البصرة- واع- صبا سامي
تعتبر دور السينما والمسرح في محافظة البصرة ومنذ تأسيسها واجهة ثقافية وحضارية بل وسياحية أيضا، لما تحمله من ميزتين فنية وأدبية.
ومنذ زمن ليس بالقريب انعكس ما تقدمه دور السينما والمسرح على نسيج المحافظة الاجتماعي والأخلاقي من خلال ما تقدمه من معالجات للواقع وصياغته في إطار التوظيف الفني والثقافي، وبذلك أصبح الفن والأدب الدلالة والمعيار الذي عرفت به المحافظة من حيث ترسيخ مفاهيم الثقافة سواء بفنونها التشكيلية او الأجناس الأدبية.
ولتفعيل ذلك كانت هناك حاجة ماسة للنهوض بواقع السينما والمسرح والبيوت الثقافية لطرح المحاور الأدبية ولإقامة المعارض التشكيلية، وأيضا للمسارح والتي يحتاجها الأديب في عرض مادته وتوظيفها لعكس حالة مجتمعية معينة في وقت أضطرب فيه المعيار الثقافي والاجتماعي تحت ظروف كادت أن تحد من دور السينما والمسرح وتلغي هويتها الأدائية، ومثل مشروع (دار الأوبرا) فرصة حقيقية لتحقيق هذا الهدف.
مشاريع ثقافية في البصرة
ويقول مدير قصر الثقافة والفنون في محافظة البصرة عبد الحق المظفر لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "البنى الثقافية التحتية في البصرة بائسة ومتعبة جدا، فلا توجد للأسف دور للسينما"، مشيرا الى أن "المسرح القديم موجود الى الآن وبالإمكان تطويره وتأهيله من جديد ومن أمثلة ذلك (بهو الإدارة المحلية السابق والذي أصبح الآن مولاً تجارياً) وكذلك (قاعة عتبة بن غزوان) التي تفتقر إلى منظومة الصوت والإنارة والمقاعد المريحة وقلة عددها حيث لا يتجاوز 360 مقعدا".
وأضاف، أن "واقع المسرح متردٍ جدا ولا يليق بواقع الثقافة والفن"، معربا عن امله أن "يتم تأهيله من جديد".
تحديد نسبة إنجاز مشروع دار الأوبرا
وأكد المظفر أن "كل هذه الأمور ساعدت على التحرك من جديد لتنفيذ مشروع دار الأوبرا والتي ستؤهل إلى مسرح ضخم جدا ليكون من أكبر المسارح في الشرق الأوسط ويسع 1600 متفرج"، لافتا الى أنه "سيضم سينما ترفيهية، ومسرحاً رومانياً، ومسرحا متحركا صعودا ونزولا ويدور 360 درجة ومسرحا للأوركسترا".
وبين أن "نسبة الإنجاز في المشروع بلغت حوالي 60%"، موضحا أن "الدار تعود لوزارة الثقافة والسياحة والآثار".
وذكر أن "سبب تأخير إنجاز دار الأوبرا هو مشكلة بسيطة نأمل حلها في القريب العاجل، وهي وجود قطعة أرض بين المسرح وموقع نقابة العمال والأخيرة مصرة على أن عائدية القطعة لها"، لافتا الى أنه "خاطبنا محافظ البصرة لحل هذا الأشكال والى الآن المساعي قائمة ومستمرة ليتم منحنا القطعة ليكتمل المسرح الذي سيغني عن جميع المسارح حيث يعادل ستة أضعاف مساحة مسرح قاعة عتبة بن غزوان وقدرته الاستيعابية".
وأعرب المظفر عن أمله "من الحكومة المحلية ووزارة الثقافة والسياحة والآثار أن تدعم (مسرح دار الأوبرا) وتمنحه الاهتمام، كونه سيعوض عن بقية المسارح الموجودة في البصرة سيما ونحن مقبلون على أن تكون البصرة عاصمة للثقافة العربية وعاصمة للكتاب العربي".
مقترحات للنهوض بواقع المسارح في البصرة
وعن مقترحاته لكيفية النهوض بدور السينما والمسرح وإعادة تأهيلها، أكد المظفر، "لابد أن يتم ومن خلال البنى التحتية بناء مقاهٍ ثقافية ومطاعم تراثية وبيوت تراثية، وعلى سبيل المثال هناك بيوت تراثية في منطقة نظران في قضاء أبي الخصيب، حيث إن هناك برنامجا لتأهيلها من قبل منظمة اليونسكو"، مشددا على ضرورة "توفير المتاحف الحضارية".
وذكر المظفر أن "هناك فكرة لتأهيل دور السينما نتيجة لأهميتها الثقافية ودورها الحضاري، علما أن دور السينما والمسرح في البصرة تحولت إلى مشاريع تجارية ومولات كمول تايم سكوير يضم الآن أربع دور للسينما ومسرحا واحدا) وهذا الشيء رغم أنه مشروع خاص وليس حكومياً لكنه مفرح".
مطالبة بدعم الطاقات الشابة
فيما أوضح التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة البصرة وصفي فالح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، "لدينا الكثير من المعارض التشكيلية والعروض المسرحية وهذه تحتاج إلى قاعات ودور للسينما والمسرح بتقنية حديثة، فرغم أن لدينا العديد من القاعات لإقامة المعارض التشكيلية والفنية والمهرجانات السينمائية، إلا أننا نأمل أن تكون هناك أيضا قاعات للفن والمسرح"، مبينا "نحتاج الى حملة إعمار فهناك الكثير من الكليات قامت بحملات إعمار واسعة لبناياتها وقاعاتها وأروقتها".
ولفت الى أن "هناك قاعات ومسارح تليق باساتذة الفنون وبإمكانيتهم الفنية والثقافية"، معربا عن اسفه "لتحول التجمعات الثقافية والفنية إلى تجمعات فئوية فكل مجموعة قد اجتمعت بمفصل من مفاصل الثقافة عزلت نفسها وقلما تسمح لشخص آخر مشاركتها معتبرين الآخر دخيلا عليهم، فهناك فئات شابة مثقفة جدا ولها إمكانية فنية سواء في السينما والمسرح او على صعيد الفن التشكيلي إلا أننا في الوقت ذاته نرى أن عليهم قيودا وحتى الدعوات تصل إليهم في وقت متأخر".
بدوره أكد عضو اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة كريم جخيور لوكالة الأنباء العراقية (واع)، "الحاجة الى دور ثقافية ودور سينما، مسارح، للنهوض بواقع الأدب والفن في محافظة البصرة".
وأضاف، "كما نحتاج أيضا الى منتديات ثقافية وفنية تعكس الواقع الاجتماعي وتطوره من خلال الجلسات الأدبية والفنية والتي تعالج حالة ما"، معربا عن امله "أن تكون هناك توسعة للدور الثقافية والفنية ولا تقتصر على مركز المحافظة بل تتعداه لتكون في الأقضية والنواحي".
وأكد "الحاجة الى دعم ورعاية لكافة الأنشطة الأدبية والفنية بما فيها من قاعات ثقافية ودور سينما ومسارح".