تتوهج حياة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، بين 26 تموز 1899 و27 تموز 1997 بقصائد شكلت عمراً ممتلئاً بعطاء خسره النظام السابق، عندما تخلى عن شرف تلقي التعازي بوفاته.. بعد إسقاط الجنسية العراقية عنه، وترك الرئيس السوري حافظ أسد يستقبل المعزين.. حضوراً وبرقياً.. رؤساء دول وملوك وشخصيات أدبية وأكاديمية.. دفن في مقبرة السيدة زينب.. عليها السلام، وشاهدة قبره خريطة العراق.. فأي حب هذا الذي حمله الجواهري للوطن.. في المنفى.. حياً وميتاً.
وعن رحلة الجواهر الغنية بالشعر والادب والقيم
قالت الشاعرة سمرقند الجابري لوكالة الانباء العراقية (واع): "ولد محمد مهدي الجواهري، في النجف الأشرف، نشأ على إحساس مترف بالزمن.. يتجلى إحساسه بالزمن كلما تقدمت به السن، وهذا دليل على تشبث الشاعر بالحياة ومغالبة الموت: حب الحياة بحب الموت يُغريني". الشاعر كريم راضي العماري ذكر لوكالة الانباء العراقية (واع): " ينتمي الجواهري إلى أسرة عربية عريقة عرفت بآل الجواهري، وقد ورث هذا اللقب عن جد قريب يدعى الشيخ محمد حسن أحد أعلام الفقه في عصره" مضيفاً: "وهي مثل كل العوائل النجفية تأخذ ألقابها من كتاب يؤلفه عميد العائلة، والجواهري مستلة من كتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام" تأليف أحد أجداد محمد مهدي بن عبد الحسين.. شاعر العرب الأكبر".
لفت الشاعر العماري الى أن: "الكتاب عد من المراجع الأساسية لطلاب العلوم الإسلامية في القرن الثالث الهجري، إذ لا يرشح الطالب لنيل درجة الاجتهاد مالم يدرسها، كما يعد هذا المُؤَلَفُ مرجعاً من مراجع الفقه في تنظيم القضاء ونظام الأسرة في العهد الملكي في العراق".
بدوره قال الدكتور جبار فرحان العكيلي لوكالة الانباء العراقية (واع): إن "والد الشاعر محمد مهدي، هو عبد الحسين بن الشيخ عبد العلي الجواهري.. رجل علم وأدب، ذو شخصية قوية" منوهاً بأن "أمه فاطمة بنت الشيخ الجواهري، متذوقة للشعر، وهو ما ورثه نجلها محمد مهدي عنها، ترعرع في حضن اخته نبيهة وخادمتهم تفاحة، اللتين شجعتاه على صقل موهبته الفائقة في حفظ ونظم الشعر".
وتابع: "له أخوة كثيرون توزعوا بين بغداد وقم، تأثر منهم بمحمد جعفر الذي قتل شاباً في أحداث الوثبة عام 1948".
الشاعر عامر عاصي قال لوكالة الانباء العراقية (واع): إن: "الفقر لم يعق عبد الحسين.. والد محمد مهدي، عن إصطحاب ولده الى مجالس يعقدها العلماء، متبادلين النقاش" مبيناً: انه "كان شغفاً بالحرية الى حد شراء طيور لإطلاقها".
تحدث القاص عامر حمزة، لوكالة الانباء العراقية (واع) عن أبرز ما في سيرة الجواهري: "استشهاد شقيقه جعفر خلال انتفاضة الوثبة عام 1948، التي اندلعت ضد معاهدة بورتسموث مع بريطانيا واستطاعت إسقاطها، والتي ألهمته أحد أشهر قصائده في الرثاء، بعنوان "أخي جعفر" قائلاً: أتعلم أم أنت لا تعلمُ .. بأن جراح الضحايا فمُ.. فمٌ ليس كالمدعي قولةً .. وليس كآخر يسترحم.. أتعلم أن جراح الشهيدِ .. تظلّ عن الثأر تستفهم.. أتعلم أن جراح الشهيدِ .. من الجوع تهضم ما تلهم.. تمص دمًا ثم تبغي دمًا.. وتبقى تلحّ وتستطعم".
سياسياً أوضحت د. فاطمة سلومي: "عاش الجواهري العهد الملكي وما تلاه من تعاقب جمهوريات عدة على العراق" ذاكرة: "وله معهم مواقف متقلبة بين مديح وهجاء".
رئيس جمعية الأدباء الشعبيين عداي السلطاني، اشار الى أن قصيدة "آمنت بالحسين التي الجواهري ألقاها للمرة الأولى في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، ضمن التعازي الحسينية تحمل شجناً كبيراً فهو يخاطب بها شخصية عظيمة يستحضر فيها مع كة الطف بطريقة مبدعة: فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ... كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ مَبْتُـورَةَ الإصبَـعِ... فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي.. ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ.. ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ.. ويا غُصْنَ هاشِـمَ لم يَنْفَتِحْ بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ.. ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ".
أسعار النفط تحقق المزيد من المكاسب
في عيدها الـ 65.. مسؤولون وإعلاميون يشيدون بدقة ومهنية الرسالة الإعلامية لوكالة الأنباء العراقية
طقس العراق.. أمطار رعدية وانخفاض في درجات الحرارة