بغداد- واع- محمد الطالبي
كشفت وزارة البيئة، اليوم الثلاثاء، عن خطة وطنية لإزالة التلوث الإشعاعي من العراق، وفيما أشارت إلى أن إعلان محافظة المثنى خالية من التلوث سيتم خلال الأسبوع الحالي، حدّدت الملف الأصعب.
وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة صباح الحسيني، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "ملف الإشعاع ينقسم إلى قسمين، الإشعاع المتولد من مصادر طبيعية منها الإشعاعات التي تنبعث من الصناعات النفطية، والقسم الآخر الإشعاعات التي نتجت عن الحروب مثل اليورانيوم التي كانت تتعرض لها محافظة البصرة أو التلوث بمصادر مشعة أخرى نتيجة أماكن وحوادث معينة وبعناصر مشعة
وأضاف الحسيني، أن "ملف اليورانيوم اختتم في محافظة البصرة حيث تم التعامل مع عشرات المواقع الملوثة وتطهير المناطق منها وفق الطرق العلمية المتبعة استنادا إلى تعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فضلاً عن ملف التلوث الإشعاعي في معمل الحديد والصلب في البصرة والذي كان ملوثاً بعنصر السيزيوم وتم تطهيره بالكامل ومنح شهادة خلوه من التلوث من مركز الوقاية من الإشعاع".
وتابع، "أما الاشعاع المصاحب للصناعات النفطية فقد قام المركز كونه جهة رقابية بالتوصل إلى تفاهمات بين وزارة النفط ومديريات وزارة العلوم والتكنولوجيا، حيث تم الوصول إلى صيغة عقد بين الوزارتين تتولى فيه وزارة العلوم والتكنولوجيا من خلال مديرياتها المتخصصة إزالة الملوثات الإشعاعية الناتجة عن لصناعات النفطية".
ولفت إلى أن "طرق المعالجة تختلف، باختلاف نوع النفايات منها الطمر أو استخدام منظومات خاصة للمعالجة"، مشيراً إلى أن "الجهات الفنية التنفيذية المتمثلة بمديريات وزارة العلوم والتكنولوجيا تطرح خططها، فيما يقوم المركز بدراستها بحسب تعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتم بعد ذلك إقرار الخطة ومراقبة تنفيذها لتنتهي العملية بمنح شهادة الخلو من الإشعاع بعد إتمام العمليات الفنية الخاصة بالمعاملة مع هذه النفايات".
وأوضح أن "أسباب الإصابة بمرض السرطان ليست جميعها مرتبطة بالإشعاع، فهناك أسباب جينية ومنها التعرض لمصادر كيميائية ومنها بسبب التعرض لمصادر إشعاعية"، مبيناً أن "هناك إحصائية يصدرها (مجلس السرطان) في وزارة الصحة بأعداد المصابين وأنواع السرطانات ويقر على ضوئها إعداد خطط المعالجة وتحديد أساليب وأنواع العلاج أو استحداث مراكز علاج السرطان".
وعن مواقع التلوث في العاصمة بغداد، لفت الحسيني إلى أن" هناك مناطق عديدة منها معمل تصليح الآليات الثقيلة في النهروان التابع لوزارة النفط، فضلاً عن منطقة ذراع دجلة توجد فيها كمية من السكراب يعتقد أنها تحتوي على نقاط ملوثة اشعاعياً ويتم الآن إجراء فحص كامل لهذه المنطقة، وتم إرسال توجيه لوزارة النفط بعدم التعامل مع المنطقة لحين إزالة التلوث في منطقة النهروان".
وتابع أن "المركز كجهة رقابية يوجه بالتعامل مع التلوث" مؤكداً أن "وزارة النفط مستعدة لهذا التعاون، وكان المركز وبالتعاون مع هيئة المستشارين في رئاسة الوزراء والجهات المختصة قد أعد خطة وطنية لإزالة التلوث الإشعاعي".
واستطرد بالقول، إن "الخطة بدأت من محافظة البصرة وميسان ومن المؤمل خلال الأسبوع الحالي الانتقال إلى محافظة المثنى وبعدها إلى ذي قار والأنبار"، منوهاً بأن "قضية التمويل وتأخر إقرار الموازنة يعرقلان إتمام الخطة الوطنية".
وأكد مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع أن "الملف الأصعب والذي يحتاج إلى جهد كبير هو في محافظة نينوى والتي تحتوي على موقعين ملوثين هما عداية والجزيرة اللذان يحتويان على مطمر دفنت فيها مواد مشعة وعند احتلال داعش للموصل قاموا بالعبث بمحتويات هذه المواقع"، مشيراً إلى "إعادة السيطرة على هذه المواقع وستتم المباشرة بالعمل على تطهيرها قريباً بحسب التعليمات، إلا أن العملية تحتاج إلى شهور عديدة لإتمامها بعد توفير الموازنة، علماً أن جميع الأعمال تتم بجهود وطنية خالصة وفرت ملايين الدولارات لميزانية الدولة".
وأشادت الهيئة العربية للطاقة الذرية بالجهود العراقية لإزالة التلوث الإشعاعي في العراق معتبرة أن ذلك يعد إنجازا عربياً بامتياز ووجهت شهادة تقدير للمؤسسات العراقية التي قدمت هذا الإنجاز.