النجف الأشراف- واع- حيدر فرمان
تعج مؤسسة كاشف الغطاء في محافظة النجف الأشرف بعشرات آلاف المخطوطات النادرة التي تعود إلى القرون الهجرية الأولى.
فثمة نسخة من القرآن الكريم يعود تاريخها الى الحقبة الاندلسية، والعديد من النفائس القديمة التي تعد ارثا تحفل به المكتبات النجفية، ومنها مكتبة مؤسسة كاشف الغطاء التي تحتضن الاف الكتب الفقهية والفكرية والتاريخية، فضلا عن مخطوطات نادرة يعود تاريخها الى نحو 900 عام.
ولغرض الاطلاع على الخزين المعرفي والارث العلمي الذي تحتويه المكتبة، استطلعت وكالة الأنباء العراقية (واع) خلال زيارة لها الى مكتبة المؤسسة هذا الارث الكبير، اذ تحدث مدير قسم ترميم المخطوطات رضا حسون قائلا: "يعد قسم ترميم وصيانة المخطوطات من الاقسام المهمة في المؤسسة، وأن العمل في القسم هو فهرسة المخطوطة في استمارة فور وصولها، بغية التعرف على الاضرار التي لحقت بها وكيفية ترميمها".
وأضاف، "أما الخطوة التالية فهي اصلاح الاضرار التي تلحق بالمخطوطات عبر تغيير جلد غلاف المخطوط او الورق، وبعد ذلك يتم إرسال المخطوطات للخزن"، مشيراً إلى أن "الاجزاء المفقودة تبقى مفقودة، وإذا تمت كتابتها فتعد مزورة، لأن القسم يقوم فقط بترميم الاجزاء المتضررة، أما الخط فلا يمكن معالجته".
وأكد حسون، أن "أقدم مخطوطة في مكتبة مؤسسة كاشف الغطاء، هي مخطوطة كتاب الاستبصار، وتمتد الى 900 عام، فيما توجد مخطوطات أخرى أيضا يصل عمرها إلى 500 و600 عام"، موضحا أن "مراحل ترميم المخطوطات تبدأ بتنظيف المخطوط من الاتربة وتعقيمها وجلب الورق الخاص بالمخطوط الذي يجب أن يكون مجانسا لورق المخطوط نفسه، فيما يجب أن يكون سمك الورق مطابقا لسمك المخطوط"، لافتا الى أنه "وبعد عملية الترميم، يتم استخدام صمغ خاص من الالياف السيللوزية، وخياطة المخطوط على شكل ملازم، وتعمل بعد ذلك "الشيرازة" وهي حياكة اسلامية تحيط بنهاية اطراف الورق".
من جانبه وصف مسؤول إعلام مؤسسة كاشف الغطاء أن "هذه المؤسسة من المؤسسات النجفية المهمة وهي تضم العديد من الاقسام، ومن ضمنها قسم ذخائر المخطوطات التي تتبنى جمع وحفظ وتوثيق وترميم ونشر المخطوطات القديمة التي تعتبر كتبا نادرة ألفها علماء سابقون"، مبينا أن "مكتبة المؤسسة تضم ايضا مواد علمية مهمة، وأن المؤسسة حرصت على الاعتناء بالمخطوطات من خلال قسم ترميم وصيانة المخطوطات".
وتابع، "تضم المؤسسة في رفوفها ثلاثة انواع من الكتب، هي الكتب المطبوعة التي يستفيد منها الباحثون، وهنالك نوع من الكتب الحجرية التي تطبع على الواح حجرية وتعتبر من النسخ المهمة، اما القسم الثالث وهو الاهم فهو المخطوطات".
ولفت إلى أن "مخطوطة "الاستبصار" للشيخ الطوسي، الذي عاش في القرن السادس الهجري، هي من اندر مخطوطات المكتبة، وهي مخطوطة بكلمات قليلة النقط، فيما توجد نسخة من القران الكريم تعود للحقبة الأندلسية"، منوها الى "وجود العديد من المخطوطات الجميلة في الخط والغزيرة بالمادة العلمية في هذه المكتبة".
وأكد مسؤول اعلام المؤسسة، أن "العديد من كتب ومخطوطات مكتبة المؤسسة ماتزال غير محققة"، داعيا "الباحثين من طلبة الدراسات العليا للمبادرة في تحقيق هذه الكتب والاستفادة منها".
ونوه إلى أنه "تم جمع العديد من المقتنيات والنفائس القديمة والاحتفاظ بها لتحاكي حقبا زمنية مختلفة، التي تعبر عنها، المهور او الاختام، اضافة الى الوثائق القديمة والاقلام التي كان يستخدمها العلماء والساعات والمنحوتات الحجرية التي تعد ارثا، يصح ادخاله الى منظمة اليونسكو التي تعتمد في تصنيفها الاثار التي تعود الى اكثر من 100 عام".