بغداد- واع- فاطمة رحمة
أعلنت قيادة القوات البحرية، اليوم الأحد، تفاصيل هيكليتها وترسانتها وأبرز مهامها والتحديات القائمة، وفيما كشفت عن أبرز التحديات، حددت شروط الدخول للكلية البحرية.
ويقول قائد القوة البحرية الفريق البحري الركن أحمد جاسم معارج، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "القوة البحرية حالها حال باقي صنوف الجيش يعتمد بناؤها على المهمة الموكلة"، لافتاً إلى أن "القوة تمتلك حالياً مجموعة من السفن البحرية والزوارق الامريكية إضافة إلى السفن الإيطالية، ولكل زورق أو سفينة اختصاص معين تقوم به، على سبيل المثال سفن الإسناد تقوم بإسناد الزوارق، وسفن الدورية الإيطالية تقوم بالدوريات في الواجب المحدد لها في المياه الإقليمية، إضافة إلى الزوارق الدورية".
ترسانة القوة البحرية
وأضاف معارج، أن "القوة البحرية تمتلك أيضاً قطعاً بحرية أخرى تسمى الحفار وهو المسؤول عن عمليات الحفر والكري في القناة، إضافة إلى وجود الساحبات وهي عبارة عن قطع بحرية مساعدة تقوم بعمليات سحب الزوارق العاطلة، وفي بعض الأحيان يتم استخدامها في نقل معدات وأرزاق للقوات الموجودة في الموانئ النفطية".
وتابع: "نملك 12 زورقاً من الزوارق وزوارق الدوريات السريعة، ونملك 3 سفن دورية، ومن سفن الاسناد نملك سفينتين، وهناك قطع بحرية مساعدة موجودة".
مهام وواجبات
وذكر أن "قيادة القوة البحرية مكلفة بواجب مهم وهو حماية المياه الاقليمية من أجل تأمين مرور الاسطول البحري التجاري، إضافة الى حماية الموانئ النفطية وهما ميناءي البصرة والعمية اللذان يعتبران الشريان الاقتصادي الرئيس للعراق".
وتابع، "إضافة لهذه المهام، هناك مهمة أخرى برية وهي حماية الموانئ التجارية ومنها ميناء ام قصر الشمالي والجنوبي وميناء خور الزبير من قبل لواء المشاة البحري وحماية المدن في مدينتي ام قصر وخور الزبير".
معوقات العمل
وحول معوقات العمل، قال معارج: "المعوقات الرئيسة في عملنا تدخل في مجال صيانة السفن والزوارق كونها من مناشئ عالمية أوروبية وامريكية لذلك تحتاج إلى مواد احتياطية، وحتى على مستوى الزيوت والوقود والصيانة المستمرة لهذه السفن".
وأشار إلى أن "هنالك معوقا آخر وهو تداخل المياه الاقليمية مع دول الجوار، حيث هنالك تداخل من جهة خور عبد الله مع دولة الكويت، ومن جهة شط العرب هنالك تداخل مع إيران، وبالتالي تعتبر معوقات لكن المحاولات مستمرة من خلال الدوريات والواجبات لتذليلها".
واجبات برية
وأوضح، أن "لواء المشاة البحرية هو اللواء الوحيد الموجود في البحرية والذي تقع على عاتقه واجبات برية في مدينتي أم قصر وخور الزبير والذي يقوم بفتح سيطرات على الطرق الرئيسة إضافة إلى واجباته البحرية حيث توجد سيطرات على الموانئ البحرية وهي سرايا تبقى لمدة 15 يوماً في البحر".
وتابع: "إضافة إلى هذه الواجبات هناك تنسيق مشترك مع قيادة عمليات البصرة في بعض الأحيان إذ تحتاج إلى قوة من المشاة للاشتراك في العمليات الخاصة في البصرة إضافة إلى واجبها الرئيس في حماية الموانئ التجارية على السياج الخارجي بدون التدخل في القضايا الفنية، بل التأمين المطلق الخارجي فقط للموانئ التجارية وميناء ام قصر وبقية البنية التحتية الموجودة في قاطع المسؤولية ضمن مسؤوليات حماية لواء المشاة البحري".
وواصل: "نقوم حالياً بدوريات مستمرة في المياه الاقليمية باستخدام القطع البحرية ومفارز المشاة البحرية".
السلم والحرب
ويضيف معارج: "نحن القوة البحرية الوحيدة التي تعمل في حالات السلم والحرب، إضافة إلى حماية الموانئ النفطية باستخدام نظامين منها نظام الدفاع النفطوي باستخدام مفارز أو عناصر المشاة البحري الموجودة في المنصة النفطية".
وأكمل: "ولدينا أيضاً الدفاع المحيطي باستخدام القطع النفطية ضمن الدوريات المستمرة على مدار 24 ساعة في الموانئ النفطية".
قواعد الاشتباك
يقول معارج: "يطلق علينا من الدول المتضررة جغرافياً كوننا في آخر الخليج العربي، ويؤدي تداخل المياه إلى خروقات بسبب التداخل مع الجانب الإيراني من جهة ومع الكويت من جهة أخرى".
وتابع: "نحن نعمل وفق قواعد الاشتباك، وعندما يحدث خرق من قبل دولة جارة لدينا قواعد اشتباك مشتركة نتبعها مع هذه الدولة، حيث نبدأ بالتحذير بإطلاق إشارات والمناداة على الزورق الفلاني وعلى القطعة الفلانية كونها موجودة في المياه الاقليمية إذ يجب عليه الخروج".
ونوه إلى أنه "أحياناً تكون القطع البحرية المجاورة فيها عطل عند موقع نكون متداخلين فيه في المياه وبالتالي هناك ما يطلق عليه المرور البريء حسب القانون، إذ أي قطعة بحرية بإمكانها المرور ومن ثم الخروج حيث تكون قريبة على المياه الاقليمية"، مشيراً إلى أنه "أحياناً تكون هناك تيارات بحرية تدفع الزورق نحو مياه متداخلة".
قناة 16 الراديوية المفتوحة
يوضح معارج، أن "القوة البحرية العرقية لديها ما يسمى بقناة 16، وهي قناة راديوية مفتوحة تسمعها جميع السفن والزوارق، وأحياناً هنالك حوادث تتطلب المساعدة قد يكون زورق عراقي أو كويتي أو تابع لأي جهة أخرى، وبحسب القانون يجب تلبية النداء لتقديم المساعدة".
وأضاف: "ونحن من خلال الراديو يمكننا مناداتهم وإبلاغهم بالخروج واذا استمروا نبدأ بالخطوات الأخرى وهي الرمي فوق الهدف كتحذير وانذار، واذا استمر الحال نصل الى مرحلة القتل وهي محددة ضمن قواعد الاشتباك وهو الرمي المباشر عليه لأنه يعتبر هدفاً إرهابياً وقتها أو معاديا لنا كون قواعد الاشتباك تكون محددة بمسافة معينة".
التصدي للدول المعادية
يضيف معارج، أن "دور البحرية السابقة في الحروب السابقة أسوة بالقوات الأخرى المشاركة في الدفاع عن العراق وخاصة في الدفاع عن المياه الاقليمية".
وتابع: "كان دورنا يركز على الاشتباك مع البحرية المعادية".
وأكد، أن "قواتنا أثبتت كفاءة عالية ضمن الامكانيات المتوفرة لدينا في التصدي للدول المعادي".
القيافة البحرية
وحول قيافة القوات البحرية، قال معارج، إن "زي وقيافة البحرية في موسم الشتاء تكون سوداء اللون و(القردون) الأصفر والأزرار تكون ذهبية اللون على جانبين وهو الزي العالمي البحري الإنجليزي".
وأردف بالقول: "أما القيافة الصيفية يكون لونها أبيض مكونة من اللون الأبيض مشتق من السلم".
قاعدة العمل الرئيسة
وأوضح، أن "البحرية بحكمة عملها في البحر والتي يحكمها القانون البحري الدولي تعمل وفق قواعد تكون السلمية والانسانية أكثر من الأمور الأخرى".
وتابع: "قد تتعرض بعض القطع البحرية الموجودة في البحر سواء من الدول المجاورة لحوادث تحتم علينا وفق القانون البحري الدولي وثانياً الانسانية أن نقدم المساعدة للقطعة البحرية المتعرضة إلى حادث".
وأكمل: "حيث أغلى السفن قد تبحر في أجواء جوية غير ملائمة، قد تكون عواصف هناك أو أمطار لذلك أغلبها قد تتعرض للغرق".
وواصل: "من جانبنا نحذر اذا كانت الأجواء غير طبيعية وهذه التحذيرات تصل لنا من الأنواء الجوية سواء لدينا في العراق أو في بقية الدول".
زيارات إقليمية
يقول معارج: "تمت زيارة المملكة العربية السعودية من قبلي شخصياً للاطلاع وتفقد القوى البحرية السعودية، وهي الزيارة الأولى لنا، وتم خلالها الاطلاع على المؤسسات البحرية السعودية، حيث تمت زيارة الكلية البحرية وكانت مؤسسة حديثة قياساً بنا، إذ نملك أقدم مؤسسة بحرية، لكن في المقابل كانت لدى السعودية مؤسسة حديثة تضم العديد من مشبهات التدريب وهي ضرورية للطالب وكأنه يعيش في أجواء البحر".
وأوضح، أن "هذه المشبهات تشبه الزوارق تماماً أو السفن، وتكون هناك أجواء مشابهة للبحر وتعرض بعض السيناريوهات التي تتعرض لها الكوادر في البحر، إضافة إلى مشبهات أخرى منها المحركات والقضايا الفنية الأخرى وهي تشبه ممارسة الإبحار على السفن لكنها على الأرض، فضلاً عن وجود التدريب والبنية التحتية الخاصة بالتدريب للكلية التي كانت جيدة جداً، ولنا زيارات مستقبلية وتبادل الخبرات مع السعودية في المستقبل القريب".
تحديات وعقبات
يقول معارج: "لدينا المنفذ البحري وهو قناه خور عبد الله وهو ضمن نطاق مسؤوليتنا، ويشترك ويتداخل مع الجانب الكويتي، وهذا التداخل يجعلنا متواجدين باستمرار حيث قد تتعرض سفننا وبواخرنا لحوادث معينة على الجانب الكويتي كون هذا التداخل يكون دقيقاً جداً بسبب تداخل المياه على خلاف البر، ولا سيما حتى الآن لا يوجد بيننا ترسيم حدود واضح بعد الدعامة 62، مما يسبب لنا بعض الإرباك في العمل مع الجانب الكويتي"، مؤكداً أن "هذا الموضوع حساس جداً ويجعل القوة في ساحة عمليات مشتركة متداخلة مع الجانب الكويتي".
وتابع: "الموضوع الآخر والذي يحمل نفس الحساسية تقريباً هو عدم ترسيم الحدود مع الجانب الإيراني في شط العرب وهذه معضلة كون الحدود غير مرسمة، حيث يدعي الجانب الآخر أنها حدوده، ونحن نقول مياهنا الإقليمية، وحتى الآن لا يوجد أي ترسيم للحدود مع الجانبين الكويتي والإيراني".
وأكد، أن "التعاون موجود وخاصة ضمن قاطع مسؤوليتنا مع الجانب الكويتي، كون جانب شط العرب يشترك فيه معنا آمرية خفر السواحل التابعة لوزارة الداخلية، ونحن لنا جزء بسيط من قاطع شط العرب الذي يدخل ضمن نطاق مسؤوليتنا".
عمليات التهريب
يؤكد معارج، أنه "منذ أكثر من سنة لا يوجد أي مؤشر على عمليات تهريب للكاز أو تهريب المخدرات، حيث لم تؤشر لدينا أي حالة في ناحية البحر".
وأضاف، أنه "ضمن المعلومات الاستخبارية الاستباقية يتم القبض على المهربين مباشرة"، مؤكداً أن "واجب القوة البحرية يتلخص في إلقاء القبض على المهربين وتسليمهم للجهات المختصة".
الحدود القصوى للقوة البحرية
يوضح معارج، أن "أقصى دولة تم الوصول إليها هي دولة الإمارات بالاشتراك معها في تمارين، وعملت القوة البحرية على تصحيح سفن في الإمارات، وهي أقصى جولاتنا ضمن الجولات البحرية".
وتابع: "أما سفننا التجارية فتتحدد حركتها حسب تخصصها إن كانت ناقلة للنفط أو ناقلات للبضائع، حيث ناقلات النفط بإمكانها الوصول إلى موانئ الإمارات، وبعض السفن بإمكانها الوصول إلى الخليج العربي للسفن التجارية".
خطط مستقبلية
ويكمل معارج، قائلاً: "لدينا خطط مستقبلية لمدة 5 سنوات و10 سنوات، لكن الخطط التي يتم اعدادها من قبلنا تكون مرتبطة بإقرار الموازنة والتخصيصات المالية"، لافتاً إلى أن "الخطط المستقبلية متوقفة حالياً على بناء ميناء الفاو".
وأضاف، أن "هنالك بوادر في البدء بمشروع بناء قاعدة بحرية جديدة تكون متقدمة ومنفتحة على البحر، وضمن حساباتنا وخططنا ستحتوي القاعدة البحرية على سفن وزوارق حديثة ذات إمكانية عالية".
شروط الدخول للكلية البحرية
وحول شروط الدخول إلى الكلية البحرية، أوضح معارج، أن "الشروط أسوة بشروط باقي الكليات التي تقبل خريجي الدراسة الاعدادية الفرع العلمي فقط وبمعدل عال يبدأ من 75 فما فوق وحسب الدرجات والمعدلات للطلاب في كل عام".
وأضاف، أن "الكلية البحرية تتميز عن باقي الكليات العسكرية بأنها تقبل الفرع الحربي البحري والفرع التجاري".
ونوه إلى أن "الفرع الحربي البحري يخرج الضباط لوزارة الدفاع، والبحري التجاري يكون للشركات المدنية مثل الشركة العامة للموانئ وشركة نقل النفط وشركة النقل البحري ويتخرجون برتبة ضابط ثان تجاري".
وأشار إلى أن "التقديم يكون حسب رغبة الطالب سواء كان تجاريا أو حربيا، إضافة إلى قبول المعدل العالي للبحري الحربي، أما التجاري يكون المعدل أقل بفرق قد يصل إلى درجة أو درجتين عن الحربي".
منهج الكلية البحري
وبخصوص المنهج في الكلية البحرية، أوضح معارج، أن "المنهج عسكري بحت حتى وإن كان تجارياً كون الصفة التي تميز الكلية سواء الفرع التجاري أو الحربي هي القضايا الضبطية في السفينة، حيث لكل سفينة ربان واحد فقط، والسفينة تعمل في البحر وقد تصل مدة بقائها إلى أيام أو شهور خاصة التجارية، لذلك المنهج في الكلية البحرية هو منهج عسكري بحت ومدني علمي كدروس هندسية".
وتابع: "لدينا الفرع الهندسي ودروس بحرية بحيث يتخرج الطالب لديه علوم بحرية وعلوم هندسية إضافة إلى المنهج العسكري الذي يتم بالتدريب العسكري والأسلحة التي من الممكن استخدامها من قبل الضابط الحربي".
وأكمل: "لدينا المدرسة البحرية المختصة بتأهيل وتدريب الضباط والمراتب البحرية، وهنالك دورات خارجية من دول أوروبية وأمريكية، وهي تأهيل للضابط البحري والمنتسب البحري للتدريب على الأسلحة والقطع البحرية الحديثة، وهناك دورات تدريبية تخص الكادر المتقدم أو الرتب العالية المتخصصة بالتخطيط والعمليات".
ولفت إلى أن "المقر الرئيس هو قيادة القوة البحرية الموجود في البصرة في خور الزبير، وهو مقر القيادة الرئيس وتدريب الطلبة، ويكون القبول في أكاديمية الخليج العربي في محافظة البصرة والمدرسة البحرية التي تحدثنا عنها تكون في قاعدة أم قصر وهي خاصة بالتدريب".
وواصل حديثه: "لدينا خطة نسير عليها بحاجتنا للطلاب لكل عام، حيث نقدم للوزارة ولرئاسة أركان الجيش العدد المطلوب لهذه السنة على سبيل المثال من (25 الى 50) طالباً ونفتح القبول على هذا الأساس، ونستقبل المتقدمين ونختار وفق المعدل ووفقا للياقة البدنية، ويتم قبولهم في الكلية البحرية".
دورات خارجية
تابع معارج: "هناك دورات خارج العراق حيث لدينا عدد من الضباط تم تدريبهم في الخارج وكانت نتائجهم متقدمة وتم إرسال شكر لنا من إيطاليا ومصر وإنجلترا".
وأضاف: "بالنسبة للصيانة نقوم بإرسال دورات تدريبية للضباط المهندسين والكوادر الفنية المسؤولة عن الصيانة أحيانا لدول أوروبية يتم إرسالهم وأحيانا إلى أمريكا، وتمت عودتهم بكفاءة عالية".
تنسيق متواصل
وأكد قائد القوة البحرية، أن "التنسيق مستمر مع وزارة النقل والشركة العامة لموانئ العراق ومع وزاره النفط المتمثلة بشركة نفط البصرة كون أساس عملنا حماية المؤسستين بتقديم الحماية للاسطول التجاري".
وأشار إلى أن "وزارة النقل تقدم الدعم والإسناد من ناحية الصيانة والتصليح والأمور الأخرى، حيث لدينا تنسيق مشترك معها".
وأكمل: "لدينا أيضاً تعاون مع وزارة النفط باعتبارنا المسؤولين عن حماية الموانئ النفطية التابعة لوزارة النفط، والوزارة تقدم لنا المساعدات بصورة مستمرة في ما يخص الصيانة واسناد القوات الموجودة على المنصات النفطية من ناحية السكن وتقديم قدر الإمكان وسائل الراحة في المنصات النفطية كون معداتنا وقواتنا تعمل بصورة مستمرة لحماية تلك المؤسستين ضمن صلاحياتهم".
مناشئ التسيلح
وعن مناشئ التسليح، قال معارج، إن "مناشئ التسليح الرئيسة للقوة البحرية تعتمد على المناشئ الأوروبية والأمريكية، إذ نفضل التنوع بالتسليح كي لا يتم احتكارها، ونحاول أن نجعل مناشئنا متعددة".
وأكد، أنه "في الفترة المقبلة سوف تدخل زوارق من منشأ كوري".