بغداد- واع
تصوير – صفاء علوان
يحتفل العراقيون يوم غد بالذكرى الرابعة ليوم النصر، وهي ذكرى عزيزة على العراقيين، انتصرت فيها إرادة الخير على إرادة الشر وتم الإعلان عن طرد عصابات داعش الإرهابية من كامل التراب العراقي وانهيار دولتهم المزعومة.
ففي هذا اليوم وقبل أربعة اعوام أعلن رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي، من مدينة الموصل الانتصار على دولة الخرافة وهزيمة عصابات داعش الارهابية وطردها من كامل التراب العراقي حيث هنأ المقاتلين والشعب العراقي على انتصارهم بعد تسعة أشهر من الحرب والقتال في المناطق الحضرية.
وقد حظي إعلانَ انتصارَ العراق علَى أعداءِ الإنسانية مِنْ قوى الكفر والظلام والإرهاب والأجرام، باهتمامٍ دولي بالغ وواسع المدى منذ اللحظات الأولى لإعلان بيان النصر التاريخي.
وكما هو معلوم فإن عصابات داعش الإرهابية سيطرت منتصف 2014 على ثلاث محافظات عراقية وهي نينوى وصلاح الدين والانبار واجزاء من ديالى وكركوك وسرقت الأموال وعبثت في الممتلكات وقتلت الشباب واغتصبت النساء وتسببت بهجرة أكثر من 000 .1.400 مواطن تم احتضانهم في مخيمات بمناطق آمنة باقليم كردستان وكركوك وديالى وبغداد وبابل وكربلاء .
واصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف فتوى الجهاد الكفائي يوم 13/6/2014، حيث دعت العراقيين القادرين على حمل السلاح للانخراط في القوات الأمنية للدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته أمام هجمة الإرهابيين الدواعش الذين اجتاحوا مساحات شاسعة في عدد من المحافظات وباتوا يهددون العاصمة بغداد ومحافظات أخرى أيضاً.
واستجابة لهذه الفتوى هبّ رجال العراق الابطال شيباً وشباناً ومن مختلف الشرائح الاجتماعية واندفعوا الى ساحات القتال بحماسة منقطعة النظير وهمّة لا توصف وخاضوا لأكثر من ثلاثة أعوام،عشرات المعارك الضارية بكفاءة عالية، وتم تأسيس قوة مسلحة مدافعة عن
حرمة البلاد تحت مسمى الحشد الشعبي، لتكون قوة مساندة للقوات الأمنية من الجيش والشرطة ، وخاضت القوات الأمنية عشرات المعارك تجلّت فيها البطولة بأروع صورها وأسمى معانيها، وقد قدّموا في هذا الطريق عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين انقاذاً للوطن الغالي وفداءً للحرمات والمقدسات، حتى منّ الله عليهم بالنصر المؤزر وتمكنوا من دحر الارهابيين وتحريرالاراضي المغتصبة من رجس المعتدين والقضاء على دولتهم المزعومة.
ان المعارك ضد الارهاب والتضحياتَ الاسطورية، ودماء المجاهدين الزكية الَّتِي لم يبخل بها أبناء العراق مِنْ أجلِ سيادة بلدهم وكرامة شعبهم، منحت ثمارها، فتحررت الموصل بما تحمله مِنْ رمزية، بوصفِها كانت مقراً لقادةِ عصابات (داعش) الإجرامية وكان لهذا
الانتصار الضربة القاصمة للارهاب وذيولهم والدول التي تساندهم ،وكما وصف بيانات اغلب الدول الصديقة والمنظمات الدولية هذا الانتصار بانه انتصار انقذ العالم من تمدد الارهاب التكفيري وانتشاره في مناطق اخرى تهدد السلام الدولي ما يتطلب من المجتمع الدولي
أنْ ينحني إكراماً لأمهاتِ الشهداء، ولكلِ قطرة دم نزفت مِنْ الغيارى الَّذين صنعوا الانتصار، وأعادوا الأمل بشموخِ العراق، وصنعوا الابتسامة عَلَى شفاه الأطفال ومنحوا غدا مشرقا للانسانية جمعاء.
ومن حق العراق ان يحتفل بفخر اليوم بالقضاء على اعتى فكر ارهابي مدمر في القرن العشرين رغم تكبده خسائر بشرية ومادية مع تدمير البنى التحتية لثلاث محافظات الا ،حيث تمسح فرحة النصر المنجز برفق دموع ذوي شهدائنا من القوات الامنية المسلحة والحشد الشعبي والعشائري.
وخلال الاعوام الثلاثة خصصت موازنة العراق مبالغ كبيرة لإعادة اعمار المدن المحررة لتثبيت الاستقرار واعادة الحياة الى سابق عهدها وتعويض النازحين والمدمرة منازلهم جراء العدوان الارهابي واعادة الدوائر الحكومية الى الى العمل ،ولازال العراق يتطلع الى
وفاء المجتمع الدولي لتعهداته والتزاماته في دعم هذه المدن لاعادة اعمارها لضمان عودة جميع النازحين اليها.