بغداد – واع
وجه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، نصائح للخطباء ولمحبي أهل البيت ومقيمي الشعائر الحسينية.
وقال السيد الصدر في تغريدة على حسابه بتويتر تابعتها وكالة الانباء العراقية (واع)، إن " ثورة الطف كانت وما زالت مناراً للأحرار في كل العالم، وقد انتصر فيها الدم على السيف، فاتخذها الكثير من الثوار أسوة وأنموذجاً لرفض الباطل والظلم والفساد عبر مر الزمن"، مبينا ان "الطف مدرسة كان قائدها الإمام الحسين عليه السلام، وما نحن إلا تلاميذ نستلهم منها أعلى معاني التضحية والفداء ورفض الضيم والذلة".
وأضاف: "سبحان الله الذي زرع في نفوس أتباعه ومحبيه جذوة تتأجج دوماً ومحبة لن تزول الى يوم القيامة"، مشيرا الى ان "هذه الجذوة والمحبة قد تتبلور وتتجلى على هيئة إبكاء وبكاء وتباك وحزن وما شاكل ذلك".
واكد انه "ورد في إحياء ذكر آل البيت عليهم السلام والبكاء عليهم الكثير من الأجر والثواب، ولذلك يسارع الكثيرون - جزاهم الله خير الجزاء الأوفى - الى إقامة الشعائر الحسينية من المواكب ومجالس العزاء واللطم والتطبير وما إلى غير ذلك من الشعائر المقرة من قبل أعلامنا العلماء الأحياء منهم والأموات"، موضحا ان "كل ذلك مشروط بعدم التعدي على الأحكام الشرعية والثوابت والأسس العامة التي خطت لنا عبر السنة الشريفة والفتاوى الكريمة".
وبين ان "التوسع بها يؤدي الى ما لا يحمد عقباه ويكون بدعة محرمة، وقد تكلمت عن ذلك في موارد كثيرة وحذرت منها وأكرر تحذيري وإلا فإن روح الشعائر ستعتريها الشوائب لا سمح الله كالموسيقى واللطم ولطم الشور والتعري والمشي على الجمر وقيل بالتأسي بنساء أهل البيت بنزع الحجاب وحاشا لله.. فإنهن لم ولن يفعلن ذلك وما كان ينبغي لهم ذلك فهن العفيفات المؤمنات وما ورد عكس ذلك فهو محض تخرص وكذب".
وذكر ان "الجذوة والمحبة تتجلى على شكل رفض للظلم والضيم والفساد والانحراف الخلقي فيسارع القلة الى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة والى الاحتجاج ضد الفساد تارة أخرى جزاهم الله خير الجزاء"، لافتا الى ان "كلا الجانبين هم على حق ما لم يتعدوا شرع الله وأحكامه".
واكد ان "الله قد زرع في قلوب المؤمنين حرارة لن تنطفئ الى يوم القيامة، فكانت من فيوضاته جل وعلا أن من علينا بالمنبر الحسيني الخالد الذي هو بمثابة صرح عظيم لإحياء ذكر أهل البيت عموماً وعلى رأسهم وفي مقدمتهم سيدهم وسيد الكونين محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته أجمعين، وبالأخص ذكر الإمام الحسين ومظلوميته وظالميه من بني أمية والمنافقين والناصبين له ولأهل بيته العداء، فيعتلي الخطيب المنبر ليذكر مناقبهم ومنهجهم ويحاول إبكاء الحضور حين ذكر مقتلهم واستشهادهم صلوات الله عليهم أجمعين".
وبين ان "هذا المنبر منبر هداية وإصلاح وصلاح للمجتمع ولا ينبغي التفريط به على الإطلاق بل يجب الحفاظ على جوهره وسمعته وفيئه وظلاله"، لافتا: "انني أجد لزاماً عليّ أن أقدم بعض النصائح والتوجيهات (للخطباء):
1. التركيز على طاعة الله سبحانه وتعالى والتأسي بنهج ومنهج أهل البيت عليهم السلام من خلال ذكر سيرتهم وأحكامهم وأخلاقهم وأحاديثهم ورواياتهم وأصحابهم المنتجبين الأخيار.
2. التفاعل مع المجتمع في مشاكلهم ومطالبهم، وأهم ذلك ما يعتري عراقنا الحبيب من فساد وظلم من خلال النصائح والتركيز على أن الفساد لا يحارب بفساد مثله وأن الإصلاح العام لا يأتي إلا بعد إصلاح الأنفس ففاقد الشيء لا يعطيه ومن خلال الحث على التآخي والتكاتف والالتزام بالشرع والأحكام والتحلي بالأخلاق ثم الاحتجاج وإعلان الغضب والرفض للفساد والفاسدين.
3. نقل معاناة الفقراء والمعوزين والمظلومين في عراقنا الحبيب، فالإمام الحسين إنما ثار من أجلهم ومحبة بهم فالفقراء أحباب الله ولكي لا يكون الفقر كفراً.
4. التركيز على المفاسد المنتشرة والمتفشية في مجتمعنا العراقي من إلحاد واعتراض على البلاء من حر وبرد ومطر وجفاف ووباء وما شاكل ذلك، بل الأهم من ذلك تبصرة الشعب بالمكر الغربي الداهم ولاسيما في قضية (الزواج المثلي) الذي يريد الغرب فرضه على مجتمعاتنا الإسلامية والشرقية وأن ذلك ليس حرية شخصية بل فيه ضرر ومرض ووباء ووبال على الجميع، وكل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالشتائم وكيل التهم وإلقاء الشبهة بلا حلول وبلا إنصاف، كما عليهم تجنب الطائفية والتنفير بذكر العذاب فقط دون الرحمة.
وتابع: "أوجه بعض النصائح لمحبي أهل البيت ومقيمي الشعائر الحسينية، كالتالي:
أولا : التفقه في الدين ودراسة سيرة المعصومين عليهم السلام.
ثانياً : حضور المجالس الحسينية بكل احترام ووقار والالتزام بالوقاية الصحية قدر الامكان .
ثالثاً : مساعدة الفقراء والمحتاجين.
رابعاً : ترك البدع والمحرمات فيما يخص الشعائر الحسينية كما ذكرنا آنفاً.
خامسا: الالتزام بالنظافة في المواكب الحسينية وتوزيع الطعام وما شاكل ذلك.
سادساً : الاقتصار على ذكر الإمام الحسين في الأيام الثلاثة عشر وخصوصاً في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي وما شاكل ذلك.