بغداد - واع
أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، أن العراق ليس ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة، وأن مؤتمر السعودية سيتناول ملفات التعاون الاقتصادي والتحديثات التي أفرزتها جائحة كورونا وأزمتي الأمن الغذائي والتغير المناخي.
وقال الكاظمي خلال لقائه عدداً من الصحفيين والإعلاميين وحضرته وكالة الأنباء العراقية (واع) بحسب بيان لمكتبه الإعلامي: "أضعكم في أجواء الدعوة التي تلقيناها للمشاركة في مؤتمر السعودية بحضور مجلس التعاون الخليجي، والعراق، ومصر، والأردن، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أجندة المؤتمر ستناقش التعاون في مجالات الاقتصاد، والطاقة، والتحديات التي أنتجتها جائحة كورونا، وأزمة الأمن الغذائي، وكذلك التغير المناخي".
وأضاف، "الأحاديث الأخرى عن أهداف القمة هي محاولة للتشويش، ولا صحة لها إطلاقاً، وهي محاولة لإبعاد العراق عن الدور البارز الذي يلعبه في المنطقة، وأن تقوم هذه الحكومة بمهامها في خدمة الشعب، وجلب الاستثمارات والدعم لصالح العراق".
وأوضح، "إننا ذاهبون إلى المؤتمر في المملكة العربية السعودية، ونحن نركز على ملف المياه والتغيرات المناخية، والشراكة في موضوع الطاقة والربط الكهربائي، وكذلك الشراكات الاقتصادية، والاستثمارات المشتركة، وهذا كله فيه خير للشعب العراقي، ودعم كبير للمشاريع الاستثمارية في العراق".
وتابع أن "هذا الدور هو الذي يمنح للعراق فرصة للاستثمار، والتبادل الثقافي، والتعليم، والصحة، لقد غير العالم الكثير من مفاهيمه بعد كورونا، وأصبحت استراتيجية الأمن والدفاع هي الصحة، والتعليم، والصناعة، فمن غير المعقول أن تبقى استراتيجياتنا مبنية على الأوهام وسوء الظن والابتعاد عن المشتركات الثقافية".
وقال: "لقد وجد العراق نفسه في التعاون والتنسيق، وفي المشاريع التي تخص خدمة المواطن؛ لهذا جلبنا مجموعة استثمارات كبيرة في العراق؛ وإثر ذلك تمكنا من جلب مبالغ كبيرة للاستثمار انعكس في مشاريع ضخمة".
وشدد على أن "العراق أولاً، هذه سياستنا وشعارنا، ويحاول البعض أن يشير إلى مخاوف وهمية، ويمنعنا من بناء علاقاتنا مع أشقائنا، وكأنما العراق ليس في قلب التأريخ ولا هو ملتقى الحضارات منذ آلاف السنين. العراق في موقع استراتيجي لا يسمح له إلا أن يكون فعالاً وفي تكامل مع الآخرين، وأن تكون علاقاته جيدة مع إخوته وجيرانه وأصدقائه؛ من أجل مصلحة العراقيين".
ولفت الكاظمي إلى أن "موقف العراق من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، ونحن لسنا ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة، والعراق يحافظ على سياسته المتوازنة مع جيرانه ومحيطه منطلقاً من مبادئه الوطنية والإنسانية".
وتابع "جاءت هذه الحكومة في ظرف اقتصادي صعب وعبرناه، والمؤشرات الاقتصادية من البنك الدولي تؤكد أن العراق نجح في وقت قصير جداً من عبور هذه الأزمة، وتقديمنا رؤية للإصلاح الاقتصادي ممثلة بالورقة البيضاء".
وأشار إلى أنه "كانت هناك عزلة واضحة للعراق في علاقاته الخارجية، وقد عانى منها منذ فترة طويلة، وبسبب السياسات الخاطئة عزل العراق نفسه عن العالم؛ وانعكس ذلك على الكثير من بناه التحتية، على التعليم والمجتمع، وانعكست في حروب وعقوبات دفع ثمنها المواطن العراقي، وبعد عام 2003 استمرت سياسة العزل لأسباب عدة، والحمد لله نجح العراق أن ينهي العزلة، وأن يأخذ دوره الطبيعي في علاقاته مع دول المنطقة والعالم".
وقال رئيس الوزراء: "نعيش اليوم في عالم مختلف ليس على مستوى التطورات التكنولوجية فقط، بل على مستوى طبيعة الإدارة والسياسة للحكومات، فأصبحت العلاقات والمصالح المشتركة هي التي تقدم مشاريع لمعالجة البطالة، والتصحر، والبيئة، ومثل هذه المشاريع بحاجة إلى التعاون مع الآخرين؛ لذلك كان التوجه للانفتاح على العالم؛ ليتحول العراق سريعاً من عضو معزول عن العالم إلى عنصر فعال في العلاقات، ومن هذا المنطلق أقمنا مؤتمرات في بغداد، ووساطات بين أكثر من دولة في العراق نجحت أغلبها".
وأكد أن "العراق اليوم من أكثر الدول المتضررة من التغيير المناخي، ونحن بحاجة إلى مساعدة الآخرين؛ ولهذا اتخذنا قراراً بأن نتعاون مع أشقائنا وأصدقائنا في عبور هذه التحديات".