ميسان- واع- شذى السوداني- عبدالحسين بريسم
يعدُ عيد التعميد الذهبي للصابئة المندائيين في ميسان والعراق والعالم أحد أهم الأعياد، وهو اليوم الواحد والستون بعد ما يعرف لديهم بالبنجة البيضاء، حيث تقام طقوس الارتماس بالماء الجاري وقراءة أدعية من كتاب الصابئة.
ويقول الكاتب والمؤرخ للصابئة المندائيين، خضير الزهيري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "تفسير معنى عيد يوم دهفاد دايما هو يوم الديمومة الذهبي وصادف يوم أمس الثامن عشر من آيار وهو اليوم الواحد والستون بعد البنجة البيضاء".
وعن قصة هذه المناسبة، أوضح، أنه "في هذا اليوم الذهبي صبغ الملاك هيبل زيوا ستين ملاكاً، وقد أوكلهم لحماية المعمورة بعد ايام البنجة البيضاء، حيث إن المندائيين يرمزون اليه بخيوط الهميانة الواحد والستون، كما أن مخطوطة الف ترسر شيالي أشارت الى صباغة الدايما في متونها بالنص التالي يصطبغ المولود بصباغة الدايما بعد الشهر العاشر من كينونته في رحم أمه أي بعد شهر من ولادته في يوم دهفا اد دايما".
وتابع، "أي أن الوليد بعد أن يكمل مدة الصورثا أي (العزلة الطقسية) وهي ثلاثون يوماً يحق له أن يصطبغ صباغة الدايما في يوم دهفا اد دايما وليس في يوم اخر كي يصبح مندائيا حقيقياً، وذلك بسبب أهمية هذه الصباغة عند المندائيين".
وأشار إلى، أن "هنالك اسماء أخرى للصباغة وهي (البخرا اي البكر، الزهريثا لأنها تجري بعناية فائقة) وايضاً هي صباغة بهرام ربّا تلك الصباغة التي يرددها المندائي اثناء الطماشة باليردنا بقوله، أنا مصبوغ بصباغة بهرام ربا ابن الحياة العظمى صباغتي تحرسني وترتقي الى العلياء".
ويضيف قائلاً: إن "نبينا يهيا يهانا (يحيى بن زكريا) اصطبغ في هذا اليوم الذهبي بعد ثلاثين يوماً من عمره واعتبر هذا اليوم هو ذكرى الولادة الحقيقية لنبينا فما اعظم هذا اليوم الذي نرمز له بعنصر الذهب لأن الذهب يرمز الى الزيوا والنقاء كما أننا اعتدنا على تسمية يوم دهفا اد دايما بيوم دهفا ديمانا اي اليوم الذهبي للمانا اي النيشمثا، وقد أشارت الكنزا ربا في متونها لهذا الصدد بالنص التالي أنا مانا من الحياة العظمى يسمونني في المعمورة ادم كسيا، النيشمثا، نفحة الحياة، الحرارة الحية".
ولفت إلى، أن "المندائيين في هذا اليوم الذهبي يصطفون باعداد كبيرة وبلباسهم الديني الجديد الناصع البياض أمام اليردنا كي يصطبغوا لينالوا الطهر وغفران الخطايا وليؤكدوا انتمائهم الحقيقي لهذا الدين العظيم".
بدوره، أوضح رجل دين من الصابئة المندائيين الشيخ نظام كريدي في ميسان، أن "الصابئة المندائيين في ميسان يحتفلون على شواطئ دجلة الخير بمناسبة عيد التعميد الذهبي للصابئة المندائية، الذي يعد من أهم الاعياد، حيث يتم التعميد بالماء الجاري".
وأشار إلى أن "هناك عيدا من الطقوس منها الارتماس في النهر مع قراءة بعض التراتيل الدينية الخاصة بالمندائيين، أضافة إلى توزيع الطعام في ثواب الموتى وإقامة طقوس عيد التعميد الذهبي".