حمزة مصطفى
ليس بوسع وزارة الهجرة والمهجرين في العراق، أو وزارات المغتربين في دول عربية أخرى عمل شيء لمنع تدفق المهاجرين العراقيين والعرب الى {نار} أوروبا بعد أن فقدوا شروط العيش الكريم في {جنة هلي} على طريقة حمدية
صالح.
كان الشوملي في الماضي طبقا هو أقصى طموح من لديه مشكلة مع جنة أهله.
وإذا كانت أغنية الشوملي اختزلت أزمة العاشقين أيام زمان إذ لم تكن هناك وزارات للهجرة والمهجرين، فإن أزمة المهاجرين الجدد لاتبدو عاطفية لكي تحل
بالتباس العلاقة بين البحث عن نار تتفوق لأول مرة عن الجنة المقصودة وهي الصلة بالحبيب الظالم أيام ذاك والصلة اليوم بالوطن الظالم والمظلوم معا بلغتنا التفكيكية
المعاصرة.
بين هذا وذاك، أي ما تحاوله وزارات الهجرة والمهجرين سواء في بلادنا أو البلدان التي سلك مواطنوها درب منيسك في الطريق الى القارة العجوز والتي تتلخص في الغالب في دفع أموال للعالقين إن كانوا على الحدود البيلاروسية أو حدود المقدادية أو تسهيل العودة لمن يرغب.
وقد تزيد هذه الوزارات لهم من الشعر بيتا وذلك بأن {تدق} لهم اليتيمة، أي جنجلوتية الوطن
والمواطنة.
أو ربما تحثهم على حفظ عن ظهر قلب بيت الشعر التالي “بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة.. وأهلي وإن شحوا عليَّ كرام».
شخصيا أقترح على الصديق الدكتور كريم النوري تسجيل هذا البيت الشعري الذي {ينكط} وطنية صوتيا وإسماع المهاجرين والمهجرين به بدءا من استعلامات الوزارة الى خيم المهاجرين وانتهاء بركوب الطائرة المغادرة الى مينسك بحثا عن نار أوروبا بعد أن تخلوا طائعين مختارين لا محزوزين ولا ملزوزين عن {جنة أهلهم} ناسين متناسين في لحظة غدر أنين الراحلة حمدية صالح في طريقها المعبَّد بالسبيس الى الشوملي نظرا لتزامن هجرتها مع نهاية فترة الدعاية الانتخابية، ذلك الأنين الذي يقطع نياط القلب وهي تصدح {لنسه عمامي وهلي وأتعنى
للشوملي».
السؤال الأكثر براءة وخبثا في الوقت نفسه.. لماذا تظل بلداننا إن كانت بلدان العالم الثالث أو دول الربيع العربي طاردة لمواطنيها؟، هل يكفي استحداث وزارات للهجرة والمهجرين أو المغتربين؟، هل يكفي الإعلان عن تقديم التسهيلات عند العودة؟، لماذا لانبني بلدانا تجعل عجائز أوروبا يهاجرون الينا مع كلابهم الأليفة بوصفنا من أفضل البلدان التي تذكر .. محاسن موتاها.