بغداد – واع
أكد الموسيقي العراقي المغترب قتيبة النعيمي، اليوم الثلاثاء، وجود مشروع عراقي لتحديث الموسيقى العربية، وأشار إلى السعي إلى تصدير الموسيقى والتراث الغنائي العراقي الى العالم، عبر رؤية واضحة تتخذ من المنهج العلمي سبيلاً للوصول الى هذه الغاية.
ويؤكد النعيمي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "مشروع إدخال الأوركسترا مع العود في ثمرة تعاون بينه وبين الموسيقار نصير شمة، كان بادرة جيدة لتحديث الموسيقى العربية، إذ احدث ذلك وقعاً ونمطاً جديداً اضفى عذوبة وعمقاً على المعزوفات الموسيقية من دون المساس بهويتها واصالتها.
ويضيف، أن "المشروع يهدف لتوسيع ذخيرة العود والأوركسترا السمفونية عالميا"، مؤكداً أن "العرض العالمي الأول لهذا البرنامج الموسيقي سيقام مع الأوركسترا الوطنية البلغارية من أجل تصدير الآلات الموسيقية العربية للعالم وصياغتها لتكون مع الأوركسترا بطريقة علمية حديثة".
وأضاف، أن "العراق مليء بالطاقات المبدعة، وان الحركة الموسيقية في العراق تحتاج الى نهضة لا تقتصر على تأسيس الفرق الغنائية ، او وضع منهاج سنوي فقط ، إنما هي بحاجة إلى إعادة هيكلة وصناعة جيل جديد من الشباب الموسيقيين ، يواكبون التطور العلمي والمعرفي في مجال الموسيقي"، لافتاً الى "ضرورة الاستفادة من تصدير تراثنا الأصيل إلى العالم من خلال ربط المعاهد والمدارس الموسيقية مع الجامعات العالمية الموسيقية، واستقطاب الكفاءات العلمية العراقية ،لاسيما وان العراق بلد مليء بالطاقات".
وأعرب النعيمي عن سعيه من خلال هذه المشاريع التعليمية الى وضع رؤية مستقبلية لتصدير الموسيقى والتراث العراقي الى العالم بأسلوب علمي حديث".
جهود شمة والنعيمي، لاقت ترحيباً ودعماً من الجهات المسؤولة في وزارة الثقافة .
وفي هذا الإطار أشاد وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم "بالجهود الموسيقية المقدمة من المؤلف الموسيقي العراقي قتيبة النعيمي ودوره في ربط الموسيقى العراقية بالعالم"، موضحاً ، بأن "تصدير الموسيقي عالمياً يعد امتداداً للتجارب الموسيقية العربية القديمة التي تعود الى ألف عام".
ويؤكد ناظم رغبة وزارة الثقافة بتأسيس بيت للعود في بغداد إسوة بعدد من البلدان العربية، ومنها مصر، وتونس، والسودان، أبو ظبي وغيرها من البلدان التي تمتلك بيتا للعود".
ولفت إلى أن " وزارة الثقافة سلمت مؤخراً بيت الوالي القديم بشارع المتنبي في العاصمة بغداد الى الموسيقار نصير شمة ليكون مقراً رسمياً لبيت العود، الذي سيستضيف العشرات من الفنانين والمثقفين، ويصبح هذا البيت مكاناً لتعليم الموسيقى ومركزاً ثقافياً للمعارف والندوات والورشات لصناعة آلة العود".
ولاريب فإن اصالة الابداع والحافز الكبير الذي يمتاز به بعض الفنانين في الارتقاء بالثقافة والفن العراقي والعبور بهما الى العالمية ، هي علامة فارقة من شانها دفع العالم للأصغاء للحس الإنساني الذي تمتاز به الموسيقى والفن العراقي.