يعقوب يوسف جبر
وإن شح مياه الانهار ومياه الأمطار ومشكلة ارتفاع درجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري هي اسباب طبيعية تقف وراء اتساع نطاق ظاهرة التصحر، وقد أدت ظاهرة التصحر إلى ازدياد هبوب العواصف الرملية وتلوث البيئة وتلوث المياه .
فمنطقتنا العربية، ليست بمنأى عن التأثيرات السلبية، بل هي في قلب المشكلة المناخية الكبرى، التي يواجهها العالم ومن نتائجها التصحر ونقص المياه. وفي حين نجد نسبة التصحر في الأراضي المروية في العراق 71 %، بينما في تركيا ولبنان وسوريا 13 %، 7 %، 17 %، على التوالي.
إذن المشكلة أكبر في العراق وهي مشكلة قابلة للتوسع، واذا تفاقمت فإنها ستولد آثارا كارثية، منها نضوب مياه الأنهار، حينئذ سيضطر المواطنون إلى حفر الآبار، وسوف تزداد هجرة المواطنين من الريف إلى المدن او هجرة المواطنين من البلد إلى البلدان المجاورة، بسبب الجفاف وسوء المناخ وتلوث البيئة وسيشهد سوق الانتاج المحلي للثروة الحيوانية تدهورا كبيرا .
ماهي إذن خطط الوزارات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة المنتجة لعدة ظواهر؟
إن من أمثل الخطط والحلول هي زراعة أشجار النخيل، وإن الغاية من ذلك هو تثبيت التربة وترطيب مناخها وانتاج ثمرة التمر .
والخطة الأخرى هي تقنية الاستمطار، لكن يجب أن تتم هذه التقنية بصورة هادفة، تتزامن مع استنبات الاراضي وتهيئتها لزراعة النباتات، ثم تفعيل الاستمطار لسقي هذه الاراضي المترامية
الأطراف .
وهنالك خطة مذهلة يمكن تحويلها إلى واقع ملموس، لإنقاذ البلد من هذه المشكلة، وهي انشاء بحيرات كبرى تتوزع بين الأراضي الصحراوية وملئها بواسطة قناة يبدأ جريانها من الخليج العربي، وتصب في هذه البحيرات، كما يمكن زراعة هذه الصحراء وإروائها من المياه الجوفية، فهنالك خزان عملاق للمياه، ويؤيد مختصون في مجال الزراعة زراعة المحاصيل الستراتيجية، مثل أشجار النخيل والزيتون والفستق الحلبي والحنطة، التي تتمتع باستهلاك مائي قليل في الأماكن التي تكون فيها وفرة من المياه الجوفية، إضافة إلى أن تلك المحاصيل تتحمل ظروف البيئة وتساعد على تثبيت الكثبان الرملية.
إن تفعيل هذه الحلول سيؤدي إلى تشغيل العاطلين وإلى زيادة الانتاج الزراعي والحيواني، واعادة تأهيل القرى المهجورة وتشجيع المهاجرين على العودة إلى قراهم، واستحداث قرى جديدة في الصحراء للعمل في مجال الانتاج الزراعي
والحيواني .
وكما أسلفت القول فإن من أبرز هذه الحلول هو انشاء قناة تمتد من الخليج قاطعة الصحراء، وتمتد عبر سوريا والاردن حتى البحر المتوسط، لتحقق غايات اقتصادية وتجارية، فهي تصلح لنقل البضائع عبر هذين البلدين، وبالوقت نفسه تصلح لملء البحيرات، التي يتم انشاؤها في هذه الصحراء، التي تتحقق بإنشائها عدة غايات منها ترطيب الأجواء وإنشاء غطاء نباتي من الغابات والادغال كعلف للحيوانات الأليفة، وبالوقت نفسه، فإن هذه البحيرات الكبرى سترطب الطقس مما سيؤدي إلى حدوث المنخفضات الجوية التي ستساهم في هطول الأمطار. ولا ننسى أن هذه المشاريع ستؤدي إلى تشغيل الايدي العاطلة عن العمل، فهل ستتبنى الدولة الحالية هذا المشروع الاقتصادي
العملاق؟.