متابعة - واع
انطلق اليوم الخميس، مؤتمر روسيا والعالم الاسلامي، تحت شعار (خطوات عملية في التعاون الإعلامي)، في العاصمة موسكو، بتنظيم مشترك من مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا -العالم الإسلامي"، ووكالة سبوتنيك الدولية للأنباء، واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، وسط مشاركة واسعة من المسؤولين في روسيا الاتحادية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وإعلاميين من مختلف دول العالم.
وقال رئيس جمهورية تتارستان رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية رستم مينيخانوف في مستهل المؤتمر، إن "العلاقات بين روسيا ودول العالم الإسلامي تميزت تاريخياً بمستوى عالٍ من الثقة والتعاون"، مضيفاً في كلمته التي ألقاها عبر الفيديو أنَّ "هذا التعاون اليوم لا يتم الحفاظ عليه فحسب، بل يكتسب أيضاً ديناميكية جديدة، كما يتضح من خلال الأحداث المنتظمة التي تعقدها مجموعة الرؤية الاستراتيجية".
وشدد مينيخانوف على أنَّ "التعاون مع الدول الإسلامية من خلال وسائل الإعلام هو أحد الجوانب الرئيسية للسياسة الدولية الروسية"، لافتاً إلى أنَّ "هذا التعاون يكتسي أهمية خاصة من حيث مكافحة انتشار المعلومات الكاذبة، فضلاً عن نشر القيم الروحية التقليدية.
من جانبه أكد رئيس لجنة مجلس الاتحاد في روسيا للشؤون الدولية غريغوري كاراسين أنَّ "روسيا بلد متعدد القوميات ومتعدد الطوائف، ويدعم سكانه تقليدياً تعزيز العلاقات مع الدول التي تعتنق الإسلام"، مشيراً إلى أنَّ "روسيا تقدر تقديراً عالياً مساهمة الإسلام في تنمية البلاد".
وأوضح أنَّ "الغرض من المؤتمر هو مناقشة سبل إقامة تعاون متساو بين الاتحاد الروسي والدول الإسلامية، لتوفير وصول المواطنين بشكل متساو إلى معلومات صادقة وموضوعية"، لافتاً إلى أنَّ "المؤتمر سيعزز المصالح الحقيقية للتعاون متعدد الأطراف، بما في ذلك في المجال الإعلامي، ومنوهاً بضرورة التعاون في هذا الصدد بين اتحاد يونا، ووكالات الأنباء الكبيرة في روسيا".
بدوره، أشار المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي رمضان عبداللطيبوف في كلمته إلى "الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للمنظمة إلى روسيا، والتي تم خلالها تحديد الاتجاهات الرئيسية للتعاون بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي"، مشدداً على "أننا نواجه مهمة توفير الدعم المعلوماتي لهذا الاتجاه المهم من التعاون بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي".
وفي كلمته خلال المؤتمر، ثمَّن المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد بن عبدربه اليامي "الدور الكبير الذي تضطلع به مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" لتعزيز التعاون طويل الأجل بين روسيا والدول الإسلامية.
وأكد اليامي أنَّ "هذا المؤتمر يسعى لوضع خطوات عملية للتعاون الإعلامي بين العالم الإسلامي وروسيا، ومد جسور التواصل بين الجانبين"، داعياً إلى "الاستفادة من اتحاد يونا كجهاز إعلامي ومركز تدريب دولي، يجمع تحت مظلته 57 عضواً من أربع قارات، ولديه منصة إخبارية دولية بثلاث لغات، العربية والانجليزية والفرنسية".
وقال اليامي إنَّ "الاتحاد يعمل منذ تأسيسه على نشر وتعزيز القيم الإسلامية القائمة على التسامح والوسطية، والتصدي لكل خطابات الكراهية والتطرف والعنصرية والإسلاموفوبيا بجميع صورها وأشكالها عن طريق صناعة إعلام دولي مؤثر".
من جانبه، أكد مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام) محمد جلال الريسي أنَّ "الجانب الإماراتي فخور بعلاقاته التاريخية طويلة الأمد مع روسيا"، قائلاً إنَّ "هناك العديد من الأشياء التي توحدنا وتمنحنا إمكانية العمل معاً. مهمتنا هي نشر الحقيقة حول ما يحدث في العالم، لعكسها في موادنا".
وأشار إلى أنه "في الإمارات العربية المتحدة عقدت الدورة الأولى للكونغرس العالمي للإعلام، والتي شاركت فيها روسيا أيضاً.
وأكد الريسي أنه "في ظل ظروف اليوم، من الضروري تطوير الأساس للعمل المشترك الذي يهدف إلى السيادة والتسامح"، مشيراً إلى أنَّ "الأحداث مثل هذا المؤتمر تساعد على توضيح المشاكل الحقيقية، والقضاء على التعصب والكراهية".
كما أكد مدير إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي، وجدي علي سندي "أهمية إقامة شراكات استراتيجية في المجال الإعلامي مع عدد من المؤسسات الإعلامية الرائدة في روسيا الاتحادية".
وأضاف خلال مشاركته في أعمال المؤتمر أنَّ "المنظمة تحث على تعزيز التعاون والتضامن في الجانب الإعلامي، و"نعمل على توفير تغطيات إعلامية متكاملة لشتى زيارات الأمين العام والمباحثات الثنائية الدورية التي تقيمها المنظمة مع المسؤولين في روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى تسليط الضوء في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة على مخرجات تلك المشاورات، وذلك لتنوير الرأي العام المحلي الروسي والإسلامي والعالمي بما يتم بحثه من قضايا وما يتم تنظيمه من برامج بين المنظمة وروسيا الاتحادية".
كما استعرض رئيس المركز الصحفي بوزارة الخارجية الروسية، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة إيفان نيتشايف جانباً من عمل الوزارة مع الصحفيين الأجانب من الدول الإسلامية، معتبراً أن "روسيا بلد متعدد القوميات والطوائف ذات تجربة تاريخية غنية للتعايش بين الثقافات المختلفة، ويعد تطوير التعاون مع العالم الإسلامي أحد أهم أولويات عقيدة السياسة الخارجية الروسية".
وقال نيتشايف: "تحافظ بلادنا على علاقات تاريخية مع الدول الإسلامية. ويكتسب حوار الحضارات أهمية خاصة لتعزيز الاستقرار السياسي على الساحة الدولية"، مضيفاً أن "هناك حالياً عملية تقارب نشطة وتقدمية بين روسيا ودول العالم الإسلامي. ويرجع ذلك، من بين أمور أخرى، إلى التعاون في مجال المعلومات، حيث تتفاعل بلداننا بنشاط، مسترشدة بمبادئ احترام جميع الثقافات والأديان ووجهات النظر العالمية".
وشهد المؤتمر أيضاً مداخلات من نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"، نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الخارجية فاريت محمدشين، إضافة إلى عدد من المسؤولين وخبراء الإعلام.
وناقش المؤتمر أهم الإجراءات من أجل تعاون إعلامي أكثر فعالية بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي.
ودعا إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الدول الإسلامية وروسيا في المجال الإعلامي، انطلاقاً من القيم والأهداف المشتركة للجانبين.
يذكر أنَّ المؤتمر شهد على هامشه توقيع مذكرة تعاون بين اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، والوكالة الدولية للفيديو ((Ruptly، المتخصصة في توفير المحتوى الإخباري المرئي.