ديالى- واع- ثائر هادي
واجه المهندس سجاد أحمد السعدون ذو 25 عاماً، مشكلتين صحيتين منذ صغره تمثلتا بهشاشة العظام الحادة والربو، وأبى إلا أن يتعامل معهما بعزيمة كبيرة لمواصلة مسيرته الدراسية منذ الطفولة وسط اعتراض الأطباء وتحذيراتهم، حيث تعرض إلى 17 كسراً و20 فطراً بالعظم، مواصلاً صراعه مع الألم نحو هدفه بأن يكون مهندساً بارعا.
ويقول السعدون لوكالة الأنباء العراقية (واع): "ولدت في بيئة صعبة ومجتمع لا يتقبل فكرة الإبداع، فضلاً عن وضعي الصحي لإصابتي بهشاشة العظام الحادة (العظام الزجاجية)".
وأضاف: "أول تجربة في عمر 4 سنوات كان فيها أول كسر، وتفاقم المرض في الهيكل العظمي، ومنعني الأطباء من إكمال دراستي بسبب خطورة الأمر لكنني واصلت اصراري بالدخول إلى المدرسة مما عرضني لمعاناة كبيرة خلال الدراسة الابتدائية التي أكملتها بدرجة الاول على الصف في جميع المراحل وفي السادس الابتدائي كان معدلي 96%".
ويضيف: "كنت أشعر بالألم والحسرة عندما أشاهد الأطفال يلعبون ويركضون دون أن استطيع فعل الأمر ذاته".
وتابع السعدون: "كذلك المرحلة المتوسطة أكملتها بتفوق واعفاء من جميع الدروس وأنهيتها بمعدل 93% في الثالث المتوسط".
وواصل بالقول: "أتذكر جيداً كلمة مدير المدرسة التي قالها لي (سجاد أنت ستكون شخصاً أنا أتمنى أن أكون مثله)، وهذا الكلام كان الحافز الذي جعلني أواصل حتى أبلغ الهدف الذي رسمته لنفسي ودخلت الاعدادية وأنهيتها كالمعتاد باعفاء عام ومعدل 92.4% بالسادس العلمي، كان ذلك بعد حياة مريرة من المرض والمعاناة من الاقصاء والحرمان والعجز".
وتابع متحدثاً عن إصراره وعزيمته: "حين دخولي لدراسة هندسة الاتصالات في جامعة ديالى، وكانت المسافة انذاك من الباب للقسم طويلة جداً، وفي أول يوم دخلت للقسم استغرب المدرس من كوني طالبا في الهندسة وقال مستغربا كيف ستكمل الهندسة معنا، فأجبته بالقول (إني هندست الحياة وبدأت الان هندسة الكتب) وفعلا أنهيت الكلية بتفوق تام سنة 2019 وحاليا أعمل مهندس اتصالات في وزارة الكهرباء".