كربلاء المقدسة- واع- عباس الرحيمي
الكليجة، ضيفة العراقيين في كل عيد، وقلما تخلو بيوتهم منها، ويتفق الجميع على أنها الضيف المحبب الذي لا يُمل وإن طال به المقام.
بعجينة يخلط فيها الطحين بالدهن والهيل، تصنع الكليجة وتفرش ثم يتم حشو أجزائها الصغيرة بالتمر أو السكر والسمسم والمكسرات.
تبدأ طقوس إعداد الكليجة قبل يوم أو يومين من حلول العيد باجتماع جميع أفراد الأسرة لاسيما النساء ويتم توزيع الأدوار فيما بينهن حتى آخر طقس وهو وضعها في الفرن للشواء داخل المنزل أو إرسالها عبر أحد أفراد العائلة الرجال أو الأبناء إلى أحد الأفران في المنطقة.
وكالة الأنباء العراقية التقت بإحدى الأسر الكربلائية للحديث عن سيدة العيد الأولى الكليجة العراقية.
أم محمد سيدة تحدثت لوكالتنا عن طقوس إعداد الكليجة قائلة: "في العيد نصنع جميع أنواع الكليجة وهذه الأنواع تختلف فيما بينها تبعاً للحشوة التي تحويها وأبرزها كليجة التمر وتتبعها الأنواع الأخرى كالسمسم وجوز الهند والجوز واللقم وغيرها من الحشوات وهذا يعتمد على ما هو متوافر في المنزل".
وأكدت أن "الكليجة الكربلائية تختلف نوعا ما عن غيرها مما نراه في المحافظات الأخرى إذ تتميز باحتوائها على الدهن الحر والحليب والهيل وهذا ما يكسبها طعماً رائعاً وشكلاً جميلاً ونوعاً طرياً".
وأضافت أم محمد، "صناعة الكليجة ورثناها عن أمهاتنا وهن بدورهن ورثنها عن جداتنا وسنعلمها بناتنا ليستمر هذا الطقس ونحافظ عليه من الإهمال والنسيان والزوال لاسيما بعد دخول المعامل والمصانع هذا العالم وصناعتها ميكانيكياً".
وتابعت أم محمد، "رغم المشقة والتعب التي يعاني منهما أفراد الأسرة في صناعة الكليجة إلاً أننا نشعر بالسعادة الغامرة ونحن نقدمها الى أهالينا وأصدقائنا ومحبينا يوم العيد".
أبو علي صاحب فرن في مدينة كربلاء، يقول بدوره لوكالة الأنباء العراقية (واع): "تأتينا الكثير من العوائل بـ (الصواني) ليتم الشواء بمبالغ رمزية، والجميع يكرموننا بكليجات وكأننا نتذوقها من منازلهم".
ويضيف، "في فرننا نصنع الكليجة، طعمها رائع، لكن الكليجة المعدة في البيوت في فترة العيد لها طعم أطيب وهذا سر لا تفسير له سوى أنها معجونة بالمحبة".