البصرة – واع – صبا سامي
يعاني الأطفال في محافظة البصرة من مشاكل عديدة، فعلى الرغم من الانفتاح الثقافي وتطور مستوى التعليم في المحافظة، إلا أن تقاطعات الشوارع العامة وجدران الأزقة، تحمل آثار طفولة محطمة، إذ ثمة أطفال يحملون المناديل الورقية وقناني الماء سعيا للرزق.
الصورة المعتمة لحياة العديد من الأطفال الذين تدفعهم الظروف المختلفة لبيع الماء والوقوف طويلاً تحت حرارة الشمس من أجل الحصول على مبلغ صغير يقيم اودهم مع عائلاتهم، صورة كهذه تستفز الضمائر بحثا عن حلول لانتشال الطفولة الضائعة.
وفي هذا الباب، ومن ضمن المساعي الطيبة التي ترمي للنهوض بواقع الاطفال، بادر قصر الثقافة والفنون في محافظة البصرة الى إصدار مجلة "السندباد"، لتكون مساحة خصبة لتنمية الأطفال وتثقيفهم واحتضان مواهبم بدلات من الانحراف والضياع.
يقول مدير قصر الثقافة والفنون في محافظة البصرة عبد الحق المظفر في تصريح خاص لوكالة الأنباء العراقية (واع) ، إنه "من أجل الاهتمام بالطفولة البصرية وإنقاذها من عالم العنف والضياع، لابد من تطوير مايمكن أن يعود بفائدة للطفل، ومن هذا المنطلق ، تم إصدار مجلة السندباد التي تعنى بثقافة الطفل، والتي لاتتوقف على مؤلفين كبار فقط، بل يشترك بها أطفال موهوبون أيضا".
وأضاف أن "المجلة تضم قصصا ورسومات كثيرة بعضها من مشاركات الأطفال النفسهم، ونظرا للاقبال على هذه المجلة الفصلية، تمكنا من إصدارها شهريا ويتم توزيعها في مكتبة رياض الأطفال والمكتبة الخاصة بالطفل في قصر الثقافة والفنون"، مبيناً أن "الهدف من هذه المجلة تنمية ثقافة الاطفال من خلال القراءة والرسوم الملونة، سيما وأن الطفل يتجه مباشرة الى الرسوم والألوان ، لذلك فأن المجلة تضم صفحات ملونة تحمل قصصا عن طريق الرسوم دون أية كلمات".
وأشار المظفر إلى انه "مع بدء العطلة الصيفية ستكون هناك ورش للرسم وتعليم الخط والكتابة والتأليف من أجل الحفاظ على بنية الأطفال الثقافية والأخلاقية والتعليمية بعيدا عن العنف والإساءة".
من ناحيته أعرب التدريسي في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة وصفي فالح عن اسفه "لانتشار السوشل ميديا والأجهزة اللوحية وبعض الرسوم المتحركة التي تحمل العنف والقسوة"، مشددا على ضرورة "التحرك لإنقاذ الطفولة من عالم العنف الذي بات يهدد الأطفال إضافة إلى التسول والضياع".
وأكد اهمية "تطوير أمكانية الاطفال من خلال القراءة والرسم عبر المجلات الثقافية المنوعة والتي تشتمل على القصص او الرسومات المبسطة التي تروي حدثا وقصصا كاملة بلغة الرسم فقط"، مبيناً أن "مجلة سندباد تجسد هذه الامور، وأن هناك صفحات خاصة لإطفال موهوبين بالكتابة والرسم، ولديهم مشاركات عديدة في المجلة ،وسيتم إضافة حقول ثقافية منوعة للمجلة".
ولفت إلى "إقامة دورات رسم وورش فنية خاصة بالاطفال ، وان السبب الذي دعا إلى تأخير إقامة هذه الورش، هو الأجور العالية لمكان اقامة الورش".
وتابع ،ان "مجلة السندباد تهدف إلى إحياء روح الفن والثقافة في مخيلة وعقل الطفل، وهي حاضنة لثقافة الطفل من حيث الأدب المقروء والأدب المرئي، إضافة الى إنها تحمل قصصا منوعة ومعلومات ثقافية بأسلوب مبسط تماشيا مع اعمار الأطفال"، منوها ، ان "النهوض بواقع الطفولة في محافظة البصرة ،بدأ من هذه المجلة ،وستلحقها دورات وورش ثقافية وفنية للأطفال لصقل المواهب".
واكد ان "العدد الأول من المجلة صدر عام 2019، ولو أن طفلاً واحداً من بين عشرة أطفال يطلع ويقرأ المجلة، فأن ذلك يعد إنجازا مهما نحو مستقبل واعد للجيل القادم".
بدوره ، لفت الفنان التشكيلي رامي التميمي الى "الطفولة المهمشة في البصرة رغم التطور التعليمي والمدارس المتطوره والانفتاح"، مشيراً إلى "ظاهرة تسول الاطفال، وإلى أطفال آخرين يسعون للقمة العيش بعيداً عن عالم الطفولة البريء، فلابد من القضاء على التخلف والجهل وإبعاد الطفل عن الأجهزة اللوحية والسوشل ميديا".
وأشار إلى أن "الأجهزة اللوحية تعمل على تدمير عقول الأطفال الصغار، وان الحاجة اضحت ماسة لتغذية عقول الأطفال بالقراءة والكتابة والرسم، لذا تم الاتفاق على إصدار مجلة ترعى ثقافة وسلوك الاطفال وتنمية مواهبهم، ولاتزال مجلة سندباد متواصلة وتحمل في صفحاتها قصصا عن حضارة وتراث العراق"، مؤكداً أن "المجلة بمثابة رسالة لإهالي الأطفال، لأن التكنولوجيا اخذت الأطفال بعيداً عن عالمهم، ونحن نسعى للحفاظ على الطفل مطلعاً وكاتباً ومثقفاً من خلال القراءة والمشاركات في المجلة لتطوير قابليات الاطفال واحتضان مواهبهم".