ كشف عدد من وسائل الإعلام أن شركة "بيل" هليكوبتر الأمريكية للخدمات اللوجستية حصلت على عقد في العراق بنحو 135 مليون دولار أمريكي، كما أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن التصنيف الافتراضي طويل الأجل لمصدر العملات الأجنبية في العراق سيكون عند مستوى B مع نظرة مستقبلية مستقرة. .
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع