ما زالت آفة المخدرات تشكل تهديداً للمجتمع العراقي وتحديداً فئة الشباب التي تكون ضحية لعصابات المخدرات، إلا أن الإجراءات الحكومية المشددة والخطط الموضوعة حدَّت وقللت من توسع هذه الآفة لتستهدف كل المجمع.
وأثرت عمليات الضبط وإحباط تهريب المواد المخدرة واعتقال متعاطيها وتجارها بشكل إيجابي ضد استفحال هذه الآفة والحد منها خاصة مع الإجراءات التي اتخذت لضبط الحدود.
قيادة شرطة ديالى أوضحت لوكالة الأنباء العراقية (واع)، عن إجراءاتها تجاه ذلك، حيث قال مدير إعلام القيادة العميد نهاد محمد حسن، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "القيادة وبعد انتشار ظاهرة المخدرات الخطيرة في عموم العراق وبضمنها محافظة ديالى، قامت بالعمل على محورين مهمين: الأول تعقب وإلقاء القبض على المتعاطين والمروجين وتجار المخدرات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم"، موضحاً أن "حصيلة الذين تم القبض عليهم منذ بداية 2022، بلغ 316 متهماً تم صدور أحكام قضائية بحق 103 منهم وما تبقى بانتظار دورهم في المحاكم".
وأضاف حسن أن "المحور الثاني هو القيام بمحاضرات توعوية وتثقيفية بخطر آفة المخدرات بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والوقفين السني والشيعي وكذلك رئاسة جامعة ديالى"، لافتاً إلى أن "هذه الأمور من شأنها أن تخفض مستوى جريمة المخدرات بشكل واضح وملموس خلال هذا العام، وهناك تنسيق عالي المستوى مع الدوائر الصحية في ديالى كونها المسؤولة عن علاج وتأهيل المتعاطين من أجل دمجهم بالمجتمع مرة أخرى".
من جانبه، قال مدير الشرطة المجتمعية في ديالى العميد صلاح عدنان إسماعيل، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الشرطة المجتمعية مستمرة بعقد مؤتمرات وورش حول آفة المخدرات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والناشطين لمحاربة هذا الخطر الكبير"، موضحاً أنه "تم التباحث في سبل التخلص من هذه الآفة والحد منها، وكانت هناك آراء ومقترحات قيمة من قبل الحاضرين في الورش، وتم توضيح التعامل مع أرقام الخطوط المجانية لقسم مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وأيضا هواتف الشرطة المجتمعية من خلال بوسترات توزع وتلصق لكي تكون متاحة للجميع للإبلاغ عن أي حالة تعاط أو ترويج للحد منها".
وشدد إسماعيل، على "ضرورة تعاون العوائل مع الشرطة المجتمعية من خلال متابعة أبنائهم وخصوصاً من عمر 12 - 20 سنة لأنها أعمار حرجة وهم بحاجة إلى متابعة خاصة وهم مستهدفون من قبل المروجين وتجار المخدرات"، مؤكداً "أهمية الإبلاغ عن أي تصرفات مشكوك بها من قبل أبنائهم وبناتهم وحتى أصدقائهم، لكي نقوم بدورنا باللازم والتدخل وتقديم التوعية لهذه العوائل وتخليصهم من هكذا مشاكل بشكل سلمي، مع تقديم الدعم النفسي للشخص المعني باعتباره ضحية لعصابات الترويج والإتجار بالمخدرات".
بدوره، بين مدير الوقف السني في ديالى قصي الخزرجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "آفة المخدرات متفشية بشكل مهول ومفزع ومقلقة لأهالي محافظة ديالى خصوصا وفي العراق عموما"، مشيرا إلى أن "مديرية مكافحة المخدرات تعمل ليل نهار من أجل الحد من هذه الظاهرة".
وأكد الخزرجي، على "ضرورة وقفة جادة لمحاربة هذه الظاهرة التي تفتك بأبنائنا وبناتنا"، موضحاً أن "مجتمعنا في ديالى محافظ وعشائري ويجب على الجميع التصدي لهذه الظاهرة".
وتابع: "نحن في الوقف السني نقوم بتوجيه أئمة وخطباء المساجد بنشر الوعي لمحاربة هذه الظاهرة، وستكون لنا محاضرات في جميع مساجد المحافظة وخطبة يوم الجمعة، بشكل متكرر للحد أو القضاء على هذه الظاهرة".
من جهته، قال رئيس منتدى الشرطة المجتمعية في جلولاء، مسؤول التوعية في مؤسسة (وند الخير الإنسانية) صباح عبد الكريم حمادي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "المؤسسة أقامت بالتعاون مع منظمة (باكس الهولندية) استبيان الأمن الإنساني الذي يعد أحد المشاريع الكبيرة في محافظة ديالى، حيث أن المسح الإنساني يشمل كل ما يخص أمن الإنسان سواء كانت خدمات بلدية أو المناخ أو عنف أسري وخدمات الشرطة الوطنية"، مبيناً أن "التركيز الآن على آفة المخدرات التي دخلت مجتمعنا بالعقدين الأخيرين التي أشارت إليها كل الاستبيانات باعتبارها ظاهرة سلبية بدأت تتفشى في المجتمع".
وأضاف حمادي: "بدأنا بإقامة ندوات وجلسات وورش وزيارات ومبادرات مجتمعية للحد من هذه الظاهرة بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة وذي الاختصاص لوضع حلول لهذه المشكلة"، مشيراً إلى أن "المشروع بدأ منذ العام الماضي ومستمر للعام القادم، ويعمل فيه 16 موظفاً لجمع البيانات من كل أرجاء مناطق المحافظة في القرى والأرياف ومراكز المدن للحصول على مخرجات ونتائج لتوثيقها بحضور رؤساء الوحدات الإدارية والمسؤولين الأمنيين ومدراء الدوائر والناشطين المدنيين والوصول إلى حلول لمعالجة الخلل أو الحد من المشكلة للقضاء على الظواهر السلبية".
وأردف بالقول: "خلال العام الماضي أجرينا استبيانا لـ752 عائلة، واتضح أن القرى والأرياف لم تسجل بها أي حالة تعاط أو اتجار بالمخدرات لأنها تخضع إلى الطابع العشائري والمحافظة على بعض السلوكيات التي يتأثر فيها المجتمع"، موضحا أن "الأرقام التي سجلت في مراكز المدن والأقضية مقلقة إلى حد كبير ليس فقط المخدرات، وإنما الإبتزاز الإلكتروني والتحرش الجنسي والفقر والبطالة والتي تعتبر أساسا لظهور ونمو الظواهر السلبية".
وأكمل: "إننا نهدف إلى التوعية وإطلاق مبادرات مجتمعية، وهناك برنامج الأفليود (دعم الأسر) مادياً واقتصادياً"، مضيفاً: "أننا بحاجة إلى دعم حكومي منظم وممنهج لتخليص الأسر من الظواهر السلبية والتركيز على عامل التعليم والقضاء على الجهل والأمية لأنها من أهم العوامل للتخلص من الظواهر السلبية في المجتمع".
الناشطة المدنية تونس الأحمد، أكدت لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الناشطين منذ البداية متطوعين لمكافحة آفة المخدرات، حيث يقومون بحملات توعية، وقاموا بعدة ورش وجلسات كثيرة بالإشتراك مع الشرطة المجتمعية والدوائر الصحية ومديرية مكافحة المخدرات، للبحث والتقصي وجمع الاستبيانات وخرجنا بوجود أرقام مرعبة داخل محافظة ديالى بكثرة عدد المتعاطين وكميات المخدرات التي تدخل إلى المحافظة".
وواصلت: "اننا نحاول إيجاد الحلول والحد من هذه الظاهرة عبر التوعية، ولدينا ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عمل فيديوات وإعلانات وندوات كل حسب منطقته وحسب الإمكانية داخل المجتمع"، داعية الأهالي إلى "متابعة أبنائهم من خلال تصرفاتهم وأعراض التعاطي للمخدرات والإبلاغ عنهم لغرض الإسراع بعلاجهم قبل فوات الأوان".
وأكدت: "إننا نحسب المتعاطي هو ضحية وليس متهماً، وحسب الإجراءات القانونية المعمول بها، وهناك تعاون كبير مع الدوائر الصحية بهذا الخصوص".ِ
البحرين تهزم السعودية بثلاثية في خليجي 26
طقس العراق.. أمطار وضباب بدءاً من الغد
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع