ميسان -واع -شذى السوداني
كرس حارس الأهوار والناشط البيئي أحمد صالح نعمة، معظم وقته من أجل نشر الاهتمام بالواقع البيئي لعالم الأهوار واستطاع أن يسهم في أن تكون الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي قبل موجة الجفاف الأخيرة التي قضت على نسبة كبيرة من الأهوار.
وقال حارس الأهوار والناشط البيئي أحمد صالح نعمة لوكالة الأنباء العراقية(واع): إن"الأهوار تعد من أقدم الأماكن المأهولة بالسكان منذ آلاف السنين حيث كانت موطن الحضارة السومرية التي أنتجت فكراً هندسياً ومعمارياً رائعاً حيث يتم بناء كل شيء من القصب فقط كالمضيف وبيوت السكن وبيوت الحيوانات ومخازن الحبوب وغيرها".
وأضاف أن" أهمية الأهوار تكمن من الناحية البيئة كونها مسطحاً مائياً كبيراً له أثر على تبريد حقول النفط الواقعة تحتها وتلطيف أجواء المكان لما تبخره من رطوبة في الأشهر الأربعة اللاهبة 5_6_7_8 عبر التبخير المباشر أو عبر عملية النتح من غابات القصب الممتدة على مساحات تقدر بمئات الكيلومترات المربعة".
وعن بايلوجية الأهوار تابع أن"الأهوار تعد مكمناً ضخماً للتنوع الحيوي كنظام ذو سلَّم غذائي متكامل بدءاً من أضخم المجترات على وجه الأرض وهو الجاموس ومروراً بالخنزير البري الى كلب الماء ثم الطيور والحشرات والأسماك والرخويات والبرمائيات مروراً بالغطاء النباتي الطافي والغاطس كالطحالب والعدسيات الى السرخسيات والى أدق المجهريات كالبكتريات الحميدة وغيرها".
وعن اقتصادية عالم الأهوار أوضح أن" الأهوار تعد خزيناً سمكياً حيوياً يعتاش عليه عشرات الآلاف من الصيادين حيث الاكتفاء الذاتي من لحوم الأسماك للمحافظات ذات الأهوار وتصديره للمحافظات غير المنتجة للأسماء ،وأيضاً يعدّ مكون الأهوار من أكبر مصادر الأعلاف البروتينية المجانية ذات القيمة الغذائية العالية حيث احتوائه على مادة اليخضور وهو الكلوروفيل الغذائي ،وهو السبب الرئيس لتربية الجاموس بالجنوب العراقي".
وعن أهمية الأهوار دولياً أشار الى أن" الأهوار تعد قبلة للهجرة الدولية للطيور حيث إن العراق واحداً من أهم ثلاث طرق جوية لهجرة الطيور من شمال الكرة الأرضية المنجمد حيث تأتي بحثاً عن شتاءٍ دافئ أرحم من صقيع شتاء المناطق الشمالية".
وعن السياحة في الأهوار لفت الى أن"الأهوار بدأت بالتحول منذ 9 سنوات إضافة الى ما سبق من مميزات كونها قبلة للسياحة يرتادها عشرات الآلاف من السواح المحليين والأجانب لما تتمتع به من غرابة المشهد واختلاف الرؤية وتفردها كونها بحراً عذباً ولكن فيه غابات كبيرة من القصب ،بحر ولكنه غير غامض وغير مخيف ،بحر ولكن عمقه قريب وتتم مشاهدة الأسماك والبرمائيات والرخويات والطحالب عن قرب".
وعن العمل والوظائف التي توفرها الأهوار أوضح أن" الأهوار توفر فرص عمل لمئات الآلاف من الأشخاص كالصيادين ومربي الجاموس ومربي الأسماك وأصحاب المهن الأخرى المرتبطة بالمياه كصناعة الزوارق وتجارة الألبان ومشتقاته وغيرها الكثير مما يرفع عبء المطالبة بالوظائف عن الحكومة".
ويذكر أن حارس الأهوار ومنذ طفولته وهو متعلق بهذا العالم الساحر والمهم في حياة سكان الأهوار والتنوع البيئي والإحيائي حيث مع تقدم العمر أصبح يعرف كل تفاصيل الأهوار وأسماء المناطق والأسماك والحيوانات وعادات وتقاليد سكان الأهوار.
ويطلق على الناشط البيئي أحمد صالح نعمة حارس الأهوار لما يقدمه من خدمات الى كل زائر يريد أن يزور الأهوار.
وناشد حارس الأهوار الجهات المعنية بانقاذ عالم الأهوار الذي قضى على معظمه الجفاف .