الجدل الطويل بشأن شكل الحكومة المقبلة، أغلبية او توافقية، استهلك الكثير من أوقات البث الإعلامي الفضائي وغيره، وسيستمر لحين تشكيلها. الشيء الذي غاب عن أذهان الكثيرين وهم في خضم انغماسهم بالجدال، هو ان النظام السياسي العراقي الحالي، برلماني، أي أن القرارات الستراتيجية تخرج من قبة البرلمان ولايستطيع رئيس الحكومة البت بها من دون موافقة الاغلبية البرلمانية، ومن هنا تتأتى قوة الحكومة المستندة لبرلمان قوي يدعمها، وهو ما بات ممكنا في ضوء النتائج الاخيرة التي افرزت، ولأول مرة، كتلا قوية وأخرى غير مؤثرة، ما يعني ان قوة الدولة المقبلة او ضعفها بات بيد هؤلاء، وهم الان يشكلون الاغلبية البرلمانية المريحة، والتي تمكنهم من تمرير المشاريع الاصلاحية وتضع البلاد على السكة السليمة. هذا الواقع يضعنا ايضا امام حل للمشكلة المتمثلة في كيفية تشكيل الحكومة وجدل الاغلبية او التوافقية. القوى الفائزة الرئيسة لو اتفقت في ما بينها على برنامج وطني شامل للاصلاح، فلم يعد بإمكان احد الوقوف في طريقها، وان القوى الصغيرة لم يعد وجودها في البرلمان عائقا، مثلما سيكون وجودها في الحكومة غير مؤثر ايضا، وبذلك، تتحقق حكومة الاغلبية المنشودة ولو في شكل توافقي، كخطوة اولى وكبيرة على طريق حكومة الاغلبية المقبلة، اي بعد ان تصبح الدولة في وضع لايسمح لأية جهة بتعطيل قراراتها او تحديها، فضلا عن معالجة ملفات الفساد وبناء المؤسسات بطريقة مهنية، وهو ما يتطلع اليه الشعب وخرج للتظاهر والاحتجاج لأجله.
طقس العراق.. أمطار وضباب بدءاً من الغد
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع