النجف الأشرف- واع- حيدر فرمان
تحرير: حسين الناصر
تعطل مشروع قصر الثقافة في النجف الأشرف منذ قرابة عشر سنوات بسبب الفساد، إذ لم تحقق الجهات الرقابية في الأموال المخصصة لمشروع "النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012"، ولم تصل إلى نهاية الطريق ومحاسبة المقصرين وفقاً لمعنيين بالملف.
وما زال "قصر الثقافة" المهجور الذي سيكمل عقده الأول يحكي قصته، ومن المفترض أن يعج بالكرنفالات والفعاليات الثقافية والفنية، إلا أن الموقع أصبح حالياً مكباً للنفايات ومرتعاً للحيوانات السائبة.
وكالة الأنباء العراقية (واع)، وثقت بالصور مشروع قصرالثقافة وملحقاته، حيث برزت مشاهد مؤلمة لما آل إليه هذا المشروع الضخم الذي تم صرف مبلغ 113 مليار دينار عليه دون إكماله، وبدت عليه ملامح الانهيار والتهالك.
فساد يحاصر القصر
رئيس رابطة الفنادق السياحية في النجف الأشرف، صائب أبو غنيم، قال لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "هذا الموقع الذي كان من المفترض أن يكون أحد أعمدة السياحة والثقافة في البلاد، نجده حالياً موقعاً خرباً تحيط به النفايات ويعاني الإهمال وهو في طور الاحتضار دون معالجة من قبل الجهات المسؤولة"، مشيراً إلى أن "الفساد هو المسؤول عما حصل مع مشاريع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية".
وأضاف أبو غنيم، أن "الحكومات المحلية المتعاقبة تتحمل مسؤولية عدم اكتمال هذا الصرح الثقافي الكبير، فلا الفنادق اكتملت، ولا المسارح فتحت، ولا المتاحف أنيرت بإرث هذه المدينة العريقة".
خبير قانوني: هنالك إهمال من الجهات الرقابية
بدوره، حمل الخبير القانوني محمد العبدلي، الجهات الرقابية (هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية)، مسؤولية عدم الكشف عن الاموال المهدورة في هذا المشروع.
وقال العبدلي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "عدم جدية الجهات الرقابية بالكشف عما حصل من هدر المال العام وعدم اكتمال أوراق التحقيق وإغلاق الملفات التي عليها شبهات فساد و بالأدلة، أثارت تساؤلات كثيرة لدى الشارع النجفي"، حسب قوله، مطالباً القضاء بفتح ملف هذه القضية واسترجاع الأموال أو الضغط من خلال قرار واجب التنفيذ على تلك الشركات المتلكئة".
ضحية المساومات السياسية
من جانبه، قال الناشط المدني أكرم شربة، إن "قصر الثقافة كان ضحية للمساومات السياسية حيث تخلل هذا المشروع فساد من العيار الثقيل، وقتل آمال اهالي المدينة بالحصول على موقع ثقافي يخدم أبناء النجف ويكون معلماً سياحياً وثقافياً جاذباً للسواح من داخل البلاد وخارجها".
شربة، أضاف أن "ما حل بهذا الموقع من دمار وانهيار لن يستطيع مداد الكلمات وحبر القلم أن يصف ما حل به، فمتى يحين الآوان بأن ينفض الغبار عنه، وتنتفض الأيادي التي تريد الخير للعراق في ختم حكاية موقع قصر النجف الثقافي".